البطريرك يوحنا العاشر في السفارة اللبنانية في…

2017-11-06

البطريرك يوحنا العاشر في السفارة اللبنانية في المكسيك
6 تشرين الثاني 2017

في إطار زيارته للمكسيك لمناسبة تنصيب المطران إغناطيوس سمعان، أقيم لبطريرك أنطاكية وسائر المشرق يوحنا العاشر استقبال في السفارة اللبنانية في العاصمة المكسيكية. وكان في استقباله القائم بالأعمال السيد رودي القزي. وشارك في حفل الاستقبال المطارنة سرجيوس عبد وإغناطيوس سمعان ورومانوس داوود ومطران المكسيك للكنيسة المارونية جورج أبي يونس وعدد من السفراء العرب والأجانب وأبناء الجالية.
وبعد كلمة ترحيبية من القائم بالأعمال، كان لغبطته كلمة جاء فيها:

"ما أحلى وما أجمل أن يجتمع الإخوة معاً خصوصاً في البيت اللبناني في المكسيك. فرح كبير لي أن أكون ههنا. لبنان هو لبنان الرسالة كما نؤكد دوماً وبكل ما تعني الكلمة من معاني كثيرة ثقافياً وعلمياً وعيشاً مشتركاً بين أطياف البلد. وهذه الرسالة هي رسالة السلام لكل بلاد العالم. وزيارتي للمكسيك تركت في قلبي أثراً كبيراً أحمله إلى لبنان وإلى سوريا وإلى الكنيسة. أفخر وأعتز بأبنائنا في المكسيك. تحملون في قلوبكم حباً للبنان يبدو جلياً واضحاً. وكل هذا الوجود اللبناني ههنا في المكسيك إنما يدل على تمسككم بإيمانكم وبالإرث الكبير الذي تلقيتموه من أبنائكم وأجدادكم. وليس من الغريب ألّا تنسوا أرزة لبنان. فليبق لبنان مغروساً في قلوبكم ولتنقلوا حبه من جيل إلى جيل. نمر في هذه الأيام بطروف قاسية. وهناك عديد من القضايا تنتظر الحل. ولكننا نؤمن أن لبنان باق وصامد مثل أرزه. ومن ههنا، نحيي فخامة الرئيس العماد ميشال عون ونهنئه بالوجود اللبناني الذي نفخر به في المسكيك.

نريد أن نبقى في ديارنا ونحن ثابتون. ونحن نؤمن بالعيش المشترك والمحبة وقبول الآخر. والكل يعلم ماذا قدّم المسيحيون في كل المجالات. ونحن في لبنان والشرق على أطيب العلاقات مع المسلمين. ونريد ونؤكد دوماً على العيش الواحد ومصير الجميع مصير واحد ومستقبل الجميع واحد. وما يحدث في المنطقة وفي سوريا خصوصاً وفي العراق وما حدث في تونس واليمن والجزائر وفي كل البلدان من تطرف وقتل وإرهاب هو غريبٌ عن روح تلك البلاد. نحن نريد عودة كل المخطوفين ونذكر مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا ابراهيم. وهذا جرح كبير لنا جميعاً ولكنه يعطينا العزيمة لأن نبقى ثابتين في بلادنا ولا يخيفنا. وإذا كان البعض يعتقد أن أفعالاً كهذه ستودي بنا إلى ترك بلادنا فهو مخطئ. نجدد قولنا أننا نطلب السلام والاستقرار والهناء. أحد أبنائنا اللبنانيين والذي كان ممثلاً للبنان في الأمم المتحدة أيام الحرب اللبنانية، وكان أرثوذكسياً، رفع صوته في الأمم المتحدة وقال: دعوا شعبي يعيش. ونحن اليوم نجدد الصرخة ونقول لكل أصحاب القرار وكل المجتمع الدولي: دعوا شعبنا يعيش. نصلي ونعمل من أجل إحلال السلام. وصلاتنا أن يحمي الله هذا البيت الكريم مع كل العاملين فيه. عشتم وعاش لبنان".