القدّيس يوئيل النبي



10-19

يوئيل كلمة‭ ‬عبرية‭ ‬تعنى يهوه هو الله.‬


القدّيس يوئيل النبي ( 810 – 750 ق م) :

يوئيل ابن فنوئيل هو صاحب النبوّة الثانية في ترتيب الأنبياء الاثني عشر الصغار(صغار نسبة إلى طول نبؤتهم) بعد هوشع.

يُميّ‭ ‬الأنبياء‭ ‬في‭ ‬الكتاب‭ ‬المقدّس‭ ‬بين‭ ‬أنبياء‭ ‬كبار‭ ‬وأنبياء‭ ‬صغار‭:‬
‭- ‬الأنبياء‭ ‬الكبار‭ ‬هم‭ ‬أربعة:‭ ‬إشعياء،‭ ‬إرميا،‭ ‬حزقيال‭ ‬ودانيال‭.‬

‭- ‬الأنبياء‭ ‬الصغار‭ ‬هم‭ ‬إثنا‭ ‬عشر:‭ ‬هوشع‭-‬يوئيل‭-‬عاموس‭-‬عوبديا‭-‬يونان‭-‬ميخا‭-‬ناحوم‭-‬حبقوق‭-‬صفنيا‭-‬حجّي‭-‬زكريّا‭-‬ملاخي‭.‬

جاءت‭ ‬هذه‭ ‬التسمية‭ ‬كبار‭ ‬وصغار‭ ‬في‭ ‬الترجمة‭ ‬السبعينية‭ ‬ولاحقًا‭ ‬في‭ ‬الفولجاتا،‭ ‬وهي‭ ‬مرتبطة‭ ‬بحسب‭ ‬كبر‭ ‬وصغر‭ ‬نبؤاتهم‭ ‬المكتوبة‭ ‬وليس‭ ‬لها‭ ‬أي‭ ‬علاقة‭ ‬بمكانة‭ ‬وشأن‭ ‬شخص‭ ‬النبيّ‭.‬


أغلب الظن أنه تنبّأ في يهوذا، وربما في أورشليم بالذات.

البعض يقول إنه تنبّأ بعد الرجوع من سبي بابل والبعض قبله.

‏موضوع نبوءته الأساس هو يوم الرّب القريب (15:1‏). وما انقطاع المياه ونكبة الجراد اللذان حلاّ بالبلاد سوى من علامات مجيئه. والسبب ضلال الشعب وعزوفه عن إلهه. من هنا حث السيّد الرّب شعبه عبر نبيّه يوئيل أن " إرجعوا إليّ بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح، ومزّقوا قلوبكم لا ثيابكم وارجعوا إلى الرّب إلهكم لأنه رؤوف رحيم بطيء الغضب وكثير الرأفة..." (2: 12-13).

فإن هم فعلوا أرسل لهم القمح والمسطار والزيت ورفع عنهم بين الأمم (19:2). كيف لا والرّب يغار لأرضه ويرق لشعبه (18:2). ‏وإله إسرائيل لا يقف عند هذا الحد لأن محبته لشعبه هي بلا حدود، وما أعدّه لهم فائق، وسيمتد ليشمل كلّ الأمم.

ومحبّة الرّب هي هذه: "أسكب روحي على كلّ بشر فيتنبأ بنوكم وبناتكم ويحلم شيوخكم أحلاماً ويرى شبابكم رؤى. وعلى العبيد أيضاً وعلى الإماء أسكب روحي في تلك الأيام وأعطي عجائب في السماء والأرض دماً وناراً وأعمدة دخان. تتحوّل الشمس إلى ظلمة والقمر إلى دم قبل أن يجيء يوم الرب العظيم المخوف. ويكون أن كلّ من يدعو باسم الرب ينجو(2: 28-32)

هذا الكلام الكبير كان تمامه في يوم العنصرة العظيم، وقد استشهد به بطرس الرسول (أعمال 2‏) بعد ما انحدر الروح القدس على التلاميذ بشكل ألسن نارية،  ووقف اليهود وسكّان أورشليم متعجّبين.

للبعد الرؤيوي لنبوءة يوئيل صدى في سفر رؤيا يوحنا، ليس أقلّه ما جاء في الإصحاح التاسع عما صنعه الملاك الخامس حين بوّق وفتح بثر الهاوية "فصعد دخان من البئر كدخان أتون عظيم فأظلمت الشمس والجو من دخان البئر، ومن الدخان خرج جراد على الأرض فأعطي سلطاناً كما لعقارب الأرض سلطان....".

ففي هذا الكلام صدى صريح لما جاء في يوئيل (2) عن ذاك الجراد الرهيب.

صورة الإله في انعطافه على العباد ترجمها يوئيل النبيّ ناراً ملتهبة أوّلًا في قلبه وثانيًا دعوةً للناس إلى توبةٍ صادقةٍ  إزاء إله حبّه ولا أرق.