أحد السجود للصليب الكريم المحيي

 

 أحد السجود للصليب المقدّس الأحد الثالث من الصوم الأربعيني المقدس
السجود للصليب الكريم المحيي

الرسالة:
(عبرانيين 14:4-16، 1:5-6)

st-paul11- الرّب يسوع المسيح هو الكاهن الأعظم بمعنى أنّه هو أقام الذبيحة الحقيقيّة بنفسه، وقدّم جسده ودمه فديةً لكلّ واحد منّا.
من هنا نشاهد على كرسي الأسقف في الكنيسة أيقونة الرّب يسوع بهيئة الكاهن العظيم.
فصورة رئيس الأساقفة والأسقف هي على صورة هذه الأيقونة حيث نشاهد فيها لباس الرّب يسوع مشابه لهما.
فحيث الأسقف هناك الكنيسة.
2- يسوع جمع السماء مع الأرض بتجسدّه، فهو صاحب الطبيعة الإلهيّة نفسها لله الآب و ولله الروح القدس، من هنا يُدعى ابن الله لأن التجسّد هو مشيئة ثالوثيّة بامتياز. هذا هو إقرار خلاصنا.
3- رئيس الكهنة يسوع بتجسّده الكامل مثل كلّ إنسان منّا عاش التجربة وتغلّب عليها. وهكذا نحن باتّحادنا به نتغلّب على الخطيئة والتجارب.
وجيّد أن نعرف أن الخطيئة أصلاً هي دخيلة على الإنسان ولم تخُلق معه، وهي خاسرة بالنعمة الإلهيّة.
4- لنا كلّ الثقة بالرّب فهو قد غلب العالم وغلب الموت بموته، والله هو المعين الوحيد.
5- ملكي صادق رمز للمسيح فهو:
- والداه ليس لهما ذكر، وكأن المقصود أنّه لا ينتمي إلى ههنا.
- قدّم الخبز والخمر كما فعل المسيح.
- كهنوته ليس من أحد بل من العلى ولا حتى انحدر من قبيلة لاوي المكرّسة.
- كهنوته أزلي لا كرؤساء كهنة العهد القديم.
- لم يقم إلا بتقدمة واحدة كما فعل المسيح.
- يدعى رئيس كهنة إلى الأبد لأن الليتورجيا تقام كلّ يوم حتى نهاية العالم-.
- المسيح يبقى رئيس الكهنة والكاهن الأعظم والذبيحة الوحيدةالمقامة مرّةً واحدة إلى الآبد (المقرِّب والمقرَّب).

من كتاب كلمات آبائية
للقديس نيقوديموس الآثوسي

 

الإنجيل: 
(مرقس 34:8-38، 1:9)

Markos

* الصليب حافظ كلّ المسكونة.
1- نكران الذات من اجل المسيح هو الشرط الأساسي في المسيحيّة والدعوّة الجوهريّة للخلاص.
2- حمل الصليب عملُ مستمرٌ طالما نحن على قيد الحياة. إنّه جهاد متواصل.
3- هلاك النفس لا يعني أذيّتها بل هو التخلّي عن طلب المجد الباطل وتمجيد الذات والانانيّة.
4- من يتبع طريق الإنجيل وإن مرّ بضيق يخلّص نفسه.

5- لا شيء يعّوض خسارة النفس حتى ربح مال العالم كلّه.
6- حمل الصليب يتطلّب شهادةً واستشهاد والتخاذل يجعل الإنسان يخسر النعمة الإلهيّة بالكامل.
7- مكافأة القدّيسين لا تقدّر بثمن.
8- الله يسمح للإنسان بتذّوق مسبق للملكوت منذ الآن والدخول في حالات متجلّية كما حصل مع التلاميذ في التجلّي.

ملاحظة: - كان الموت بالصليب أسلوباً معروفاً عند كثير من الشعوب لتنفيذ حكم الإعدام على أخطر المجرمين
- كان السجين يحمل صليبه إلى مكان تنفيذ الحكم تعبيراً عن الخضوع لسلطة روما.
- استخدم يسوع تشبيه حمل الصليب ليصوّر الطاعة المثلى للمشيئة الإلهيّة التي وحدها تُعطي الحريّة والخلاص، وهذا تعبير عن الجهد المطلوب لعمل مشيئة الرب.

خلاصة: لا يعني بذل حياتنا لأجل الإنجيل أن حياتنا لا فائدة منها، بل بالحري يعني أن لا شيء يمكن أن يقارن بما سنربحه مع المسيح.

 

 

الصليب

فصل من رِسالةِ الْقِدِّيسِ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى العِبْرَانِيِّينَ  (عبرانيين 14:4-16، 1:5-6)

