البطريرك يوحنا العاشر يزور مطارنة زحلة



2018-09-09

البطريرك يوحنا العاشر يزور مطارنة زحلة ويؤكّد مِن هناك أن"الكنيسة هي الإنجيل المفتوح والشاهدة على المحبّة والأخوّة والشركة". 

زحلة، ٩ أيلول ٢٠١٨

إلى كنائس زحلة حيث يتواجد المؤمنون ويعيشون معا ويتعاونون كإكليروس ومؤمنين في مساحات متعدّدة روحيّة وكنسيّة وراعويّة واجتماعيّة، خص البطريرك يوحنا العاشر مطارنة زحلة بزيارة أخويّة تأكيدًا على المحبّة.

المحطّة الأولى كانت عند مطرانيّة السريان الأرثوذكس حيث كان في استقباله والوفد المرافق الذي ضم كل مِن المطارنة: أنطونيوس الصوري ونيفن صيقلي والأساقفة موسى الخوري، لوقا الخوري، ثيودور غندور وكهنة وشمامسة، مطران 
الأبرشيّة للسريان الأرثوذكس بولس سفر، وأبناء الأبرشيّة الذين استقبلوه بالترحاب والتهليل والصلاة وعزف فرق الكشافة.

ومِن كنيسة مار جرجس للسريان الارثوذكس أكّد المطران بولس سفر أن "ما يجمع بين الكنيستين الأنطاكيّة والسريانيّة الأرثوذكسيّة هو ذاك التاريخ المشترك، التاريخ الذي جمع الكنائس مؤخّرًا حول الهم والمصير الواحد، بحيث تزداد علاقتنا مع مطرانيّة زحلة للروم الأرثوذكس بطيب المودة والاحترام والاخوة لا سيما ان ابناءنا كانوا يرفعون الصلاة في كاتدرائيّة القدّيس نيقولاوس العجائبيّ للروم الأرثوذكس قبل العام ١٩٢٣ حيث لم يكن لدينا كنيسة، وهذا دليل ثابت على المحبّة الراسخة في النفوس والقلوب، وبالتالي فإن زيارتكم يا صاحب الغبطة هي زيارة منتظرة تؤكد للشعب المؤمن ان رؤساء الكنائس لا ينسوا قطيعهم أينما كان".

بدوره، رد البطريرك يوحنا شاكرًا وباعثًا تحيّة سلاميّة ملؤها المحبّة إلى قداسة البطريرك مار اغناطيوس افرام الثاني، ومنوّهًا بالعلاقات التي تربط بين الكنيستين، لا سيّما تلك الإتفاقيّة التي تم توقيعها في عهد المثلّث الرحمات مار اغناطيوس الرابع هزيم، والمثلّث الرحمة البطريرك زكى الأوّل عيواص، ولا زالت هذه الإتفاقيّة سائدة بين الكنيستين تعزيزًا للخدمة المشتركة.

كما حيّا غبطته أبناء الكنيسة داعيًا إيّاهم لإعطاء العالم رسالة سلام ومحبّة.

بعد ذلك، قدّم المطران بولس للبطريرك يوحنا تذكارًا مدوّن عليه صلاة الأبانا باللغة السريانيّة، وسي دي CD يحوي تراتيل مشتركة بين الكنيستين.

وبدوره، قدّم غبطته للكنيسة علبة مِن صنع دمشقيّ توضع في داخلها ذخائر القدّيسين.

أمّا المحطّة الثانية فكانت عند مطرانيّة الروم الملكيين الكاثوليك حيث كان في استقباله والوفد المرافق النائب العام في الأبرشيّة الأرشمندريت نقولا حكيم وكهنة وفعاليّات وأبناء الكنيسة الذين استقبلوه بالصلاة وقرع الأجراس وانشاد التراتيل وعزف فرق الكشافة.

