صلاة الشكر



2019-06-01

أقام البطريركان إيريناوس ويوحنا العاشر الكلي الطوبى والجزيلي الاحترام صلاة الشكر في الكاتدرائية المريمية- دمشق.

قداسة البطريرك إيريناوس يقول: "إن كنيسة أنطاكية هي كنيسة القديسين والأماكن المقدسة".

والبطريرك يوحنا يؤكد" أن ما يجمع بين الكنيستين هو وديعة الإيمان".

١ حزيران ٢٠١٩
ليا عادل- دمشق

إن فرادة التاريخ والجغرافيا شكلت محطة التلاقي والمحبة والتلاقح بين الكنيستين الأنطاكية والصربية الأرثوذكسية.

هذه الفرادة توجها صاحب القداسة إيريناوس بطريرك الصرب من الكاتدرائية المريمية، قلب الكرسي الأنطاكي في دمشق، خلال زيارته السلامية الرسمية التي يقوم بها إلى كنيسة أنطاكية.

هذا العناق الأخوي الصربي الأنطاكي، توج بصلاة شكر أقامها البطريركان إيريناوس ويوحنا العاشر بمشاركة وفد الكنيسة الأرثوذكسية الصربية والأنطاكية.

حضر صلاة الشكر كل من قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، صاحب الغبطةالبطريرك يوسف العبسي، وزيرة الدولة السيدة سلوى العبدالله، والسادة المطارنة ٱباء المجمع الأنطاكي المقدس، والسادة مطارنة دمشق لسائر الطوائف المسيحية، وبعض من السادة النواب أعضاء مجلس الشعب السوري، وسعادة سفير روسيا في سوريا السيد ألكسندر إيفيموف، وسعادة سفير بيلاروسيا في سوريا السيد يوري سلوكا، وسعادة القائم بأعمال سفارة صربيا في سوريا السيد ميلان فياتوفيتش، ووزراء ونواب سابقون، ومدراء في مؤسسات الدولة والكنيسة، وفعاليات اجتماعية، وجمهور غفير من المؤمنين من سائر رعايا دمشق وريفها.

تخللت الصلاة الكلمات المتبادلة بين البطريركين.
رحب صاحب الغبطة البطريرك يوحنا بقداسته أخا" عزيزا" بالمسيح في قلب كنيسة أنطاكية قائلا:

"نستقبلكم اليوم ونفتح لكم أبواب كنائسنا وقلوبنا وقلوب مؤمنينا وأنتم الحاضرون بيننا لتقولوا إن الأرثوذكسية واحدة مهما عصفت بها المحن."

وتابع غبطته: "كنيستينا، يا صاحب الغبطة، تقاسمتا الإيمان الواحد والشهادة الواحدة ليسوع المسيح ربا" ومخلصا"، لقد علقنا أجراسنا ههنا منذ ألفي عام وقرعناها وسنقرعها شهادة محبة لرب أحبنا. نحن ههنا في عراقة مسيحية منذ فجر القيامة."

وأوضح: " أن كنيسة صربيا كنيسة الشهداء والقديسين والرسل الذين صبغوا دنياهم باسم الرب يسوع. مضيفا: "هذا ما سترونه في زيارتكم إلى هذه الديار وما ستعرفونه بأن كنيسة أنطاكية قد أعطت للدنيا لقب مسيحيين".

ختم غبطته قائلا: "صلوا من أجل سلام هذه الأرض سوريا بكل أبنائها، ومن أجل المخطوفين ومنهم أخوانا مطرانا حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي وسط تعامي العالم عن قضيتهم. صلوا من أجل سلام سوريا واستقرار لبنان وخير صربيا وكنيستكم المقدسة، وانقلوا يا صاحب القداسة هذه الصورة الحق التي ترونها من عيش واحد بين كل الأطياف".

بدوره، رد قداسة البطريرك إيريناوس بكلمة جوابية قال فيها:

"فرحتنا كبيرة بهذه الزيارة المباركة. إننا نشكر الرب حق الشكر لأننا نزور اليوم ونرى عن كثب كنيسة أنطاكية المتجذرة في التاريخ. هذه الكنيسة رغم عتاقها وقدمها تبقى جديدة ومتجددة بنعمة الرب وروحه القدوس. وإذ نعلم أن كنيسة أنطاكية هي كنيسة القديسين والأماكن المقدسة، إلا أننا نأسف أن هذه الأماكن التي دمرت على مر التاريخ، لم تسلم الٱن أيضا" من الأحداث الأخيرة التي عصفت بها فدمرت الحجر ومست كرامة البشر."

أضاف قداسته: "تعلمون جيدا أن ما جلبت الحرب من مٱس هنا، عاشتها بلادنا وكنيستنا وشعبنا أيضا. فقد تعرضنا لحوادث مماثلة في أواخر القرن الماضي وما زلنا نعاني من ٱثارها حتى أيامنا هذه."

ختم قداسته: "نشكر الرب الذي أعطانا صليب الٱلام، ولكننا نصلي أيضا أن يعطينا القوة الروحية لكي نحتمل وزرها كما احتمل هو الصليب أيضا"."

بعد الصلاة، أقيم لقداسته استقبال في باحة الدار البطريركية وسط أصوات فاح منها عبير النشيدين السوري والصربي.

من ثم، توجه المؤمنون ليلتمسوا بركة قداسته الأبوية المفعمة بالمحبة والحاملة وديعة الإيمان الأرثوذكسي النابع من الكنيستين.

تجدر الإشارة، إلى أن قداسته قد دخل إلى الكاتدرائية المريمية بتناغم روحي بين أصوات قرع الأجراس وإنشاد التراتيل الكنسية وحملة الأعلام الكنسية وعزف فرق الكشافة وسط حفاوة ومحبة كبيرتين