القدّيسة البارة كسياني



09-07

ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻬﺎ، ﺑﻘﻴﺖ ﻗﻄﻌﺔ (ﺍﻟﺬﻛﺼﺎ) في ﺻﻼﺓِ ﻏﺮﻭﺏ ﻣﻴﻼﺩِ ﺍﻟﺴﻴّﺪ « لما ﺍﻧﻔﺮﺩَ ﺃﻏﺴﻄﺲُ ﺑﺎﻟﺮﺋﺎﺳﺔ»، وﺃﺭﺍﻣﻴﺲُ ﻗﺎﻧﻮﻥِ ﺍﻟﺴﺒﺖِ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ «ﺇﻥّ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ نجوا» ﻭﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﺍلمشهورة «ﺇﻥّ ﺍلمرأﺓ ﺍﻟّتي ﺳﻘﻄﺖ في ﺧﻄﺎﻳﺎ ﻛﺜيرة».

kassiani  في ﺳﻨﺔ ٨٣٠، ﺍﺳﺘﺪﻋﻰ ﺛﺎﻭﻓﻴﻠﺲ ﺇلى ﺑﻼﻁِ مملكته ﺣﺴﻨﺎﻭﺍﺕِ ﺑﻴﺰﻧﻄﻴّﺔ ﻟﻜﻲّ يختار ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻦﱠ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻟﻪ.

ﻓﺜﻴﻮﻓﻴﻠﺲ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﻌﺎﺩﺓِ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔِ المتّبعة ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ «ﺑﺎﺭﻱ» ﻭﺍلحسناء «ﺇﻳﻠﻴني»، ﺃﺑﻘﻰ ﺍﻟﺘﻔﺎﺣﺔ ﺟﺎﻫﺰﺓ ﻟﻴﻘﺪِّﻣﻬﺎ ﺇلى ﺍﻟﻔﻀﻠﻰ، ﻓﻘﺪّﻡ ﺍﻟﺘﻔﺎﺣﺔ الذهبيّة ﻣﺮَّﺗين ﺇلى ﺣﺴﻨﺎﻭﺗَين: ﺍﻷﻭلى ﻟﻜﺴﻴﺎني ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﺜﻴﻮﺫﻭﺭﻩ. 

ﺇﻥّ ﺍﻟﺘﻘﺪﻣﺔ ﺍﻷﻭلى ﻗﺎﺩﺕ ﻛﺴﻴﺎني ﺇلى ﻣﻠﻚِ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﺍﺕ. في ﺣين ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻗﺎﺩﺕ ﺛﻴﻮﺫﻭﺭﻩ ﺇلى ﻋﺮﺵ ﺑﻴﺰﻧﻄﻴﺔ. ﻭﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺑﺪﺃﺕ ﻃﺮﻳﻖٌ ﺟﺪﻳﺪٌ ﻟﻜﻞﱢ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻣﻨﻬﻤﺎ.

كسياني أمام الملك:

ﺇﻥّ جمال ﻛﺴﻴﺎني ﻛﺎﻥ ﻣﺘﻤﻴّﺰًﺍ ﻋﻦ ﺳﺎﺋﺮ ﺣﺴﻨﺎﻭﺍﺕِ ﺍﻟﺒﻠﺪﺓ، ﻭﻗﺪ ﺗﻨﺒّﻪ ﻟﺬﻟﻚ ﺛﻴﻮﻓﻴﻠﺲ. ﻭلما ﻗﺮّﺭ ﺃﻥ يجعلها ﻣﻠﻜﺔ، ﺭﺑﻤﺎ ﻟﻜﻲّ يجرّب ﺣﻜﻤﺘﻬﺎ ﻗﺎﻝ لها: «ﻣِﻦ ﺍلمرﺃﺓ ﺗﺘﺄﺗﻰ ﺍﻟﺪﻧﺎﺀﺓ»، بمعنى ﺃﻧّﻪ ﻣﻦ ﺍالمرأة ﺗﻨﺒﻊُ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭ. 

