عظة البطريرك يوحنا العاشر في القداس الإلهي…

2019-09-22


عظة البطريرك يوحنا العاشر
في القداس الإلهي تكريماً للمطران نيفن صيقلي،
زحلة ٢٢ أيلول ٢٠١٩

أيها الأحبة،
"إن يوماً في ديارك يا ربُّ خيرٌ لي من ألف يوم" قالها كاتب المزامير يوماً. فكيف إذا كان اليوم عاماً والعام ستين.
صاحب السيادة المطران أنطونيوس،

يطيب لي أن أكون بينكم برفقة الإخوة المطارنة تكريماً للمطران نيفن صيقلي.
وهذا الغصن الندي من تلك الدوحة الزحلاوية الوارفة الظل.

هذا العنقود البالغ من تلك الكرمة الصافية، زحلة الأصيلة، التي تعصر كرومها سلاف محبة لكل الناس.

ستون عاماً والعامل في حقل الرب لا زال يسأل من رب الحصاد أن يرسل عَملةً لكرمه. ستون عاماً نقدرها عالياً في كنيسة أنطاكية وسائر المشرق التي كان ولا يزال المطران نيفن صيقلي سفير دفء محبتها الذي يذيب ثلج موسكو.
ستون عاماً شاءك الرب فيها أن تكون على محراثه الكهنوتي والأسقفية كهنوت بالجوهر والكهنوت واحد. منها ما يزيد على الأربعين عاماً ممثلاً للبطريرك الأنطاكي في موسكو وما يزيد على الثلاثين عاماً في رئاسة الكهنوت. ستون عاماً وصليب المسيح عكازك الذي به تقهر ونقهر كل شدة.1

في هذه الأيام المباركة، أسأل الرب القدير بقوة صليبه المحيي الذي عيدنا لرفعه الأسبوع الماضي أن يكتنفكم بصليبه الكريم. أسال الرب أن يقوي سيادة المطران أنطونيوس الصوري راعي الأبرشية وأن يمنحه العمر المديد وأسأل للمحتفى به دوام الصحّة والعافية قلباً نابضاً بحب زحلة ولبنان ونفساً جياشة بالحب الأنطاكي لروسيا ولكنيسة روسيا ولكل العالم. ونذكر وخصوصاً في هذه الأيام أيلول الماضي بما حمله من طيب الذكرى في نفوسنا عن زيارتنا إلى أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما.

أذكر هذه القلوب الطيبة في هذه المدينة وفي كل قراها وريفها من الهرمل إلى بعلبك فالبقاع. أذكر استقبالاً طيباً من أهلنا ومن كل الطوائف مسلمين ومسيحيين. وما ذلك إلا ليدمغ في قلبنا أننا كأناسٍ مشرقيين على قلبٍ واحدٍ تجمعه المحبة ويجبله السلام ورب السلام الذي شاءنا على هذه الأرض.

في موسم الصليب المقدس، نذكر رمزية الصليب في حياتنا كمسيحيين ونذكر أيضاً أن من صُلب هو إياه من تمجد وقام. نذكر تلك المحبة الإلهية التي لم توفر شيئاً إلا وسلكته في سبيل خلاص الإنسان ونعي ميقنين أن للإنسان المسيحي في صليب الرب قوةً وسط ما يحيق به من تجارب وشدائد.

نذكر ههنا أخوينا المخطوفين يوحنا إبراهيم وبولس يازجي وكل مخطوف ومهجّر. نذكر هذا البلد الطيب لبنان ونرفع صلواتنا إلى الرب الإله أن يحفظه موطناً للعيش الواحد واللقيا بين كل الأطياف. نذكر هذا الشرق بكل بلدانه. ونذكر من ههنا من زحلة جميع أبناء هذه الأبرشية في الوطن وفي بلاد الانتشار.

أهلاً بسيادة المطران هيلاريون رئيس قسم العلاقات الخارجية في بطريركية موسكو الذي شاركنا هذه الخدمة المقدسة ممثلاً قداسة بطريرك موسكو وسائر روسيا البطريرك كيريل. نكن للكنيسة الروسية كل التقدير والمحبة وتجمعنا بها وحدة الإيمان والشهادة المسيحية والشركة الكنسية والتي يشهد عليها تاريخ عريق من طيب العلاقة وسموها.

نضع على رأسك سيدنا هذا التاج ونصلي ونقول ما تقوله الليتورجيا عند وضع التاج على رأس رئيس الكهنة: "وضعتَ على رأسِه إكليلاً من حجر كريم. حياةً سألك فأعطيتَه طول الأيام".

بارككم الله جميعاً وحفظ هذه الأبرشية المحروسة بالله. نسأل العمر المديد لسيادة راعي الأبرشية المطران أنطونيوس ولكم جميعاً يا إخوة. ونذكر بالخير والبركة المثلث الرحمة المطران اسبيريدون خوري الذي قضى العمر في خدمة هذه الأبرشية بشراً وحجراً. ولتكن بركة الرسولين بطرس وبولس مؤسسي كرسينا الرسولي الأنطاكي المقدس معكم جميعاً، آمين.