ندوة توقيع كتاب لئلّا تضيح الحقيقة



2017-02-11

رعى بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس يوحنّا العاشر، وبدعوة من دير سيّدة البلمند البطريركيّ، ندوة توقيع كتاب "لئلا تضيع الحقيقة" للأستاذ جورج غندور عن منشورات بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للرّوم الأرثوذكس، وذلك في القاعة الكبرى في الدير. شارك في المناسبة المتروبوليت سابا (اسبر) متروبوليت حوران بصرى وجبل العرب، الأب بورفيريوس جرجي عميد معهد اللاهوت في جامعة البلمند، والدكتور جورج نحّاس نائب رئيس جامعة البلمند، بحضور رئيس الدير الأرشمندريت رومانوس الحناة و جمهور من المهتمين. عرّفت الحفل السيّدة نانسي نجار حيدر من المركز الأنطاكيّ الأرثوذكسيّ للإعلام، ثم كانت كلمة للمطران سابا تحدث فيها عن الدور الانطاكيّ خلال المسيرة التحضيرية التي استمرت عقودا طويلة حتى اجتماع كريت صيف 2016 وميّزت الآباء الذي مثّلوا الكنيسة الأنطاكية خلال هذه الفترة. وأكد أن "أنطاكية كانت حاضرة في كل الإجتماعات التي تمت، وأنها جسر تواصل موجود منذ البدء". أضاف: "أن الهدف من المجمع الأنطاكيّ هو البعد الرعائيّ الذي هو حاجة ماسة عند الكنيسة الأنطاكية، وهو الهدف الأساسي من المجمع، لأنه يشدّد على التحدّيات التي تواجه المؤمنين في عالمنا الحالي، وهو أهم بكثير من الأمور التنظيمية والنظرية، وأن الكنيسة الأنطاكية متحررة من عبء التاريخ الضاغط على الأرثوذكس". وألقى الأب بورفيريوس كلمة ركّزت على اجتماع كريت 2016 وقال: "إن قبول ملء الكنيسة لمجمع من المجامع من بعد صدور مقرراته وتمحيصِها على المستويين المحلي والمسكونيّ هو الأساس الوحيد لإدراج المجمع في عداد مجامع الكنيسة الكبرى.". أضاف: "يبدو أن بعضنا لا يقرأ التاريخ أو يستمد منه العبر، فيعي أن هاجس السلطة العالميّة في الكنيسة أو المركزيّة الكنسيّة المفرطة على المستوى العالميّ يضرب خصوصيّة الكنيسة المحلّية ويعطّل الآلية السليمة للعمل المجمعي ولقاء الإخوة، بل قد أدّى إلى الانشقاق الكبير في تاريخ الكنيسة وما زال قادرًا على شرذمة جسد المسيح وتعطيل التواصل ما بين أعضائه". وختم: "أن الممارسة المجمعيّة في تعاليم الكنيسة وحياتها تقوم على العيش في تعدد المواهب في كلّ عصر وزمن وعلى استلهام تعاليم الآباء القدّيسين، أنبياء العهد الجديد، وخبراتهم من أجل خدمة الإنسان، الأمر الذي كنا نتوق إلى تجسيده في مجمع مقدّس كبير يحقّق ما تصبو إليه كنيسة المسيح المجيدة". بدوره، تحدث الدكتور جورج نحّاس عن "أهمّية الكتاب كمرجع ليس فقط بالنسبة الى الأنطاكيين بل بالنسبة الى الكنيسة الأرثوذكسية الجامعة". وأكّد أن "رفض هذا العدد من الكنائس الأرثوذكسيّة المستقلة المشاركة في أعمال المجمع الكبير هو دليل على عدم نضوج مستلزمات عقده". وقال: "أن الكنيسة الأنطاكية كان لها أثر على قرار باقي الكنائس بسبب الديبلوماسية الهادئة والمنفتحة التي اعتمدتها". وكانت كلمة للكاتب، الأستاذ جورج غندور استنتج فيها: "أن المجمعية في الكنيسة الأرثوذكسية تمر بأزمة حقيقية، لأنها ليست نظامًا ولكنها ممارسة يومية"، وأكّد أن "وحدة العالم الأرثوذكسي لا تبنى إلا بالحوار المنفتح والمستمر بين مختلف مكوناته ومن خلال الاعتراف بهواجس الآخر ومعالجتها بجدية ومحبة"، متمنياً أن "تلعب أنطاكية دورًا في المستقبل في مساعدة العالم الأرثوذكسيّ على استخلاص الدروس، وأن تكون رائدة في إطلاق المبادرات من أجل تحريك الجمود في العالم الأرثوذكسي". وختم شاكرًا البطريرك يوحنّا العاشر على محبته وثقته ورعايته لهذه الندوة. وفي الختام، تمّ توقيع الكتاب.