ﻓﻄﺮﻕَ ﻗﻠﺐُ ﻛﺴﻴﺎني ﺑﻘﻮّﺓٍ ﻛﻤﺎ لم ﻳﻜﻦْ ﻳﻄﺮﻕُ ﺃﺑﺪًﺍ. ﻭﺑﻌﻴﻨين ﻣﻨﺨﻔﻀﺘين ﻓﻜﺮّﺕ ﺑﺎﻟﺴﻌﺎﺩﺓِ ﺍﻟتي ﺗﻨﺘﻈﺮﻫﺎ ﻭﺍﻟتي ﺗﻮﺷﻚُ ﻋﻠﻰ ﺧﺴﺎﺭﺗﻬﺎ.

ﻓﺸﻌﺮﺕْ في ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﻭﺑﺎﺗّﻘﺎﺩٍ ﺳﻜنى ﻟﻌﺎلمين ﻛﻞﱡ ﻭﺍﺣﺪٍ ﻳﺪﻋﻮ بجاذبية ﺇلى ﻋﺮﺵٍ مختلف: ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺍﻷﻭﱠﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺃمجاد ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﺎلم ﺍﻟﺒﺎﻃﻠﺔ، ﻭﺍﻟﻌﺮﺵُ ﺍﻟﺜﺎني ﻳﻘﻮﺩُ ﺇلى ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ.

ﻋﻨﺪَ سماﻋﻬﺎ جملة الملكِ، نهضت ﺑﻜﻠﻴّﺘﻬﺎ ﻭﺑﺪﻗﺎﺋﻖ ﺍﻟﺼﻤﺖِ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔِ ﺍﻟتي ﻣﺮّﺕ، ﻣﺎﻟﺖ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺇلى ﺻﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺪﺓِ ﺍﻹﻟﻪِ الحلوة، ﻭﺃﺣﺴّﺖ بخطأ ﺛﻴﻮﻓﻴﻠﺲ. «ﻣِﻦ ﺍلمرﺃﺓِ ﺗﺘﺄﺗﻰ ﺍﻟﺪﻧﺎﺀﺓ»، ﻛﻴﻒ ﻳﺘﺬﻛﺮُ ﺍﻷﻣير ﻓﻘﻂ ﺣﻮّﺍﺀَ ﺍﻟتي ﻣﻨﻬﺎ ﻧﺒﻌﺖِ ﺍﻟﺸﺮﻭﺭُ ﻭلم ﻳﺘﺬﻛّﺮ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻳﺪﻳﻦُ لها ﺍﻟﻌﺎلم ﺑﺄﺳﺮﻩ ﺑﺎلخلاﺹ أيّ والدة الإله؟

ﻭَﺟﺐَ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓِ ﺍﻟﻔﺎﺿﻠﺔِ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻲَ ﺍلجوﺍﺏَ ﺍلموﺍﻓﻖَ ﻭﻟﻮ ﺃﻧّﻪ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒًﺎ لخسارﺗﻬﺎ ﻋﺮﺵَ ﻛﻞﱢ ﺍﻷﺭﺽ المجيد. ﻓﺈﻧّﻬﺎ لم ﺗﺘﺮﺩﱠﺩْ ﺃﺑﺪًﺍ. ﺇﻥﱠ ﻭﺍﻟﺪﺓ ﺍﻹﻟﻪِ التي ﻣﻨﺤﺘْﻬﺎ ﻫﺬﻩ الجرﺃﺓ ﺳﺘﺴﺎﻋﺪُﻫﺎ. ﻭﺭﻓﻌﺖْ ﻋﻴﻨﻴﻬﺎ ﺍلموﺣﻴﺘين ﺑﺎلخجل ﻭتمتمت ﺑﺈيماﻥٍ ﻭﻧﻌﻮﻣﺔٍ ﻻ ﺗﻮﺻﻒ ﻫﻜﺬﺍ: «ﺑﻞ ﻣﻦ ﺍلمرﺃﺓِ ﺗﻨﺒﻊُ ﻛﻞﱡ ﺍلحسنات ﺍﻟﻔﻀﻠﻰ ﺃﻳّﻬﺎ ﺍلملك». 

