القدّيس ديونيسيوس الآريوباغي الشهيد في الكهنة



10-03

هو إياه من ورد ذكره في سفر أعمال الرسل (34:17). ويقال أن دامرس المذكورة بجانبه كانت زوجته. وقد اهتدى إلى الإيمان بالرب يسوع المسيح على يد بولس الرسول خلال زيارته لأثينا. كان أحد البارزين في هيئة الأريوباغوس التي هي المحكمة العليا المختصة بالقضايا الجنائية. كان متبحراً في الفلسفة اليونانية، وكان على الرواقية. ينقل أنه كان في مصر، في الهليوبوليس، يوم جرى صلب الرب يسوع في أورشليم، فشهد كسوفاً شمسياً خلافاً لكل قواعد علم الفلك المعروفة يومذاك. وقد قال dio على أثره: "إمّا أن يكون الإله متألماً وإما أن تكون نهاية العالم قد حضرت".
يذكر التراث أنه صار أسقفاً على أثينا، وربما الأسقف الأول، إذا ما أخذنا بشهادة ديونيسيوس الكورنثي (+170 ‏م) في رسالته الثانية إلى أهل أثينا. وهناك من يدّعي بأنه هو إياه ديونيسيوس الباريسي الأسقف المعروف الذي أنشأ كنيسة في بلدة باريس، الصغيرة يومذاك، وقام بعمل بشاري واسع النطاق شمل بريطانيا واسبانيا وسواهما. وقد شاع هذا الإدعاء منذ منتصف القرن التاسع. ويذكر التراث أيضاً أنه حضر بالروح القدس إلى أورشليم يوم رقاد والدة الإله. ويبدو أنه عمّر طويلاً فبلغ التسعين ومات شهيداً بقطع الهامة، هو واثنان من تلاميذه، روستيكوس والفثاريوس، في أيام الإمبراطور دوميتيانوس عام 96 للميلاد. وأن هامته محفوظة في دير دوخياريو في جبل آثوس، منذ أن قدّمها الإمبراطور الكسيوس كومنينوس هدية في القرن الحادي عشر.
من جهة أخرى، ظهرت منذ أواخر القرن الخامس كتابات مستيكية مهمة في الكنيسة تحت اسم ديونيسيوس الأريوباجي كان لها أبلغ الأثر في الفكر اللاهوتي في ذلك الزمان والأزمنة اللاحقة. إلا أن المسلم به بين الدارسين أن هذه الكتابات لا يمكن أن تكون للقديس ديونيسيوس الذي نعيّد له اليوم. وهم يعيدونها، في المقابل، لكاتب مجهول الهوية عاش في البلاد السورية في أواخر القرن الخامس. وهذا هو السبب في أن هذه الكتابات أصبحت تعرف بكتابات ديونيسيوس الأريوباجي المنحولة.