الشهداء الفتية المكّابيّون السبعة مع أمّهم…



08-01

"لا تقل فقط يا إنسان أنّك من التراب وإلى التراب تعود، بل قل أيضًا وعلى الدوام, أنّك من الله وإلى تعود".

الشهداء الفتية المكّابيّون السبعة مع أمّهم صولوموني ومعلّمهم أليعازر (القرن 2ق.م.):
عاش هؤلاء القدّيسون زمن الملك السلوقي على سورية، أنطيوخوس أبيفانيوس (175 - 164ق .م )، وتُعدّ الفترة التي عاش فيها الفتيان المكابيّون، والتي هي القرنين الثاني والأول قبل الميلاد، فترة صعبة جدًّا.m
كانت الأمّة اليهودية قد وصلت إلى حالة سيئة من الضعف والتردّي على أكثر من مستوى . ومع أن المكابيّين قد قاموا بدور هام في سبيل إعادة الأمّة إلى الله وتفعيل الحياة الليتورجيّة من جديد بعد توقف العبادة في الهيكل وترك الشعب الناموس وإهماله لخلاصه، إلاّ أن خلفاءهم مالوا إلى السياسات التوسعيّة وسعوا إلى تحقيق مآرب شخصيّة، فحادوا عن الطريق القويم وأهملوا وجع الناس، ممّا مهّد السبيل للرومان لكيّ يضمّوا منطقة اليهوديّة إلى أملاكهم ومستعمراتهم.

السلوقيّون:
السلوقيّون (312 ق.م.، 64 ق.م.) سلالة هلّنستيّة ترجع تسميتها إلى مؤسّس الحكم السلوقيّ، سلوقس الأول نيكاتور أحد قادة جيش الإسكندر الأكبر، وقد شكلّ حكمه إحدى دول ملوك طوائف الإسكندر(Diadochi)، التي نشأت بعد موت الإسكندر المقدوني. حكم السلوقيّون خلال القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد منطقة غرب آسيا، وامتدّت من سوريا وتراقيا غربًا حتى الهند شرقًا. دخلت هذه السلالة في حرب ضروس مع روما، عُرفت بالحروب الرومانية السورية (Roman-Syrian War) في الفترة ما بين (192 - 188 ق.م.) بقيادة أنطيوخوس الثالث الكبير.

المكابيّون:
هم كهنة من العشيرة الحشمونيّة من أبناء يهوياديت. أوّل من أخد هذا اللقب هو يهوذا بن متاثيا، وهو يهوذا الملقّب « بالمكّب» ومعناه المطرقة، ومن ثم اتخذ الاسم « مكابيّين».
أطلق هذا اللقب بعد ذلك على كلّ العشيرة وامتّد ليشمل كلّ من قاوم الحكّام السلوقيين.
نقرأ سيرة هؤلاء الفتية في سفر المكابيّين الثاني في الإصحاح السابع منه.
يعرض سفر المكابيّين الأوّل جهاد الإخوة المكابيّين الخمسة في تخليص الأمّة اليهوديّة من الممارسات الوثنيّة التي أدخلها الحكّام السلوقيّون، ويتناول سفر المكابيّين الثاني يهوّذا المكابي الذي يُعد القائد الأشهر في التاريخ اليهوديّ بعد داود النبيّ.
وأهم ما جاء في سفر المكابيّين الثاني مجموعة من الشهداء الذين يمثّلون نموذجًا حيًّا وحتى مسيحيًّا قبل تجسّد الله وصيرورته إنسانًا.
مثل المرأتين اللتين استشهدتا مع طفليهما لأجل الختان، والشهداء السبعة ووالدتهم، وكذلك رازيس الشيخ.

استشهاد المكابيين السبعة مع والدتهم:
من الواضح من الآيات الكتابية أن استشهاد الأم وأبنائها قد تمّ في أنطاكية، وأن لغتهم كانت اليونانية بينما لغة أسلافهم هي العبرية (آيات 8، 21، 27).
كان ذلك خلال مأدبة طقسية أقامها الملك أنطيوخس ابيفانيوس، حيث جلبوا له من وشى بهم أنّهم يرفضون الهيلينية متمسّكين بشرائعهم ، وتُعتبر هذه السيرة من أروع سير الاستشهاد في العهد القديم، وتعطي مثالًا حيًّا لكل الأجيال وفي كلّ الأزمان.