ﻛﺎﻥ ﻭﻗﻊُ ﻛﻠﻤﺎﺕِ ﻛﺴﻴﺎني ﻋﻠﻰ ﻣﺴﻤﻊ ﺛﻴﻮﻓﻴﻠﺲ ﻛﺼﻔﻌﺔٍ غير ﻣﺘﻮﻗﻌﺔٍ. ﻓﻈﻬﺮَﺕ سماتُ ﻛبرﻳﺎﺋﻪ. ﻭﺑﺪَﺕ ﻛﺴﻴﺎني بجوﺍﺑﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮَ ﺣﻜﻤﺔ ﻣﻨﻪ، ﻭﺗﻠﻚَ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻋﻈﻢَ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔٍ ﻓِﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ. ﻓﻀﻐﻂ ﺑﻌﺼﺒﻴﺔٍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻔّﺎﺣﺔِ ﺍﻟﺬﻫﺒﻴّﺔ ﺑﻴﺪﻩِ ﻭﻫﻮ ممتلئ ﺣﻨﻘًﺎ، ﻭبخوﻑٍ ﻣﺒﻬﻢ ﻗﺎﻝ لها: «ﻳﺎ ﺍﻣﺮﺃﺓ، ﺍﺻﻤتي». ﻭفي ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻮﻗﺖ، ﻗﺪّﻡَ ﺍﻟﺘفّاﺣﺔ ﺍلمضغوطة ﺇلى ﺛﻴﻮﺫﻭﺭﻩ.

ﺇﻥّ ﻛﺴﻴﺎني ﺟﺤﺪَﺕِ المادة. ﻓﻘﺪ ﺗﺮﻛﺖ ﺍﻟﺮﺋﺎﺳﺔ ﻭﺑﻴﺰﻧﻄﻴﺔ، ﻭﻧﺴﺖ ﺍﻟﻌﺎلم ﺍﻟﺬﻱ ﻋﺮﻓﺘﻪ ﻭﺟﺤﺪَﺕ ﺃﻳﻀًﺎ ﺃﻗﺮﺑﺎﺀﻫﺎ، ﺧﺮﺟﺖ ﺇلى ﻣﺎ ﻓﻮﻕَ ذاتها ﻭﺑﺪﺃﺕ تحيا في ﻓﺮﺩﻭﺱ ﺃﺭﺿﻲّ.

في ﺍﻟﺪﻳﺮ:

ﻟﺬﺍ ﻧﺒﺖَ ﺩﻳﺮُ «ﻛﺴﻴﺎﺱ» ﺃﻭ «ﺇﻳﻜﺎﺳﻴﺎﺱ» ﺃﻭ «ﻛﺴﻴﺎﻧﻴﺲ»، ﺍﻟﺬﻱ جمعَ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪُ في ﺑﺎﻃﻨﻪِ ﺣﻼﻭﺍﺕٍ كثيرة ﻭﺃثماﺭًﺍ. ﻭﻋﺎﺷﺖ ﻫﻨﺎﻙ ﻛﺴﻴﺎني ﺣﻴﺎﺓً ﺳﻌﻴﺪﺓً ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻟﻮﱠﺣﺖ ﺑﺬﻟﻚ كثيرًا في ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻬﺎ. 

ﻟﻘﺪ ﻋﺮﻓﺖْ ﻓﻲ ﺇﻃﺎﺭ ﺍﻟﺪﻳﺮ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮ ﻭﺍلهادﻯﺀِ ﻣﻌنى ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍلحقيقيّ، ﺫﺍﻙ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻌﻄﻰ ﺑﻨﻬﻮﺽ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥِ ﺇلى ﺍلخاﻟﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﺒﻠﻪ تحت ﺳﺘﺮﻩِ، ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ. 

