القدّيسون نازاريوس وجرفاسيوس وبوطاسيوس وكَلسيوس…

2015-10-14

ولد نازاريوس في مدينة روما من أب يهودي وأم مسيحية. اعتمد وانطلق يكرز بالمسيح وهو في سن العشرين. ويبدو أنه كان مفعماً بالحيوية والحماس بدليل أنه تمكن من هداية عدد من الوثنيين. بعد ذلك بعشر سنوات انتقل إلى مدينة ميلان حيث عرف بوجود أخوين توأمين، جرفاسيوس وبروطاسيوس، في السجن، فأقبل عليهما يفتقدهما 18849 ويخدمهما. وكان قد ذاع آنئذ صيت هذين الأخوين كرسولين مجدين في نشر الكلمة وكصانعي عجائب. وما أن بلغ خبر خدمة نازاريوس لهما أذني والي المدينة حتى استحضره وجلده وأرسله خارج الأسوار.
بعد ذلك انتقل نازاريوس إلى بلاد الغال حيث أخذ يبشر بالإنجيل بهمّة لا تعرف الكلل فاستمال العديدين إلى المسيح. وقد عمّد خلال جولاته التبشيرية ولداً لا يزيد سنه عن تسع سنوات. هذا أعطته أمه لنازاريوس تلميذاً ورفيق درب قائلة له خذ الصبي معك، وليتبعك حيثما ذهبت علّني أحسب أهلة للجلوس يمين عرش السيّد، وكان اسم الولد كلسيوس.
ويشاء التدبير الإلهي أن يعود نازاريوس من جديد إلى مدينة ميلان، ولكن برفقة كلسيوس هذه المرة. وكان جرفاسيوس وبروطاسيوس ما يزالا بعد في السجن. فقبض الوالي عليهما وألقاهما هما أيضاً في السجن. وهكذا التقى الأصدقاء من جديد وتعزوا بعضهم ببعض وأخذوا يستعدون للموت لأجل اسم الرب يسوع.
ثم أن الأوامر صدرت بتنفيذ حكم بالإعدام بحق الأربعة فقطعت هاماتهم جميعاً. وقد كان ذلك في أيام الإمبراطور نيرون حوالي العام 68 للميلاد. يذكر أم كلسيوس يومها كان قد بلغ تسع سنوات وسبعة أشهر.
ويبدو أن ذكر هؤلاء القديسين كان منسياً إلى أن جاء يوم أمر فيه القديس أمبروسيوس، أسقف ميلان، باستخراج رفاتهم على أثر حلم أو رؤية أو ما أشبه. فأما جرفاسيوس وبروطاسيوس فاكتشفا في العام 386 للميلاد وكانا في تابوت من رخام عليه كتابة باسميهما وتاريخ استشهادهم ويقال أن جسديهما كانا عائمين بالدم وكأنهما في يوم استشهادهما. وقد مسّ التابوت رجل أعمى فاسترد البصر، وأخر شفوا من أمراضهم. وبعض المجانين أيضاً استعاد السلامة.
أما نازاريوس وكلسيوس فكانا مدفونين في بستان خارج ميلان. وقد تم كشف ذخائرهما في العام 395. ولا تزال رفاتهم جميعاً محفوظة، إلى اليوم، في مدينة ميلان.