القدّيسون خريسنثوس وداريا ورفاقهما الشهداء (القرن…



03-19

19-3-500 هويَّةُ خريسنثوس:
خريسنثوس هو الابن الوحيد لأحد شيوخ الإسكندرية المعروفين، بوليميوس. تعلم الفلسفة في رومية. ظناً منهُ أن في الفلسفة جواباً يروي عطشه إلى معرفة الحق. ولما خاب أمله بات حزيناً متحيراً إلى أن شاء التدبير الإلهي أن يقع على نسخة من الإنجيل قرأه بنهم فوجد فيه ضالته. إثر ذلك تعرف إلى كاهن اسمه كاربوفوروس لقنَّه الإيمان القويم وعمَّده.
دراية ُ والده بمسيحيته ومحاولة تضليله:
لم يمض وقت طويل على هداية مختار الله حتى درى به والده فاضطرب واستهجن وحاول رد ابنه عمَّا حسبه ضلالاً بالحسنى والوعود فلم يذعن فقفل عليه في مكان مظلم وعرَّضه للجوع. هنا أيضاً خاب ظنّ الوالد واستبانت نفس خريسنثوس أقوى من ذي قبل واشتد عزمه بدل أن يهن.
لم يشأ بوليميوس أن يستسلم فاستقدم من أثينا فتاة بارعة الجمال خبيرة في الفلسفة الوثنية وأراد أن يدفعها لابنه زوجة. لكن بدل أن تسلب الفتاة الشاب إيمانه بالمسيح سلبها تعلّقها بالوثنية فقرَّرا بعد التداول، أن يحافظا على عفتهما تحت جنح الزواج. هكذا ظنَّ الوالد أنه بلغ المنى وتابع خريسنثوس وداريا سيرة الإيمان والعفة.


إعلان خريسنثوس وداريا إيمانهما:

ما أن توفي بوليميوس حتى خرج العروسان الإلهيان إلى العلن فشرعا يذيعان بالمسيح. تخوَّف الوثنيّون مما حدث ونقلوا الخبر إلى سيليرينوس الوالي الذي أمر بإلقاء القبض عليهما وتعذيبهما. كما أُلقي خريسنثوس في سجن موبوء، وداريا في بيت للدعارة، لكن حفظتهما نعمة الله غير منثلمين. أخيراً أُلقيا في حفرة عميقة طُمرت بالحجارة. وهكذا أكملا شهادتهما للمسيح. يُذكر أنه كانت بقرب تلك الحفرة مغارة اجتمع فيها المؤمنون بعد حين، ليُحيوا ذكرى القديّسين الشهيدين فدرى الوثنيون بأمرهم فجاؤوا ودحرجوا حجراً سدَّ مدخل المغارة فانضمَّ من في الداخل شهداء لمن سبقوهم. من بين هؤلاء كاهن اسمُهُ ديودوروس وشماس اسمه مريانوس.

AgioiChrysanthosDareia01