ﺇﻥﱠ ﻛﺴﻴﺎني لم ﺗﻘﻔﻞ ﻋﻠﻰ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﺟﺪﺭﺍﻥِ ﺍﻟﺪﻳﺮﺍﻷﺭﺑﻌﺔِ في ﺟﻬﺎﺩٍ، محاولة ﻧﻜﺮﺍﻥ ﺍلحياة، ﻟﻜﻦْ ﻟﺸﻮﻕ ﺃﻥ تخدم ﺍلخالقَ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ - ﺇﻥﱠ ﻫﺪﻓين ﺷﺮﻳﻔين ﻳﺴﺘﺸﻔﺎﻥِ ﻣﻦ ﺳَيرﻫﺎ ﺍلمثاليﱢ ﻫﺬﺍ. 

ﺍﺳﺘﻨﺎﺭَ ﺫﻫﻨﻬﺎ ﺍﻟﻜﺒير ﻭﺑﺎﺳﺘﻨﺎﺭﺗﻬﺎ ﺑﻨﻮﺭ ﺍلمحبّة، ﺳﻜﺒﺖ ﺣﻨﻜﺘﻬﺎ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴّﺔ في ﺭﻳﺸﺘﻬﺎ ﻭﺃﻛﻤﻠﺖْ ﻋﻤﻠﻬﺎ ﺍﻷﺩبيﱠ ﺍﻟﺸﻬﻲﱠ ﺍﻟﺬﻱ ﺟﻌﻠﻬﺎ ﺗﺼﺒﺢُ أول اﻟﺸﺎﻋﺮات اﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻴّﺎت، وﻣﺮﺗﻠّﺔ ﻻﻣﻌﺔ في اﻟترﺗﻴﻞ الكنسيّ.

ﺷﻌﺮ ﻛﺴﻴﺎني

ﺇﻥّ ﻛﺴﻴﺎني ﻭَﺟﺪَﺕ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺩﺍﺧﻞ ﻫﺪﻭﺀِ ﺍﻟﺪﻳﺮ، ﻓﺒﺴﻄﺖ ﻃﻴّﺎﺕِ ﻧﻔﺴﻬﺎ ﺍﻟﺮﻓﻴﻌﺔ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺒﻬﺎﺀ، ﻭﻧﺬﺭَﺕ ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ لمجدِ ﺍﷲ. ﺇﺫ ﺫﺍﻙ ﺍﺳﺘﺮﺍﺣﺖ ﺭﻭﺣﻬﺎ ﻭﻓﻜﺮُﻫﺎ ﻭﻗﻠﺒﻬﺎ. ﻭفي ﻫﺪﻭﺀِ ﻗﻼﻳّﺘﻬﺎ ﻃﻠﺒﺖ ﺃﻥ تجدَ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖَ ﺍﻟﺴﺮﻳّﺔ ﺍﻟتي ﻳﻮﺣﺪﻫﺎ ﺑﺎﻟﺮّﺏ. 

ﻓﻘﺪ ﻗﻴﻞ بحقﱟ ﺇﻧّﻪ «ﻫﻨﺎﻙَ ﺣﻴﺚ في ﻋﺰﻟﺘﻬﺎ الخافية ﺍلمتّضعةِ ﻭﺑﺼﻤﺘﻬﺎ ﻏير ﺍلمضطرب ﺍلمرتاب، وتحت ﺿﻮﺀِ ﺍﻟﻘﻨﺪﻳﻞ ﺍلحاو ﺍلحاﻣﻞ ﺍﻟﺮﺟﺎﺀ، المشتعل ﺩﻭﻥ ﺍﻧﻄﻔﺎﺀٍ ﺃﻣﺎﻡَ ﺃﻳﻘﻮﻧﺔِ ﺍﻟﺴﻴّﺪِ ﻭﺍﻟﺴﻴّﺪﺓِ، ﺗﺒﺪّﻟﺖ ﺍﻟﺮﺍﻫﺒﺔ ﻛﺴﻴﺎني المتواﺿﻌﺔ ﺇلى ﻋﻨﺪﻟﻴﺐ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﺘﻐﺮﻳﺪِ ﻳﻨﺸﺪُ ﺍﻷﻭّﺩﻳﺎﺕِ ﺍﻷﻛﺜﺮَ ﻋﺠﺒًﺎ. 

