كلمة صاحب الغبطة في استقباله في كنيسية المريمية

2012-12-20

كلمة صاحب الغبطة في استقباله في كنيسية المريمية



"من أية زاوية أبادر إلى مخاطبتكم!

لا زاوية تعلو على حجر الزاوية، الرب المسيح الإله، الذي يدعونا كل حين وفي كل مكان، إلى الشهادة له بالمحبة والحق.

نحن قوم نحب ونفرح ونحزن ونتألم، لكننا قائمون على الرجاء الذي فينا على قول الرسول بطرس، فلا نخاف المصاعب ولا تهدّنا الأزمات ولا تسقطنا التحديات والتجارب مهما عَظُمت.

فرسالتي إليكم اليوم، أحبائي، هي أن نَثبُتَ في هذا الرجاء ونقيم لنا منطلقاً ومقياساً لشهادةٍ أنطاكية أرثوذكسية متجددةٍ منفتحة.

فكنيسة أنطاكية كنيسة مشرقية أصيلة. لا بل هي كنيسة الشرق. جذورها ضاربة في أرض الشرق وخاصة المشرق العربي سوريا لبنان العراق. فهي للجميع؛ تعطي لكل سكان المنطقة من توهج حضارتها وتراثها، وتسعى كي تبقيه حياً في ضميرها مواكباً للعصر وتطور المجتمع. وعروس المسيح في أنطاكية بقيت وستبقى متعاونةً مع جميع أطياف البشر الذين يعيشون في هذه المنطقة رافضةً كل نوع من أنواع التطرف والانغلاق أو الانعزال. وهي تمدّ يدها للمشاركة إلى كل حوار أو تعاون لخير الإنسانية جمعاء.

نحن نعيش مع شعبنا آلامه ومعاناته وهذا يضعنا أمام مسؤوليات كبيرة وسنسعى جاهدين بنعمة الله لنخفف قدر استطاعتنا آلام وأوجاع إخوتنا وسنكون إلى جانبكم دوماً.

ونحن أبناءَ هذه الكنيسة، نصلي لكي يعود الأمن والاستقرار إلى سوريا وأن يعمل السوريون جميعاً لسلام بلدهم واستقراره وازدهاره. ونضرع ونأمل أن يتصرف الجميع بمسؤولية ويتحلوا بضميرٍ وطنيٍ للحفاظ على سلامة بلدهم وحفظه من التدهور والانهيار. نحن في أنطاكية، نطلب أن يلهم الله جميع الأطراف التي تلهب النزاع إلى إلقاء السلاح الذي لا يعطي إلا دماراً وخراباً وأن يسعوا إلى الحوار والسلام لبناء بلدنا. عشنا في هذه الأرض وسنعيش فيها مع إخوتنا المسلمين متعاونين دوماً لخدمة الإنسان والإنسانية داعين لاحترام الجميع ورافضين أي نوع من أنواع التدخل الغريب عن تراث هذا الوطن الغالي.

نشكر السيد الرئيس وجميع المسؤولين. ونؤكد من هنا، من مريمية الشام، أن دمشق هي قلب أنطاكية النابض والتي نتمنى أن تنبض دائماً كما كانت حباً وفرحاً وسلاماً وثقافةً وعراقةً.

أطلب في الختام صلواتكم وأدعية الجميع وأنتم جميعاً في قلبي."