فَإِذْ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ عَظِيمٌ قَدِ اجْتَازَ السَّمَاوَاتِ، يَسُوعُ ابْنُ اللهِ، فَلْنَتَمَسَّكْ بِالإِقْرَارِ. لأَنْ لَيْسَ لَنَا رَئِيسُ كَهَنَةٍ غَيْرُ قَادِرٍ أَنْ يَرْثِيَ لِضَعَفَاتِنَا، بَلْ مُجَرَّبٌ فِي كُلِّ شَيْءٍ مِثْلُنَا، بِلاَ خَطِيَّةٍ. فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْم. لأَنَّ كُلَّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ مَأْخُوذٍ مِنَ النَّاسِ يُقَامُ لأَجْلِ النَّاسِ فِي مَاِللهِ، لِكَيْ يُقَدِّمَ قَرَابِينَ وَذَبَائِحَ عَنِ الْخَطَايَا، قَادِرًا أَنْ يَتَرَفَّقَ بِالْجُهَّالِ وَالضَّالِّينَ، إِذْ هُوَ أَيْضًا مُحَاطٌ بِالضَّعْفِ. وَلِهذَا الضَّعْفِ يَلْتَزِمُ أَنَّهُ كَمَا يُقَدِّمُ عَنِ الْخَطَايَا لأَجْلِ الشَّعْبِ هكَذَا أَيْضًا لأَجْلِ نَفْسِهِ. وَلاَ يَأْخُذُ أَحَدٌ هذِهِ الْوَظِيفَةَ بِنَفْسِهِ، بَلِ الْمَدْعُوُّ مِنَ اللهِ، كَمَا هَارُونُ أَيْضًا. كَذلِكَ الْمَسِيحُ أَيْضًا لَمْ يُمَجِّدْ نَفْسَهُ لِيَصِيرَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ، بَلِ الَّذِي قَالَ لَهُ:«أَنْتَ ابْنِي أَنَا الْيَوْمَ وَلَدْتُكَ». كَمَا يَقُولُ أَيْضًا فِي مَوْضِعٍ آخَرَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ».

فصل شريف من بشارة القدّيس مَرْقُسَ (مرقس 34:8-38، 1:9)

وَدَعَا الْجَمْعَ مَعَ تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ:«مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعْنِي. فَإِنَّ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ الإِنْجِيلِ فَهُوَ يُخَلِّصُهَا. لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟ لأَنَّ مَنِ اسْتَحَى بِي وَبِكَلاَمِي فِي هذَا الْجِيلِ الْفَاسِقِ الْخَاطِئِ، فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ يَسْتَحِي بِهِ مَتَى جَاءَ بِمَجْدِ أَبِيهِ مَعَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ». وَقَالَ لَهُمُ:«الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوْا مَلَكُوتَ اللهِ قَدْ أَتَى بِقُوَّةٍ».

 mm

 
مجد الصليب و فخره - القديس يوحنا الذهبي الفم

agios chrysostomos naos1 اليوم يا أحبائي نُعيّد ونحتفل إذ أن السيّد على الصليب والشمس متوارية.
ولا نتعجّب من أن الأمور التي تسبب التجهّم والعبوس هي نفسها التي نحتفل بها، إذ أن كلّ الأمور الروحية تختلف عن الأمور الجسديّة المعتادة.

كان الصليب في السابق اسمًا للقصاص والعقاب، أما الآن فهو اسم للفخر والاحترام، كان الصليب في السابق موضع عار وعذاب، أما الآن فأصبح سبب مجد وشرف.

وكون أن الصليب هو مجد يؤكدّه قول المسيح " أيها الآب مجدّني بالمجد الذي كان لي عندك قبل تأسيس العالم" (يو5:17).

فالصليب هو قمة خلاصنا، الصليب هو مصدر عشرات الآلاف من الخيرات، بواسطته صار المنبوذين والساقطين مقبولين في عداد الأبناء.

به لم نعد بعد مُضللين بل للحق عارفين.

بالصليب أصبح الذين كانوا فيما مضى يعبدون الأخشاب والأحجار، يعرفون خالق الكل.

بالصليب نال عبيد الخطية عتق الحرية بالبر.

به صارت الأرض سماءً، فهكذا (بالصليب) تحررنا من الضلال، وهكذا نلنا الإرشاد إلى الحق.

هكذا تمم الله أمرًا يليق به تجاه البشر.

هكذا أقامنا من عمق الخطية ورفعنا إلى قمة الفضيلة.

هكذا أباد ضلال الشياطين وهكذا كشف الخداع.

بالصليب لم يعد هناك دخان، ولا دماء حيوانات مهرقة، بل في كل مكان نجد الاحتفالات الروحية والتسابيح والصلوات.

بالصليب هربت قوات الشر وفر الشيطان.

بالصليب تتسابق الطبيعة البشرية لتنضم إلى محفل الملائكة.

بالصليب صارت البتولية مستوطنة على الأرض. فحيث أتى المسيح من عذراء فقد فتح طريق هذه الفضيلة أمام طبيعة البشر.

بالصليب أنارنا نحن الجلوس في الظلمة.

بالصليب حرَّرنا من الأسر، وبعد أن كنا بعيدين صرنا منه قريبين.

هكذا بالصليب خلُصنا، وصار لنا هذا الفداء بالفعل.

هكذا بالصليب بعد أن كنا غرباء صرنا مواطنين سمائيين.

هكذا بالصليب بعد أن كنا نُحارب صار لنا السلام والأمن.

وبالصليب لم نعد نخاف سهام الشيطان، فقد وجدنا نبع الحياة.

بواسطة الصليب لا نحتاج فيما بعد الزينة الخارجية لأننا نتمتع بالعريس.

وبه لم نعد نخاف الذئب فقد عرفنا الراعي الصالح " أنا هو الراعي الصالح " (يو11:10).

وبه لن نرهب الطاغية إذ صرنا في جانب الملك.