البطريرك يوحنا العاشر يبدأ زيارته الرعائيّة إلى…



2018-09-08

البطريرك يوحنا العاشر يبدأ زيارته الرعائيّة إلى أبرشيّة زحلة وبعلبك من نقطة المصنع الحدوديّة ويؤكّد من هناك:
"المسيحيون والمسلمون ينتمون إلى تراب الوطن الواحد وما من أحد يستطيع أن يفرقهم".

ليا عادل معماري_ زحلة 
٨ أيلول ٢٠١٨

بدأ بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر زيارته الرعائيّة إلى أبرشيّة زحلة وبعلبك وما يليهما للروم الأرثوذكس متسلّحًا بشعاره البطريركيّ "بالنعمة ننمو وبالخدمة نسمو وبالمحبّة يتناسق البنيان" وذلك بدعوة من مطران الأبرشيّة المتروبوليت انطونيوس (الصوري).

بداية الزيارة، كانت عند نقطة المصنع الحدوديّة حيث أعد لغبطته أبناء الأبرشيّة استقبالاً رسميّاً وشعبيّاً يليق بمقامه الكنسي الكبير. فاستقبلوه بالترحاب والتهليل والأناشيد الكنسيّة والوطنيّة ونثر الأرز تحت عنوان "ما أجمل أقدام المبشّرين بالسلام، المبشّرين بالخيرات".

حفل الاستقبال أقيم في حضور نائب رئيس مجلس النواب دولة الرئيس آيلي الفرذلي ممثلاً رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب دولة الرئيس نبيه بري، وزير الدفاع المهندس يعقوب الصراف، النائب عصام عراجي ممثلاً رئيس الحكومة اللبنانيّة الشيخ سعد الحريري، النائبين سيزار معلوف وسليم عون، محافظ البقاع القاضي كمال أبو جودة، فضيلة الشيخ القاضي عبد الرحمن شرقيّة ممثلاً مفتي البقاع فضيلة الشيخ خليل الميس وفعاليّات قضائيّة امنيّة، رؤساء اتّحادات البلديّات ورؤساء بلديّات ومخاتير، والسادة المطارنة: مطران زحلة وبعلبك وما يليهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت أنطونيوس الصوري، مطران صور وصيدا وما يليهما المتروبوليت الياس كفوري، المطران نيفن صيقلي ممثل بطريركية أنطاكية في موسكو، والأساقفة: موسى الخوري، لوقا الخوري، ديمتري شربك، ايليّا طعمة، الوكيل البطريركيّ الأسقف افرام معلولي، ثيودور غندور، وكهنة وشمامسة وجمهور كبير من المؤمنين كلّلتهم أناشيد جوقة الأبرشيّة وسط تغطية إعلاميّة.

بعد النشيد الوطني وكلمة ترحيب من السيّد الياس العسيس ودخول غبطته إلى مضافة الشرف التي اعدّتها بلديّة مجدل عنجر تأكيدًا على الأخوّة والمحبّة، ألقى رئيس بلديّة مجدل عنجر سعيد ياسين كلمة أكّد فيها "أن زحلة والبقاع في عرس محبّة مع قدوم غبطته، وزيارته ليس سوى علامة رجاء ونجمة تضيء لبنان".

وبدوره، لفت رئيس اتّحاد بلديّات البقاع الأوسط السيّد محمد البسط إلى أن"لبنان يحتاج اليوم إلى قدّيسين ينتشلونه من أزمته، ونأمل من زيارة غبطته أن تكون جامعة لكل أطياف زحلة والبقاع نظرًا لحجم المهام الملقاة على عاتق غبطته والدوى الذي تضطلع به الكنيسة الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة، هذا الدور خير من يؤدّيه غبطة البطريرك يوحنا بحضوره ومواقفه وثوابته الوطنيّة".

مقابل ذلك، رأى فضيلة الشيخ القاضي عبد الرحمن شرقيّة في كلمته التي ألقاها نيابة عن مفتي البقاع خليل الميس أن"يوم الثامن من ايلول العام ٢٠١٨ لهو يوم تاريخيّ في سماء لبنان، يحثّنا للتحدّث عن محورين وطنيين أساسيين، المحور الأول هو أن الدين من الله الواحد الأحد، ما يؤكّد أنّنا عندما نقف في موقف ديني يوجب علينا أن نلتقي ونتلاقى، والإيمان بالمسيح جزء من عقيدتنا.

أمّا المحور الثاني فيتجلّى بشخص غبطته الذي له يد الطولى في بث الأمن والأمان، ويمثّل شريانًا هامًّا ومفصليًّا في مفاصل السياسة، وهذا ما يدل على توجيه غبطته السليم والكريم".

مقابل ذلك، أكّد راعي أبرشيّة زحلة وبعلبك وما يليهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت انطونيوس الصوري أن" غبطته اتى حاملا رسالة الحب والإخاء والشركة ولا ينفك في كل مناسبة ان يؤكد على اهمية الحفاظ على هذا البلد ووحدته الوطنية والعيش المشترك وروح الشراكة بين ابنائه.

وأضاف، إن منطقة البقاع هي نموذج حيّ وفعّال عن هذه الحياة المشتركة، والتفاعل بين أبنائها لخير الإنسان في سعي دؤوب، وإرادة صادقة لبناء مجتمع منفتح وعلاقات إنسانيّة وطيدة. ونعلمكم يا صاحب الغبطة أن البقاع هو متألّم بسبب عدم الاهتمام الكافي بحاجات أبنائه، وضعف العناية بهم على الصعد الاقتصاديّة والصحيّة والمعيشيّة، ما زاد من الفقر وانتشار البطالة. ومن هنا نرجو إن تحملوا يا صاحب الغبطة في زيارتكم أوجاع هذه المنطقة وحاجاتها إلى المسؤولين اللبنانيين".

بعد ذلك، رد البطريرك يوحنا العاشر بكلمة شكر جوابيّة مؤثّرة حيّا فيها أبناء الأبرشيّة على حفاوة استقبالهم ومحبّتهم لكنيستهم وإيمانهم النابض قائلاً: "نحن مسيحيين ومسلمين ننتمي إلى هذا التراب الواحد لبنان، وتجمعنا الأخوّة وما من شيء يستطيع أن يفرّقنا، نحن يدًا بيد وعائلة واحدة والإيمان والدين يجمعنا".

وفي الشق الكنسي رأى غبطته أن” الكنيسة الأنطاكيّة الأرثوذكسيّة مزروعة في هذه الديار منذ آلاف السنين ولها حقوق كسائر الأطياف لكنّها في المقلب الآخر كنيسة منفتحة محبّة مسالمة تريد السلام وتعيش مع الكل بمحبّة ووئام ومن حقّها أن تستحصل على حقوقها.

وعلى الصعيد الوطني، أمل غبطته ولادة الحكومة اللبنانية قريبًا كي يصار إلى تأمين لقمة العيش الكريم لكل مواطن لبناني ما يزيد من تلاحم وترابط سائر اطياف أبناء هذا البلد".

وفي ختام حفل الاستقبال، تم تقديم باقتين من الورد لغبطته عربون محبة وتقدير وجرى تبادل للصور التذكاريّة.