باسيلافس الشهيد أسقف أماسية



04-26

26-4 تسقّف القدّيس باسيلافس على أماسية، زمن الاضطهاد الكبير الذي نزل بالمسيحيّين. وقد أكدّ باسيلافس ، ببشارته ومثاله، في آن، أنّ على المؤمن بيسوع أن يكون مستعداً، كل حين
لبذل دمه من أجل سيّده. كما ثبّت باسيلافس ، في الإيمان، كنائس البنطس كما اشترك في مجمعي أنقرة وقيصرية الجديدة وعلّم المؤمنين كيف يحفظون أنفسهم من الهراطقة. لما اهتدى
القدّيس قسطنطين الكبير إلى المسيح، بدا كأن الاضطهاد انتهى، لكن للشيطان أحابيله فقد وجد في ليسينيوس، الذي تزوج من أخت قسطنطين، ضالته ليفتك بالعديد من المسيحيّين. و ما
أن تمّت له الإطاحة بمكسيمينوس ووحشيته حتى كشف عن وجهه وأمعن في الاضطهاد والتنكيل بتلاميذ الرب. وكانت لزوجة ليسينيوس أمة جميلة، عفيفة اسمها غلافيرة، كانت قد
اهتدت للمسيح، لكن ليسينيوس أرادها لنفسه. فأخبرت سيّدتها، التي قامت بتهريبها في ثياب الرجال إلى أماسية مدّعية، لدى الامبراطور، أنه أخذت تنتاب غلافيرة نوبات صرع. وفي
أماسية اهتمّ القدّيس باسيلافس بأمر غلافيرة. وهذه قد سلّمته من سيّدتها مبلغاً كبيراً من المال ليبني بها كنيسة للمسيحيّين. وبعد حين أطلع ليسينيوس على خبر أعمال غلافيرة والقدّيس
باسيلافس ، من خلال رسالة وقعت في يدي أحد عماله، أصدر أوامر لإلقاء القبض على الأسقف و المرأة معا. فلما وصل الجنود علموا أن غلافيرة رقدت، في الرب، فاستاقوا
باسيلافس موثقا كما إلى الذبح، وكان يرافقه شمّاسان: ثيوتيموس وبارثانيوس. وأودع باسيلافس السجن، وعرض حاكم نيقوميذية عليه أن يغضّ الطرف عن قضية غلافيرة ويعفو
عنه، إذا ما رضي بإكرام آلهة الامبراطورية، فبيّن القدّيس مقدار حماقة عبادة مثل هذه الوحوش. لكن كلام باسيلافس لم ينفذ إلى قلوبهم. وحاول الحاكم استمالة باسيلافس . فلمّا تبيّن
له، عقم محاولاته، فصدر في حقّ باسيلافس ، حكم بالموت. عانق رفاقه ودعا لخرافه الناطقة، ثم مدّ عنقه مخاطبا جلاّده :"تمّم، يا صاح، ما أمرت به!" فجرى قطع رأسه. وألقى
ليسينيوس القدّيس في البحر، ورغم أن الجسد بقي في الماء لبعض الوقت فإنه وجد بريئا من الإنحلال تفوح منه رائحة طيّبة. وكان الرأس موصولا ببقية الجسد، لكن أثر ضربة
السيف كان بيّنا في خط أحمر على الرقبة. نقل الجسد إلى أماسية وأودع الكنيسة التي سبق للقدّيس أن بناها.