استشهاد الكاتب:
أوّل المسعى كان محاولة إكراه الكاتب، أو ربّما الكاهن، أليعازر على أكل لحم الخنزير بفتح الفم بالقوّة وإقحام اللحم فيه. 
رد فعله كان أن لفظ خارجًا ما جعلوه في فمه عنوة بازدراء. نصحوه أن يقبل، ولوّ صوريًّا لينجّي نفسه فكان جوابه: 
«لا يليق بسنّنا أن نرائي لئلا يظن كثير من الشبّان أن أليعازر، وهو ابن تسعين سنة، قد انحاز إلى مذهب الغرباء ويضلّوا، هم أيضًا، بسببي وبسبب ريائي من أجل حياة أصبحت قصيرة جدًا، فأجلب على شيخوختي النجاسة والفضيحة. فإني ولو نجوت الآن من عقاب البشر، لا أفّر من يديّ القدير، حيًّا كنت أو ميتًا. ولكن إن فارقت الحياة ببسالة فقد وفيت، بحق، شيخوختي وأبقيت للشبّان قدوةً بميتة حسنة طوعيّة سخيّة في سبيل الشرائع الجليلة المقدّسة».
إثر ذلك أُسلم إلى عذاب مرير. فلما أشرف على الموت من أثر الضرب تنهّد وقال: «يعلم الربّ، ذو العلم المقدّس، أني، وأنا قادرٌ على التخلّص من الموت، أكابد في جسدي عذاب الضرب الأليم، وأمّا في نفسي فأحتمل مسرورًا لأني أخاف الله».

استشهاد الفتية ووالدتهم:
كان مصير الفتية السبعة وأمّهم مصير الكاتب نفسه. فقال أحدهم: «إننا مستعدّون لأن نموت ولا نخالف شرائع آبائنا». 
قطعوا لسانه وسلخوا جلد رأسه وجدعوا أطرافه على عيون إخوته وأمّه.
أمّا هؤلاء فكان يحث بعضهم بعضًا أن يقدموا على الموت بشجاعة قائلين: «إن الرّب الإله ناظر وهو يرأف بنا ...».
أمّا الثاني، بعد مفارقة الأول، نزعوا جلد رأسه وعذّبوه كأخيه. فلما بلغ آخر رمق قال: «أيّها المجرم، إنك تسلبنا الحياة الدنيويّة، لكن ملك العالم ، إذا متنا في سبيل شرائعه، يقيمنا لحياةً أبديّة».
ثم عذّبوا الثالث الذي قال: «إني من السماء أُوتيت هذه الأعضاء، وفي سبيل شرائعها أستهين بها ومنها أرجو أن أستردّها». 
ولما جاء دور الرابع وأشرف على الموت قال: «حبّذا ما يتوقعه الذي يقتل بأيدي الناس من رجاء اقامة الله له، أمّا أنت فلا تكون لك قيامة للحياة...».
وإثر تعذيب الخامس حدّق في الملك، وقال: «إنك بما لك من السلطان على البشر، مع أنّك قابل للفساد، تفعل ما تشاء. ولكن لا تظن أن الله خذل ذريّتنا. أصبر قليلاً ترى قدرته العظيمة».
ولما أشرف السادس على الموت قال للملك: «لا تغترّ بالباطل، فإننا نحن جلبنا على أنفسنا هذا العذاب لأنّنا خطئنا إلى إلهنا... وأمّا أنت فلا تحسب أنّك تبقى بلا عقاب بعد أن أقدمت على محاربة الله».
قضى الستة في يوم واحد. كانت أمّهم تشجّعهم وتقوّيهم ببسالة وشجاعة.
وإثر قضائهم أعلنت: «لست أعلم كيف نشأتم في أحشائي، ولا أنا وهبتكم الروح والحياة، ولا أنا نظمت عناصر كلّ منكم. ولذلك فإن خالق العالم الذي جبل الجنس البشري والذي هو أصل كلّ شيء، سيُعيد إليكم برحمته الروح والحياة لأنّكم تستهينون الآن بأنفسكم في سبيل شرائعه».
أما السابع فحاول أنطيوخوس استمالته بالوعود فلم يصغ إليه. حاول الطاغية الاستعانة بأم الفتى فانحنت عليه وقالت له: «يا بني ارحمني... لا تخف من هذا الجلاّد بل كن جديرًا بإخوتك واقبل الموت لألقاك مع إخوتك بالرحمة».
فقال السابع: «لقد صبر اخوتنا على ألم ساعة ثم فازوا بحياة أبديّة وهم في عهد الله، وأمّا أنت فسيحلّ بك بقضاء الله العقاب الذي تستوجبه بكبريائك. و أنا كإخوتي أبذل جسدي ونفسي في سبيل شريعة أبائنا وأبتهل إلى الله أن لا يبطئ في توبته على أمّتنا وأن يجعلك بالمحن والضربات تعترف بأنّه هو الإله وحده، و أن ينتهي فيَّ وفي إخوتي غضب القدير الذي حلَّ على أمّتنا عدلاً».
اغتاظ الملك بالأكثر فزاد الفتى تعذيبًا على إخوته حتى فارق الحياة.
وفي النهاية كان دور الأم.
يذكر أن أسماء السبعة وردت في التراث على النحو التالي: أفيموس وأنطونيوس وغورياس وأليعازر وأوسيبونوس وعليموس ومركلّوس.

