القدّيسان أكاكيوس وكدراتُس الشهيدان

2014-05-07

القّديس كدراتُس
عاش كدراتُس، زمن الإمبراطورين الرومانيين داكيوس (250- 251م), وفاليريانوس (253- 259م).
إثر حملة الاضطهاد ضد المسيحية، أُلقي القبض على العديد من المسيحيين، ولما جيء بهم، لإجبارهم على تقديم العبادة للآلهة الوثنية، ظهر شابٌ غنيٌ نبيلٌ اسمه كدراتُس، كان يرافقهم، هذا، كونَهُ بدا له أنَّهُ قد تخور قواهم ويكفرون بمن خلَّصهم هتف: "نحنُ جميعاً، هنا، مسيحيون، وهذا الاسم هو عنوان مجدنا! نحن سكان مدينة أورشليم السماوية". فوجئ الحاكم وأمر بإيقاف هذا المتجاسر. لكن، وقبل أن يُلقي الجنود القبض عليه، تقدَّم، ورسم على نفسه، إشارة الصليب وأبدى أنه يتقدَّم إلى أمام القاضي بملء إرادته. هنا ردَّ كدراتُس الكلام الملق الذي سمعه من الحاكم وأدان عبادة الآلهة المزيَّفة. مدَّدوه وضربوه بأعصاب البقر. ولكن لما عرف الحاكم أن كدراتُس هو من أصل نبيل، أوقف التعذيب ودعاه إلى الاشتراك بتقديم الأضاحي إكراماً لعيد الأباطرة السنوي. وبعدما واجه منه كل الامتناع أسلمه إلى التعذيب من جديد. ثبات كدراتُس وصلابته أرهق الجلادين الذين أشبعوه ضرباً على ست دفعات. ولكن على غير طائل. فلما كان المساء أُعيد الأسرى إلى السجن ومُدِّد كدراتُس على كِسّر الفخّار وجُعل حجرٌ ثقيلٌ على صدره.
مرَّت الأيام إلى أن عزم الحاكم على التوجه إلى نيقية ليضحي هناك. وقد قرَّر في المناسبة أن يأخذ المسيحيين الأسرى معه. مشى كدراتُس أمام المسيحيين كضابط، بكلِّ فخر. ولما بلغوا المكان تظاهر بأنه أذعن وطلب أن يُحلَّ من قيوده. للحال اندفع إلى داخل المعبد وحطمَّ كل الأصنام فيه. قبض عليه الوثنيون وقيّدوه إلى منصَّة التعذيب ومزَّقوا جنبيه بأظافر حديدية في حضور المسيحيين الذين خارت عزائمهم ورضخوا وقدَّموا الأضاحي. أمام المشهد تناسى كدراتُس آلامه واتهم المسيحيين بالجبن وقلَّة الإيمان بقيامة الأموات، كلام كدراتُس حرَّك قلوب بعض المسيحيين فتابوا بالنواح والاستسماح وقبلوا الشهادة. أما كدراتُس، كونه بقي ثابتاً في عزيمة إيمانه، عُرِّض للنار ثمَّ قطع رأسه، وهكذا رقد شهيداً بالرَّب.

القدّيس أكاكيوس
من أصل كبّادوكي. قائد مئة في فرقة المرتسيان زمن الإمبراطور الروماني مكسيميانوس. لم يشأ أن يخفي إيمانه بالمسيح. دعاه القاضي فلافيوس فيرموس إليه. اعترف، غير خائف، باسم المخلّص. سُلّم للتعذيب. أُحيل إلى الحاكم بيبيانوس في تراقيا. دافع أمامه عن الإيمان بالمسيح دفاعاً جميلاً. نُكّل به وجُرّر بالسلاسل من موضع إلى آخر بعدما كسروا فكّيه. هدى العديد من رفاقه في الأسر وشفاه ملاك الرب من جراحاته. نُقل إلى بيزنطية. سلّم للتعذيب من جديد. حكموا عليه بقطع الهامة. ووري الثرى في مكان يعرف بـ "ستوريون". جرى بناء كنيسة صغيرة، في الموضع، فيما بعد، مع الزمن نُقلت رفاته إلى الباسيليكا المشادة إكراماً له في حي هيبستاكالون، في القسطنطينية، حيث صار يجري الاحتفال بذكراه. فيما بعد نُقلت رفات القدّيس إلى كالبيريا، إلى مدينة سيلاتو. يُستجار بالقدّيس أكاكيوس، خصوصاً، في الجهاد ضدّ أهواء الجسد.