بعد الاستقبال، ألقى الأرشمندريت نقولا حكيم كلمة نيابة عن مطران الأبرشيّة عصام يوحنا درويش الذي تغيّب نظرًا لتواجده في الخارج ومشاركته في مؤتمرين يخصّان أوضاع المسيحيين في الشرق قائلاً:

"إن وجودكم بيننا لهو بركة كبيرة، وما يوحّد كنيستنا لا يقارن بما يفرّقنا، فجذورنا واحدة وليتورجيّتنا واحدة، والمحبّة هي التي توحّد قلوبنا وتعطي معنى لوجودنا. ومِن هنا نأمل أن نصل يا صاحب الغبطة إلى اليوم الذي نحتفل به معا بعيد قيامة السيّد المسيح، كما لا يسعنا سوى أن نرفع الصلاة من اجل عودة مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا ابراهيم".

كما كانت كلمة للنائب ميشال ضاهر عن المقعد الكاثوليكي في دائرة زحلة تحدّث فيها باسم أبناء وبنات الفرزل والبقاع مؤكّدًا أن"زيارة البطريرك يوحنا هي زيارة تعطي الرجاء والأيمان في هذا الزمن الصعب، ونحن كنوّاب في البرلمان اللبناني يجب علينا أن نكون خدّامًا مِن أجل الإنسان وأنسنة قضاياه حسب وصايا الله وتعاليمه".
مقابل ذلك، لفت البطريرك يوحنا العاشر إلى "أن مِن أولى هموم الكنيسة ليس فقط التباحث والصلاة وطلب الرحمة، إنّما العمل أيضًا والسعي الجاد كي يبقى وجه المسيح نيّر في هذه المنطقة في ظل التحدّيات الراهنة. 

وأوضح غبطته، أن أرضينا هي أراضي مقدّسة ومتجذّرة في هذه الديار، فيها ولدنا وفيها نعيش وفيها سنموت مهما قست الأيام.

وفي ما يتعلّق بعلاقتنا نحن المسيحيين مع بعضنا البعض، فيجب علينا أن نظهر محبّتنا لبعضنا البعض، ونأمل أن يأتي ذاك اليوم الذي يجمعنا فيه الكأس الواحد والصلاة المشتركة محييًا البطريرك يوسف العبسي متمنيًّا له دوام الصحة والعمر المديد".

في حين رست المحطّة الثالثة عند مطرانية زحلة للموارنة حيث بات الاستقبال أشبه بعرس كنسيّ، فكان في استقباله مطران زحلة للموارنة جوزف معوّض، ونواب زحلة عن المقعد الماروني ولفيف من الكهنة وجمهور كبير من المؤمنين وجوقة الأبرشيّة، جميعهم استقبلوه بالصلاة والتهليل وقرع الأجراس والورود البيضاء والحمراء واللافتات المرحبّة بغبطته تأكيدًا على الأخوّة والمحبّة.

في كلمته أكّد المطران جوزف معوض أن"زيارة البطريرك يوحنا هي زيارة تبارك المنطقة وتذكّر بالزيارات الرسوليّة التي كان يجريها مار بولس، وتثّبت الشعب المؤمن في أرضه وتنمّي الشركة والمحبة. 

وأن شرقنا يحتاج إلى أمثالكم تنشرون فيه نور الحقيقة الآتي مِن السيّد المسيح مِن أجل أن ينير كل انسان، فيكتشف أبوّة الله الجامعة والرحيمة وكرامة كلّ كائن بشري، ويعمل من أجل ترقّي الشعوب وازدهارها".

مِن جهته، أوضح البطريرك يوحنا أن حضوره في زحلة هو حضور للجميع، وتأكيد على المحبّة التي تجمع الكل تحت سقفها، ولذلك أردنا ان نكون إلى جانبكم لنؤكّد على المحبّة والتعايش مع إخوتنا في المواطنة باعثًا التحيّة السلاميّة القلبيّة إلى البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي مشددًا على روح المحبّة والتواصل السائدة بين الكنيستين، ما يدل أن الكنيسة هي الإنجيل المفتوح".

بعد ذلك، جرى تبادل للهدايا التذكاريّة، ودوّن غبطته على السجل الذهبيّ عبارات تؤرّخ لزيارته التاريخيّة الرعائيّة.