رؤية المؤتمر وأهدافه

رؤية المؤتمر وأهدافه


يتطلّع هذا اللقاء إلى دراسة أهمّ المجالات التي من شأنها إبراز معالم الوحدة الأنطاكيّة. بُعْد إيماننا التجسديّ يحتّم علينا التفتيش عن معالم ترجمة الوحدة العقائديّة، والأسراريّة، والشهاديّة التي تجمعنا، في حيّز المعاش. مع طاقات التواصل الحديثة، وسرعة الانتقال من مكان إلى آخر، وتطوّر الأوضاع الكنسيّة من جهة، والمعطيات الديموغرافيّة من جهة أخرى، يحتاج شعبنا أن يشعر بمضامين هذه الوحدة في حياته اليوميّة، كنسيّة كانت أم عامّة، ويشارك في صياغتها مشاركة حقيقيّة وفاعلة.


يبدو جليًّا لكلّ من يتابع التوثبات الرعائيّة عند المؤمنين، أن الكنيسة، في كل مكوّناتها، مدعوّة للتفكّر بما يتطلّب منها المعطى الحضاريّ الجديد. ومن الطبيعيّ أن يذهب هذا التفكّر بماهيّة الفكر المستقيم الرأي ومستلزماته إلى أبعد من الطروحات النظريّة التي نُجْمِع عليها، ويلج إلى ما هو عمليّ من خلال مشاريع مدعوّة أن تُنَفَّذَ في الأبرشيّات بروح الوحدة، وعلى صعيد البطريركيّة بروح التكامل. كما أنه لا بدّ لهذا التفكّر من أن يقيم الفرق بين ما هو أصيل في العادات المألوفة لدينا، وما هو قابل للتعديل أو التغيير لأن الظروف الحضاريّة والثقافيّة قد تعدّت محدوديّة مضامينه.


من خلال محاور بحث واضحة الغايات، يسعى المؤتمر ليكون خطوة أولى في بلورة أفكار جامعة، تأخذ شكل سياسيات، وسيرورات، ومشاريع، تُرْفع إلى المجمع المقدّس وتكون بمثابة خارطة طريق طويلة الأمد لتجسيد معالم وحدة أنطاكيّة فكريّة جليّة تعاش على كلّ مستويات حياة الكنيسة الداخليّة وشهادتها في العالم. ومن المأمول أن يستتبع هذا المؤتمر ورشات عمل للوصول إلى تصورات يُجْمِع عليها المؤمنون قدر الإمكان، وتؤدّي إلى وضع مشاريع وصيغ تعبّر عن الوحدة الأنطاكيّة وعن التكامل بين الأبرشيّات لتمتين سبل التعبير عن هذه الوحدة.


بناءً عليه، يمكن أن تُخْتَصَر أهداف هذا اللقاء التشاوريّ الأوّل بما يلي:


أ - أن يكون اجتماع المؤمنين والتفافهم حول رعاتهم إعلانًا حسّيًا عن وحدة المؤمنين بالإيمان الواحد والكأس المشتركة، وتعزية للشعب المؤمن على مدى الانتشار الأنطاكيّ.


ب - إطلاق سيرورة تشاوريّة بين أبناء الكرسيّ الأنطاكيّ تعبّر عن وحدتهم في مقاربة الشؤون التي تهمّ المؤمنين ومعالجتها.


ج - اعتماد أسس مشتركة للتعامل مع المستجدّات الرعائيّة والتنمويّة والإعلاميّة على مدى الكرسيّ الأنطاكيّ وطنًا وانتشارًا.


د - تقوية عرى التعاون بين الأبرشيّات والرعايا مع الاستفادة من كلّ الطاقات التي مَنَّ اللهُ بها على شعبه.


ه - إطلاق ورش عمل لمتابعة ما ينتج عن هذا المؤتمر من أفكار ومشاريع مستقبليّة تساهم في تمتين الوحدة الأنطاكيّة.

 

٢ - أعمال المؤتمر

يفتتح صاحبُ الغبطة المؤتمر بكلمة توجيهيّة يوضح فيها رؤيته حول أهميّة تجسيد الوحدة الأنطاكيّة، من خلال ما يمكن اعتباره خارطة طريق للمستقبل، وأساسًا لكلّ تخطيط طويل الأمد، مذكّرًا بأهم ما ورد في رسالته الرعائيّة الأولى، ومركزًا على خمسة محاور كمنطلق لعمليّتيّ التشاور والتكامل في الكرسيّ الأنطاكيّ المقدّس