القدّيسان مركيانوس ومرتيريوس الشهيدان

2015-10-25

كان هذان القديسان كاتبين لدى القديس بولس المعترف، بطريرك القسطنطينية، وكان مركيانوس، إلى ذلك، مساعد شماس ومرتيريوس مرتلاً. امتازا بسعة المعرفة والخلق الطيب والتقوى وكانا متمسكين بالإيمان القويم الذي عبر عنه المجمع النيقاوي الأول (325 ‏م) 25بشأن ألوهية الابن ومساواته للآب في الجوهر الإلهي. فلما جلس الإمبراطور قسطنتيوس (337-361 ‏م) على العرش بعد أبيه قسطنطين، أطلق يد الآريوسيين واستخدم موظفيه وجنده ليفرضوا العقيدة الآريوسية على الكنيسة فرضاً. فكان أن أقيل البطريرك بولس المعترف من منصبه وأرسل مخفوراً إلى المنفى، في ارميني، حيث قضى عليه الآريوسيون خنق، وأقاموا على كرسي القسطنطينية، عوضه، آريوسياً اسمه مقدونيوس.
ثم إن الآريوسيين، في إطار سياسة تصفية ذوي الرأي القويم، أتوا بمركيانوس ومرتيريوس الكاتبين وحاولوا استمالتهما إلى حزبهم فأخفقوا. فعرضوا عليهما مالاً وترقيات فلم يذعنا. ولما أيقن الآريوسيون أن ليس في اليد حيلة أسلموهما إلى فيليبس، أحد عمّال القصر الملكي الكبار، فساقهما إلى مكان بالقرب من باب المدينة المسمى ميلنديسيا كانت تلقى فيه جثث المحكومين بالموت، وهناك قطع هامتيهما وألقاهما في حفرة وذهب. وقد أجرى الله عجائب كثيرة بواسطة رفاتهما.
ولما اعتلى القدّيس يوحنا الذهبي الفم الكرسي البطريركي في القسطنطينية، بنى في موضع استشهاد هذين القدّيسين كنيسة على اسميهما إكباراً وكراماً.
‏في صلاة المساء، في عيد هذين الشهيدين، ترتل الكنيسة الترنيمة التالية: "‏لقد ظهرتما بعد القديس ورئيس الأساقفة بولس مماثلين لسيرته وغيرته الإلهية. فغرقتما الأعداء بسيول دمائكم، وجففتما سيل البدع المهلكة وأصبحتم، يا مركيانوس ومرتيريوس، نهراً من التقى ترويان كنيسة المسيح.