بيان صادر عن أمانة سرّ المجمع الأنطاكي المقدسّ…



2016-06-02

بيان صادر عن أمانة سرّ المجمع الأنطاكي المقدسّ
البلمند، في 1 حزيران ٢٠١٦

لقد تلقت البطريركية الأنطاكية، بضيق واستغراب، قرار المجمع المقدس للبطريركيّة القسطنطينية بتاريخ ٣١ أيار ٢٠١٦، والذي يقضي "بتشكيل لجنة من ممثلي كنيستَي أنطاكية وأورشليم، تتولى مسؤولية التنسيق فيها البطريركية المسكونية، لكي تجتمع مباشرة بعد المجمع الكبير المقدس"، وذلك بهدف إيجاد حلّ مقبول من الطرفَين للخلاف القائم بينهما.

تلاحظ الكنيسة الأنطاكية بألم أنّ هذا القرار يعني عملياً الاستسلام لتعثّر الجهود المبذولة منذ ما يزيد على الثلاث سنوات، تاريخ تعدّي الكنيسة المقدسيّة في دولة قطر على الحدود القانونيّة لكنيسة أنطاكية، من خلال المبادرات السلامية العديدة التي اقترحتها بطريركية أنطاكية عبر البطريركية المسكونية، وذلك في سبيل إيجاد حلّ نهائيّ للتعدّي.

وما يؤلم أكثر أن هذه الجهود، التي تكثّفت مواكِبةً السعي إلى انعقاد المجمع الكبير المقدّس، كانت تهدف إلى إيجاد حل نهائي وكنسي للتعدّي قبل انطلاقه، بحيث يأتي إلتئامه ليعبر عن الوحدة الأرثوذكسيّة التي تتجلى في القدّاس الإلهي الذي يدشن أعماله في يوم العنصرة بالذات. فافتتاح أعمال المجمع، بمشاركة جميع الكنائس المستقلّة بهذا العيد بالذات، هو الطريق الصحيح للتعاطي بالشؤون التي تهمّ الكنيسة الأرثوذكسية الجامعة وللتعبير عن الإجماع الأرثوذكسيّ بشأنها.

أمّا الوضع المستجد، المبنيّ على فكرة تأجيل حلّ هذا التعدّي إلى ما بعد انعقاد المجمع الكبير، فيُفرغ المجمع العتيد من الغاية المرجوة من دعوته، أي "التعبير عن الوحدة الأرثوذكسية". عدم تجاوب البطريركيّة المقدسيّة مع الطروحات الأنطاكية السلاميّة يهدّد انعقاد المجمع الكبير، في التاريخ المحدد، الأمر الذي طالما حذّرت منه الكنيسة الأنطاكية.

نهيب اليوم بكلّ الكنائس الأرثوذكسيّة المستقلّة أن تعمل باجتهاد على صون وحدة العالم الأرثوذكسي إزاء الأخطار القائمة التي تتهدّدها. وقد أبقى مجمعنا المقدس جلساته مفتوحة، وهو سيلتئم في الأيام القليلة القادمة للنظر في المستجدات الخاصة بالمجمع الكبير والبتّ فيها. ونصلّي معاً ونرجو الروح القدس، الذي نستعدّ لاستقباله في العنصرة، أن يلهم كنيسته ورعاتها السبيل الحقّ للشهادة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، للوحدة التي دعانا الربّ إليها.

 

- إنتهى البيان -

بيان البطريركيّة المسكونيّة
المجمع المقدّس الشريف:

التأم المجمع المقدّس الشريف برئاسة الكليّ القداسة في جلساته الدوريّة وذلك يوميّ الإثنين الواقع فيه الثلاثون والثلاثاء الواقع فيه الواحد والثلاثون من شهر أيّار ٢٠١٦، لدراسة المواضيع المدرجة على جدول الأعمال.

وخلال الاجتماعات اهتمّ المجمع المقدّس الشريف على نحو خاص بموضوع مجمع الكنيسة الأرثوذكسيّة الكبير المقدّس الذي أصبح على الأبواب، وبالمسائل المرتبطة به، متضرّعًا من أجل تسهيل نجاح أعماله ومصليًّا لتنحدر قوّة من العلاء على رئيسه الكليّ القداسة البطريرك المسكونيّ.

وفي هذا الإطار، بحث المجمع المقدّس الشريف بتأنٍّ وتدقيق بالمشكلة المعروفة التي تشغل بطريركيّتي أنطاكيا وأورشليم القديمتيّ العهد، المختصّة بالنطاق الكنسيّ القانونيّ في قطر. وتوصّل إلى قرار مفاده اقتراح تشكيل لجنّة من ممثّلي الكنيستين المعنيّتين، تتولّى مسؤوليّة التنسيق فيها البطريركيّة المسكونيّة، لكي تجتمع مباشرةً بعد المجمع الكبير المقدّس، بهدف دراسة المسألة وإيجاد حلّ لها مقبول من الطرفين.

في المقرّ البطريركيّ، في ٣١ أيّار ٢٠١٦
صادر عن رئاسة أمانة سرّ المجمع المقدّس الشريف