القدّيس جرمانس رئيس أساقفة القسطنطينية



05-12

15-05 gوُلد في حدود العام 634م. كان والده بطريقاً معروفاً اسمه يوستنيانوس، وقيل من سلالة الإمبراطور يوستنيانوس الأول. هذا قتله الإمبراطور قسطنطين الرابع بوغوناتوس حسداً وخصى ابنه جرمانوس ليحول دون تبوّئه مركز المشيخة. كما ألحقه بالكنيسة الكبرى, كنيسة الحكمة المقدّسة، وجعله من صغار رجال الإكليروس فيها. لكن استحالت الضرورة الموضوعة على قدّيس الله سبباً للمجد. فقد سلك جرمانوس في حياة شبيهة بحياة الملائكة. انصرف من المجد الباطل إلى تسبيح الله ودراسة الكتب المقدّسة ليل نهار.
من هذا المَعين استمدد قدّيسنا معرفته اللاهوتية الواسعة التي دافع بها عن الإيمان القويم. آباء المجمع المسكوني الثاني قالوا فيه: "تكرّس لله منذ فتوّته نظير صموئيل النبي واقتدى بالآباء القدّيسين فانتشرت كتاباته في كل العالم. صدح بمديح الله بالصوت الملآن وتناول الكلام الإلهي كسيف ذي حدّين شهره في وجه كل المناهضين للتقاليد الكنسيّة".
صُيِّر رئيس أساقفة على كيزيكوس وقاوم هرطقة المشيئة الواحدة. تعرّض للنفي زمن الإمبراطور فيليبيكوس (711-713). في العام 715 اختير بطريركاَ للمدينة المتملّكة, القسطنطينية. تعلّق الشعب به لفضائله وموهبة النبوّة لديه. في غضون عشر سنوات حمل الإمبراطور لاون الثالث حملة شعواء على الإيقونات ومكرميها .يُذكر القدّيس جرمانوس، بخاصة، في التاريخ الكنسي، لمقاومته للإمبراطور في تلك الحقبة من الزمان. في إحدى رسائله كتب دفاعاً عن إكرام الأيقونات: "حين نكرم رسوم يسوع المسيح فإننا لا نعبد طلاء على الخشب بل الله غير المنظور بالروح والحقّ".
أنكر جرمانوس على لاون حقّه في التدخّل في شؤون الكنيسة وتعدّيه على التقاليد الموقّرة المؤسّسة منذ الزمن الرسولي. فإن كلمة الله بتجسّده صار إنساناً على صورة الناس. وقد اتّخذ طبيعتنا ليجدِّد فينا صورة الله التي بَهُتَت بالخطيئة. لذا فإن الإمبراطور بتعرّضه للأيقونات المقدّسة يتعرّض لسرّ التجسّد. على هذا أعلن جرمانوس أنه مستعدّ لأن يموت من أجل أيقونة السيّد ودعا القيصر إلى الكفّ عن إقلاق الكنيسة بمثل هذه التعدّيات. هذا الكلام تفوّه به قدّيسنا في محضر لاون الذي اغتاظ لجسارة البطريرك. وإذا لم يجد ما يردّ به عليه صفعه وطرده.ثم استدعى مدير المدرسة البطريركية واستفسره في شأن عراقة إكرام الأيقونات في الكنيسة. ولما سمع منه كلاماً لم يعجبه أن الأيقونات راسخة في تراث الكنيسة اشتدّ غيظه وأبى أن يذعن للحقّ. لهذا بعث بعسكره الذين حاصروا مواقع المدرسة وأحرقوها و ألقوا في البحر الآلاف من مجلّدات المكتبة فيها.
ثم أن الإمبراطور استدعى جرمانوس من جديد وأوقفه أمام الشيوخ وكبار الموظّفين وحاول إجباره على التوقيع على مرسوم يأمر بالإبادة العامة للأيقونات المقدّسة في كل الإمبراطورية. دافع جرمانوس عن الإيمان القويم دفاعاَ جميلاَ ختمه بقوله: "إذا كنتُ يونان جديداً فألقني في البحر. ولكن ليكن معلوماً عندك، أيها الإمبراطور، أنه من دون مجمع مسكوني ليس مسموحاَ لي أن أستصدر شيئاً جديداً في مسائل الإيمان!". وعلى الأثر توجّه إلى كنيسة الحكمة المقدّسة ووضع الأوموفوري، أي قطعة الثياب التي تشير إلى أسقفيته، أقول وضعه على المذبح وانكفأ في مِلكية عائلية، تعرف باسم "بلاتونيون"، حيث ختم حياته في الصلاة والسكون بعدما حَرّر العديد من المقالات ضدّ الهرطقات. تاريخ وفاته كان في حدود السنة 740 م.