ﺑﻌﺪَ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻛﺴﻴﺎني ﺍﻵﻥ ﺣﺮّﺓ، ﺻﺎﺭَ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻬﺎ ﺃﻥ تحققَ ﻣﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﺘﻘﻮﻱّ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻄﻔﻮﻟﻴّﺔِ، ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺗﺴﻠّﻢ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﷲ، ﺃﻥ تخدم كنيسته، ﺃﻥ ﺗﺮﺗّﻞ ﻟﻪ، ﺃﻥ ﺗﻨﻤﻲَّ ﺍلموﻫﺒﺔ ﺍﻹلهيّة، ﻣﻮﻫﺒﺔ ﺍﻟﺸﻌﺮ، ﻭﺃﻥ ﺗﻜﺘﺐَ ﺍﻟﺘﺮﺍﺗﻴﻞ ﺍﻟﻜﻨﺎﺋﺴﻴّﺔ ﺍﻟﺮﺍﺋﻌﺔ. 

ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺼﻠّﻲ ﻟﻠﻌﺬﺭﺍﺀ، ﺗﺘﺄﻣّﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏَ ﺍلمقدّس، ﺭﺳﺎﺋﻞ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻵﺑﺎﺋﻴّﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺮﺍﺗﻴﻞ ﺍلموﺿﻮﻋﺔ ﺍلمستوحاة ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩِ ﺍﻟﻘﺪّﻳﺴﺔِ ﻣﻬﺘﻤّﺔ بخلاﺹ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀِ ﺍلمنحرﻓﺎﺕ.

ﻟﻘﺪ ﻛﺘﺒﺖ ﺗﺮﺍﺗﻴﻞ ﻛﻨﺎﺋﺴﻴّﺔ، ﻭﻃﺮﻭﺑﺎﺭﻳّﺎﺕ، ﻭﺃﻗﻮﺍﻝ ﻣﺄﺛﻮﺭﺓ، ﻗﺼﺎﺋﺪَ ﺷﻌﺮﻳّﺔ ﻧَﺠﺪﻫﺎ ﺑﺎﺳﻢ ﺍﻟﺮﺍﻫﺐ ﻛﺴﻴﺎﺱ، ﺇﻳﻜﺴﻴﺎﺱ ﻭﻛﺴﻴﺎني. 

ﺃﻳﻀًﺎ ﻳﻨﺴﺐُ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻗﺎﻧﻮﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩٌ في ﺩﻳﺮ ﺳﻴﻨﺎﺀَ ﻭﻳﻌﺘﻘد ﺃﻧّﻬﺎ ﻫﻲ ﺃﻟّﻔﺘﻪ.  

ﺗﺨﺘﻢُ ﻗﺼﺎﺋﺪَﻫﺎ ﻭﺣﻜﻤﻬﺎ ﺑﺎﺳﺘﻴﺨﻮﻧﺎﺕٍ ﻣﺘﺪﺭّﺟﺔٍ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻧّﻬﺎ ﺗﻌﻄﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﻋﻦ ﺣﻴﺎﺓ ﺍﻟﺪﻳﺮ ﻣﺸﺪّﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺳﻌﺎﺩﺗﻬﺎ.

ﻛﻤﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻌﺮﺽُ ﺑﻄﻼﻭﺓٍ ﻭﻭﺿﻮﺡ في ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺴﺘﻴﺨﻮﻧﺎﺕ ﻣﻔﺎﻫﻴﻤﻬﺎ ﻟﻠﺤﻴﺎﺓِ ﻭﻋﺒﺎﺩﺓِ ﺍﷲ.

ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﺎﺗﻬﺎ، ﺑﻘﻴﺖ ﻗﻄﻌﺔ (ﺍﻟﺬﻛﺼﺎ) في ﺻﻼﺓِ ﻏﺮﻭﺏ ﻣﻴﻼﺩِ ﺍﻟﺴﻴّﺪ « لما ﺍﻧﻔﺮﺩَ ﺃﻏﺴﻄﺲُ ﺑﺎﻟﺮﺋﺎﺳﺔ»، وﺃﺭﺍﻣﻴﺲُ ﻗﺎﻧﻮﻥِ ﺍﻟﺴﺒﺖِ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ «ﺇﻥّ ﺃﻭﻻﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ نجوا» ﻭﺍﻟﻘﻄﻌﺔ ﺍلمشهورة «ﺇﻥّ ﺍلمرأﺓ ﺍﻟّتي ﺳﻘﻄﺖ في ﺧﻄﺎﻳﺎ ﻛﺜيرة».

ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭفي ﺃﻣﺎﻛﻦَ ﻋﺪّﺓٍ ﻳﻜﺮّﻡ ﺫﻛﺮُﻫﺎ ﺑﺘﻘﻮﻯ. ﻭﺍلمؤﻣﻨﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﺋﺸﻮﻥ في ﺟﺰﻳﺮﺓ ﻛﺎﺳﻮ في ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻥ ﻳﻌﻴّﺪﻭﻥ ﻭﻳﻘﻴﻤﻮﻥ لها ﺭﺗﺒﺔ ﺻﻼﺓٍ ﺧﺎﺻﺔ. ﺣﺴﺒﻤﺎ ﻋﺮَﻓﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﺳﻮ ﻓﺈﻥﱠ ﻛﺴﻴﺎني ﻭﺑﺴﺒﺐ ﻣﻀﺎﻳﻘﺔِ ﺛﻴﻮﻓﻴﻠﺲ لها في ﺍﻟﺪﻳﺮ ﺍﺿﻄﺮّﺕ ﺇلى ﻣﻐﺎﺩﺭﺗﻪ ﺇلى ﺇﻳﻄﺎﻟﻴﺎ ﺇلى ﺳﻌﺎﺩﺓٍ ﺭﻫﺒﺎﻧﻴﺔٍ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺘﻮﺍﺻﻠﺔ. ﻓﺬﻫﺒﺖ ﺇلى ﻛﺮﻳﺖ ﻭﺍﻧﺘﻬَﺖ ﺇلى ﻛﺎﺳﻮ ﺣﻴﺚ ﺭﻗﺪﺕ في 19 ﺃﻳﻠﻮﻝ.

ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻬﺎ، ﻭﺿﻌﻮﺍ ﺟﺜﺘﻬﺎ في ﺻﻨﺪﻭﻕ ﻣﻦ المرمر في ﻛﻨﻴﺴﺔٍ ﺻﻐيرة ٍﻋﻠﻰ ﺍسمها. ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﻳُﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ ﻣﻦ ﺍلموﺯﺍﻳّﻴﻚ ﺍﻟﺒﻴﺰﻧﻄﻲّ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ. 

ﺃﻳﻀًﺎ ﻳُﻮﺟﺪُ في ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔِ ﻟﻮﺣﺔ ﻣﻮﺿﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ الحاﺋﻂِ ﺑﺈﺷﺎﺭﺓِ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻣﺆﺭّﺧﺔ ﻣﻦ ﺳﻨﺔ ٨٩٠ﻡ. ﻭﺃﻳﻀًﺎ ﻣﻦ ﻛﺎﺳﻮ ﻟﺪﻳﻨﺎ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎﺕٍ ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻥّ ﻋﻈﺎﻡَ ﺍﻟﺒﺎﺭّﺓِ ﻧﻘﻠﺖ ﺇلى ﺇﻳﻜﺎﺭﻳﺎ.