كلمة صاحب الغبطة البطريرك مار اغناطيوس زكا الأول…

2013-02-10

كلمة صاحب الغبطة البطريرك
مار اغناطيوس زكا الأول عيواص
بطريرك انطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذوكس
ألقاها صاحب السيادة الأسقف بولس السوقي، النائب البطريركي في دمشق

أيها الأحباء، أتلو على مسامعكم كلمة قداسة سيدنا البطريرك المعظّم مار أغناطيوس زكا الأول عيواص بطريرك انطاكية وسائر المشرق الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم أجمع، الكلي الطوبى والتي أرسلها في هذه المناسبة التاريخية.

"صاحب الغبطة أخينا البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس الكلي الطوبى.

أصحاب الغبطة والسماحة والسيادة والنيافة والفضيلة. أيها الرسميون. الآباء الكهنة والإخوة الرهبان والراهبات. أيا عباد الله:

نحييكم جميعاً باسم ربنا يسوع المسيح ونرفع الشكر والتسبيح إلى العزة الإلهية التي أوحت بإلهام الروح القدس فاختارت غبطة اخينا البطريرك يوحنا العاشر ليجلس على كرسي مار بطرس الرسول بالنعمة وكل الإستحقاق، يُنَصَّب بطريركاً لأنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس خلفاً لغبطة أخينا المثلث الرحمات البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم. فالمجد للرب الإله الذي استجاب لصلواتنا وصلوات جميع أبناء الكنيسة واختار غبطتكم لترعوا شعبه الطيّب رعايةً صالحة لا سيما في هذا لوقت الذي تعاني فيه الكنيسة المجاهدة على الأرض من تحدياتٍ ومتغيراتٍ كثيرة وسط جوٍّ من الحروب والنزاعات جرّاء ابتعاد الإنسان عن الله وهذا ما يريده عدو الخير والإنسانية.


إننا نؤكّد لكم يا صاحب الغبطة بأننا بنعمة الله سنتعاون معاً بقلبٍ واحد ويدٍ واحدة لنشهد للإيمان الواحد لكنيستينا الأنطاكيتين الأرثوذكسيتين، ومعنا في دمشق أيضاً أخينا صاحب الغبطة البطريرك غريغوروس الثالث لحّام الكلّي الطوبى، لنشهد معاً على استمرار كنيسة سوريا العريقة في القيام بمسؤولياتها الروحية والوطنية، للعمل من أجل خلاص النفوس وانتشار ملكوت الله على الأرض. هذا العمل الذي بدأ منذ عهد الرسل ولا يزال مستمراً حتى يومنا هذا رغم كل الظروف الصعبة التي مرّت بها كنائسنا منذ فجر المسيحية وحتى الآن نتيجة التغيرات والتحولات السياسية والاجتماعية قدَّمت خلالها كنيسة سوريا عدداً لا يحصى من الشهداء إلى جانب إخوتنا المسلمين الذين ما كانوا يوماً إلا سنداً وحِمىً لإخوتهم المسيحيين.


فيطيب لنا بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عن إخوتي الأحبار الأجلّاء أعضاء المجمع المقدس لكنيستنا السريانية الأرثوذكسية، وسائر أبنائها إكليروساً وعلمانين في الشرق وبلاد الإنتشار كافّةً أن نتقدّم من غبطتكم ومن أصحاب النيافة الأحبار الأجلّاء أعضاء مجمعكم المقدس، وكنيسة أنطاكية الأرثوذكسية بأحرّ التهاني متمنّين لغبطتكم التوفيق في رعاية كنيسة المسيح وإلى سنين عديدة.


سيّدي صاحب الغبطة، يحزُّ في قلبي ألّا أكون معكم في هذه اللحظات التاريخية وقد عزّ عليَّ الحضور شخصياً لأفرح بكم فرح الأخ بأخيه مع أنني بشوق كبير لآتي إلى دمشق وألتقي بكم وأشتَمَّ رائحة الياسمين التي تفوح في أحيائها. دمشق عاصمة المجد والتاريخ، وإذ أعتذر عن المشاركة في حفل التنصيب هذا فإنني أشاطركم الصلاة من أجل سوريا الحبيب ليرحم الرب الإله شهداءها ويبعد الغيوم السوداء القابعة في سمائها. ليكن قدومكم إلى دمشق سبب بركة للجميع، ومباركٌ الآتي باسم الرب: أكسيوس، أكسيوس، أكسيوس."