شرح:
تتوقّف الكنيسة أمام شجاعة وبسالة هؤلاء الفتية السبعة الذين ملأت التعزية قلوبهم، وكذلك المجد الذي انفتحت عليه أعينهم في السماء، وهم ما يزالون في الأرض وتحت وطأة التعذيب. 
كما تتوقّف أمام تخطّي الأم عاطفة الأمومة الطبيعيّة ناظرةً إلى خلاص الله للإنسان والقيامة.

من أقوال الآباء عن الشهداء المكابيّين:
نظر الكثير من الآباء إلى هؤلاء الشهداء باعتبارهم شهداءً مسيحيّين قبل المسيحية، ونقرأ عند بولس: «تقووّا من ضعف صاروا أشدّاء في الحرب، هزموا جيوش غرباء. أخذت نساء أمواتهن بقيامة (استعادت أم المكابيين أولادها بالقيامة) وآخرون عذبوا ولم يقبلوا النجاة لكي ينالوا قيامة أفضل (السبعة الشهداء) وآخرون تجرّبوا في هزء وجلد ثم في قيود أيضًا وحبس... (عبرانيين 11).
- «هذه المرأة هي أعظم من أيّوب، كيف لا وهي التي شاهدت بأم عينيها استشهاد أولادها السبعة بأبشع الطرق ولم تتفوّه بكلمة سيئة واحدة ولا لامت الله واعتبرته تخلّى عنها بل رأت في كل ما حدث مجدًا ونِعمًا أبديّة». (المغبوط اغسطينوس)
- «محظوظ السقف الذي يظلّل الشهيدة أم المكابيين مع أبنائها حولها كلّهم لابسون إكليل الشهادة!». (القديس إيرونيموس).
- «عظيمة المكافآت الممنوحة من الرّب لمن يصبر». (القدّيس باسيليوس الكبير).
- «ماذا أقول عن الأم التي بالبهجة نظرت استشهاد أولادها كأكاليل كثيرة وكجوائز الانتصار، ووجدت في أصوات أبنائها المحتضرين تسبيحًا، وكأنّ أولادها باتوا نغمات القيثارة المجيدة من داخل قلبها، وانسجام للحب الإلهيّ» (القدّيس أمبروسيوس).
- «لقد فضّل الشهداء الموت على العبودية والخزي، ماذا أقول عن آلامهم؟ الملك الطاغي انهزم والتعذيبات فشلت، ولكن الشهداء لم يفشلوا» ، وإن أحدهم قال للملك « أتخشى سوط لساني؟ ألا تخشى صوت الدم المسفوك على الأرض؟ الدم أيضًا له صوت به يصرخ جهرًا إلى الله كما حدث في موت هابيل (دم أخيك صارخ اليّ من الأرض - تكوين ١٠:٤)».
- «حقّق المكابيّون باستشهادهم وعدم تخلّيهم عن الشريعة عبادة الله الواحد كما أتى في تثنية الاشتراع: « اسمع يا اسرائيل.الرّب إلهنا رّب واحد. فتحب الرّب الهك من كلّ قلبك ومن كلّ نفسك ومن كلّ قوتك. ولتكن هذه الكلمات التي أنا أوصيك بها اليوم على قلبك، وقصّها على اولادك، وتكلم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطريق وحين تنام وحين تقوم، واربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك، واكتبها على قوائم ابواب بيتك وعلى ابوابك(تثنية ٤:٦-٨)
- وأجمع الأباء القدّيسون بعظمة إيمان وبسالة بالأم وقوّة تربيتها لأولادها فقالوا: «وأمّا الأم الطوباوية والتي لم تهتّز بسبب ضعف طبيعتها، ولا تزعزعت بسبب فداحة مصابها، وإنما نظرت إلى بنيها المحتضرين بابتهاج، ولم تحسب ما يحدث لهم عقابًا من الله بل أمجادًا، معطية نفسها كامرأة عظيمة شهادة لله بطهارتها مثل أولادها الذين أعطوا أنفسهم كشهود لله من خلال التعذيب وبتر الأعضا، أصبحت مثال الأم المؤمنة وخير معلّمة لكل الأجيال»
ملاحظة هامة: كلام الأم عن أن الله خلق كلّ شيء من العدم هو بمثابة أوّل اعتراف واضح في الكتاب المقدّس من أن المادة 
لم تكن يومًا أزليّة وإنّما الله هو الذي أوجدها من العدم. «أنظر يا ولدى إلى السماء والأرض وإذا رأيت كلّ ما فيهما فأعلم أن الله صنع الجميع من العدم (آية 28)»
«أنا الرّب صانع كلّ شيء ناشر السموات وحدي، باسط الارض (إشعياء24:44).
وبهذا يعلّق العلامة أوريجنّس قائلًا: «هكذا تعلّمنا أم المكابيين الشهداء السبعة أن الله خلق كلّ شيء من العدم»
وكان موضوع أزليّة المادة منذ القدم، وما زال، يشكّل نقاشًا فلسفيًا كبيرًا.

