مقدّمة صاحب الغبطة يوحنا العاشر



p1 غبطة البطريرك يوحنّا العاشر

بمناسبة إطلاق مؤتمر "الوحدة الأنطاكيّة: أبعادها ومستلزماتها"

26 - 28 حزيران 2014

 

نظرًا لحاجة أبنائنا ليس فقط ليعبروا عن وحدتهم الإيمانيّة إنما ليعبّروا أيضًا عن اهتمامهم بأوضاع أوطانهم وعن استعدادهم للعب دور أساسيّ ومفصليّ في تحضير مستقبلها، أكانوا مقيمين في الوطن أو في بلاد الإنتشار. نطلق اليوم مؤتمرنا الكنسي العام ألا وهو المؤتمر الأنطاكيّ الذي سينعقد هنا في دير سيدة البلمند مابين 26-28 حزيران فبالنسبة لنا كنيستنا الموجودة في كل بلدان المنطقة العربيّة مسؤولة، مع سائر أبناء هذه الديار عن العيش الكريم لأبنائها وأيضًا عن حسن سير الحياة العامة. 10365933_455707281199657_3441715506247089503_n

 يتطلّع هذا المؤتمر إلى دراسة بعض القضايا التي تتصدّر أهمّ المجالات التي من شأنها إبراز معالم الوحدة الأنطاكيّة. مع طاقات التواصل الحديثة، وسرعة الانتقال من مكان إلى آخر، وتطوّر الأوضاع الكنسيّة من جهة، والمعطيات الديموغرافيّة من جهة أخرى، يحتاج شعبنا إلى أن يشعر بمضامين هذه الوحدة في حياته، كنسيّة كانت أم عامّة، وأن يكون فاعلاً ومتفاعلاً معها. يبدو جليًّا لكلّ من يتابع الأوضاع الرعائيّة عند المؤمنين، أن الكنيسة، في كلّ مكوّناتها، مدعوّة أن تذهب بماهيّة الفكر المستقيم الرأي ومستلزماته إلى أبعد من الطروحات النظريّة التي نُجْمِع عليها، وأن تلج إلى ما هو عمليّ من خلال مشاريع مدعوّة أن تنفّذ في الأبرشيّات بروح الوحدة، وعلى صعيد البطريركيّة بروح التكامل.
من خلال محاور بحث واضحة الغايات، سيسعى المؤتمر أن يكون خطوة أولى في بلورة أفكار جامعة، تأخذ شكل سياسات، وورشات عمل ومشاريع، تُرْفع إلى المجمع المقدّس علّها تساعد في تكوين خريطة طريق، تبنى مدماكاً بعد مدماك، لما يمكن أن تكون عليه معالم وحدة أنطاكيّة جليّة تعاش على كلّ مستويات حياة الكنيسة الداخليّة وشهادتِها في العالم.

سيلتئم في هذا المؤتمر مجموعة واسعة من المؤمنين يأتون من كلّ الأبرشيات في الوطن وبلاد الانتشار. بالطبع كلّ أبرشية تنتدب ممثليها. وستكون محاور المؤتمر قائمة على المواضيع التالية: > أنقر هنا 

ستتوّج أعمال المؤتمر بخدمة الذبيحة الإلهيّة يوم الأحد الواقع فيه 29 حزيران القادم لرفع الشكر لله على عطاياه وعلى عمل روحه القدّوس فينا.

وإني أدعو كلّ المؤمنين للمشاركة بحضورهم معنا في هذا اليوم الذي هو أيضًا عيد القدّيسين بطرس وبولس مؤسّسيّ كرسينا الرسوليّ. 

 سيكون هذا الاشتراك في الصلاة تعبيرًا عن عمق وحدتنا بالرب.