خلاصة وعبرة:
يقول الشهيد كبريانوس (منتصف القرن الثالث الميلادي - أنطاكية) في مقالته إلى فرتوناتوس للحثّ على الاستشهاد:
هذه الأمور التي تواجه المسيحيّين الآن ليست جديدة أو مفاجئة (ويقصد القرن الثالث ميلادي)، حيث يتعرّض الأبرار 
والأمناء على الدوام للضيقات والآلام الحادة من بدء العالم وحتى الآن.
قد يظن البعض أن النجاة من الأخطار أو الموت هو شرط حتميّ لحب الله للإنسان وعدم التخلّي عنه، وينسون أن الموت 
الجسديّ هو حتميّ، فحتّى ليعازر الرباعيّ الأيام مثلًا والذي أقامه الله بعد وجوده في القبر لأربعة أيام عاد ورقد. 
لا موت في المسيحيّة بل رقاد وانتقال إلى حياة أبديّة. 
لله تدابير خاصة به، هو نفسه أنقذ الفتية الثلاثة من أتون النار ، وها هو هنا يسمح بقتل المكابيّين ووالدتهم.
الجسد ترابي أمّا الروح فلا، من هنا نحن نقول: «لا تقل فقط يا إنسان أنّك من التراب وإلى التراب تعود، بل قل أيضًا وعلى الدوام أنّك من الله وإلى تعود».
عظمة سيرة استشهاد المكابيّين السبعة ووالدتهم أنّها تعلن بوضوح القيامة والحياة الأبديّة، مع العلم أنّ هناك إشارات أخرى في العهد القديم تصب في المجرى نفسه ( حزقيال ٣٧ -دانيال ١١- 12: 2، 3 -إشعياء 26: 19 و أيوب 19: 26، 27 - )
« لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها بل خافوا بالحريّ من الذي يقدر أن يهلك النفس 
والجسد كليهما في جهنم» (متى10: 28).

رسالة وإنجيل اليوم.
فصل من رسالة القديس بولس الرّسول إلى العبرانيّين :
(عب 11: 33 – 40، 12: 1 – 2).
الأَصْحَاحُ الحادي عشر
33- يَا إِخْوَةُ، إِنَّ الْقِدِّيسِيـنَ أَجْمَعِيـنَ بِالإِيمَانِ: قَهَرُوا مَمَالِكَ، صَنَعُوا بِرًّا، نَالُوا مَوَاعِيدَ، سَدُّوا أَفْوَاهَ أُسُودٍ، 34أَطْفَأُوا قُوَّةَ النَّارِ، نَجَوْا مِنْ حَدِّ السَّيْفِ، تَقَوَّوْا مِنْ ضُعَْفٍ، صَارُوا أَشِدَّاءَ فِي الْحَرْبِ، هَزَمُوا جُيُوشَ غُرَبَاءَ، 35أَخَذَتْ نِسَاءٌ أَمْوَاتَهُنَّ بِقِيَامَةٍ. وَآخَرُونَ عُذِّبُوا وَلَمْ يَقْبَلُوا النَّجَاةَ لِكَيْ يَنَالُوا قِيَامَةً أَفْضَلَ. 36وَآخَرُونَ تَجَرَّبُوا فِي هُزُءٍ وَجَلْدٍ، ثُمَّ فِي قُيُودٍ أَيْضًا وَحَبْسٍ. 37رُجِمُوا، نُشِرُوا، جُرِّبُوا، مَاتُوا قَتْلاً بِالسَّيْفِ، طَافُوا فِي جُلُودِ غَنَمٍ وَجُلُودِ مِعْزَى، مُعْتَازِينَ مَكْرُوبِينَ مُذَلِّينَ، 38وَهُمْ لَمْ يَكُنِ الْعَالَمُ مُسْتَحِقًّا لَهُمْ. تَائِهِينَ فِي بَرَارِيَّ وَجِبَال وَمَغَايِرَ وَشُقُوقِ الأَرْضِ. 39فَهؤُلاَءِ كُلُّهُمْ، مَشْهُودًا لَهُمْ بِالإِيمَانِ، لَمْ يَنَالُوا الْمَوْعِدَ، 40إِذْ سَبَقَ اللهُ فَنَظَرَ لَنَا شَيْئًا أَفْضَلَ، لِكَيْ لاَ يُكْمَلُوا بِدُونِنَا.
الأصحَاحُ الثَّانِي عَشَرَ
1لِذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا إِذْ لَنَا سَحَابَةٌ مِنَ الشُّهُودِ مِقْدَارُ هذِهِ مُحِيطَةٌ بِنَا، لِنَطْرَحْ كُلَّ ثِقْل، وَالْخَطِيَّةَ الْمُحِيطَةَ بِنَا 
بِسُهُولَةٍ، وَلْنُحَاضِرْ بِالصَّبْرِ فِي الْجِهَادِ الْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا، 2نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ الإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ.
فصل شريف من بشارة القديس مَتَّى
(مت 10: 16 – 22).
الأَصْحَاحُ الثَّامِنُ
16- قَالَ الرَّبُّ لِتَلامِيذِهِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُكُمْ كَغَنَمٍ فِي وَسْطِ ذِئَابٍ، فَكُونُوا حُكَمَاءَ كَالْحَيَّاتِ وَبُسَطَاءَ كَالْحَمَامِ. 17وَلكِنِ احْذَرُوا مِنَ النَّاسِ، لأَنَّهُمْ سَيُسْلِمُونَكُمْ إِلَى مَجَالِسَ، وَفِي مَجَامِعِهِمْ يَجْلِدُونَكُمْ. 18وَتُسَاقُونَ أَمَامَ وُلاَةٍ وَمُلُوكٍ مِنْ أَجْلِي شَهَادَةً لَهُمْ وَلِلأُمَمِ. 19فَمَتَى أَسْلَمُوكُمْ فَلاَ تَهْتَمُّوا كَيْفَ أَوْ بِمَا تَتَكَلَّمُونَ، لأَنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مَا تَتَكَلَّمُونَ بِهِ، 20لأَنْ لَسْتُمْ أَنْتُمُ الْمُتَكَلِّمِينَ بَلْ رُوحُ أَبِيكُمُ الَّذِي يَتَكَلَّمُ فِيكُمْ. 21وَسَيُسْلِمُ الأَخُ أَخَاهُ إِلَى الْمَوْتِ، وَالأَبُ وَلَدَهُ، وَيَقُومُ الأَوْلاَدُ عَلَى وَالِدِيهِمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ، 22وَتَكُونُونَ مُبْغَضِينَ مِنَ الْجَمِيعِ مِنْ أَجْلِ اسْمِي. وَلكِنِ الَّذِي يَصْبِرُ إِلَى الْمُنْتَهَى فَهذَا يَخْلُصُ.