صلاة الشكر بمناسبة إعلان قداسة الشهيدَين في…



2023-11-04
صلاة الشكر بمناسبة إعلان قداسة الشهيدَين في الكهنة نقولا وحبيب خشة في كنيسة الصليب المقدس في القصاع
دمشق، ٤ تشرين الثاني ٢٠٢٣
 
أقام صاحب الغبطة البطريرك يوحنّا العاشر بمشاركة السادة الأساقفة وكهنة رعايا دمشق وريفها والشمامسة والرهبان والراهبات وحشد من المؤمنين، صلاة الشكر بمناسبة إعلان قداسة الأبوين الشهيدَين في الكهنة نقولا وابنه حبيب خشة الدمشقيّين في كنيسة الصليب المقدّس في القصّاع.
بدايةً، عَبر موكب الإكليروس والشعب الساحة الخارجية وصولًا إلى كنيسة الصليب على عزف كشاف كنيسة الصليب المقدس تتقدّمهم أيقونة الشهيدين في الكهنة، حيث خدمت صلاة الشكر جوقة الكنارة الروحية البطريركية.
وأثناء الخدمة، تُلي نصُّ قرار المجمع الأنطاكي المقدس لإعلان قداسة الأبوين الشهيدين والمدون في السجل المجمعيّ حيث وقّع عليه السادة أعضاء المجمع خلال خدمة صلاة الشكر التي أقيمت بتاريخ ٢١ تشرين الأوّل ٢٠٢٣ في دير سيّدة البلمند البطريركيّ.
وفي ختام الصلاة، كانت كلمة لصاحب الغبطة انطلق في بدايتها معبراً عن أهمية كنيسة انطاكية قائلًا:
"أنطاكية الكنيسة الأم التي صدّرت للعالم كلمة مسيحيين، إذ فيها دعي التلاميذ أولاً مسيحيين، وأطلقت هذا الاسم إلى العالم أجمع وأرقصته طرباً على أفواه الناس،
أنطاكية الكنيسة التي أعطت للعالم أجمع وللمسكونة رجالًا عظماء كبارًا، قديسين وقديسات، قدموا الخير والفضيلة،
أنطاكية التي أعطت القدّيس إغناطيوس الحامل الإله، والقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم، والقدّيس يوحنّا الدمشقيّ، أعطت في الآونة الاخيرة، البطريرك غريغوريوس الرابع، البطريرك الياس الرابع والبطريرك إغناطيوس الرابع، واليوم نكرّم الشهيدين في الكهنة نقولا وحبيب خشة الأنطاكيين،...
كنيسة أنطاكية هي الكنيسة الشاهدة والشهيدة في آنٍ معاً"، كما أكّد أنّنا مغروسون في هذا الشرق وثابتون فيه.
ورفع الصوت عالياً مطالباً أصحاب القرار في العالم، بحقّ الشعب الفلسطينيّ بإقامة دولته، متوقفاً عند المأساة التي تجري في غزة اليوم. وقال: "كفى قهراً للشعب الفلسطينيّ وللشعب السوريّ وللشعب اللبنانيّ".
وتساءل قائلًا: "أين هو العدل؟ وأين هي حقوق الإنسان؟ نطالب أصحاب الحقّ بحقّنا العادل، بأن يكون لنا كرامة كسائر الشعوب، وهنا أذكّر بالمطرانين المخطوفَين بولس ويوحنا".
وعن سيرة القدّيسَين الأبوين نقولا وحبيب خشة توقّف عند نقطتين:
الأولى: أنّ القداسة مسيرة لكلّ مؤمن، وليست "فقط" للرهبان والراهبات، القداسة هي مسيرة كل إنسان خيّر، وهي أن تنسى ما وراء، أي الظلمة والقتل والرذيلة وأن تمتدّ الى الأمام، الى السيّد والى الفضيلة.
الثانية: حول أهمية العائلة. فالقديس نقولا والقدّيس حبيب، كلّ منهما وُلد في عائلة وربى عائلة، فلنحافظ على عائلاتنا وأولادنا وأطفالنا، ولفت غبطته إلى أن كلمات أب وأم وجد وجدة وأخ وأخت هي كلمات مقدّسة علينا المحافظة عليها، وعلينا تربية أولادنا بحسب الكتاب المقدّس.
وتطرّق ختاماً لما جرى في الفترة الأخيرة في كنيستنا، أيّام المؤتمر العلميّ العالميّ في البلمند، حيث تبعته أعمال مجمعنا المقدّس، مُعبّراًً عن الوحدة الكامنة وعن القوة الكامنة في كنيستنا، هذه الكنيسة الممتدة من أقاصي الأرض إلى أقاصيها. "هذه الكنيسة عبّرت عن الوحدة المتينة والتعبير الأمثل الذي كان في قرار إعلان قداسة الأبوين نقولا وحبيب خشة، الذي تهلّل له الجميع، مؤكّداً أن إعلان القداسة ليس للافتخار والتباهي والتكبّر، ولكن للسرور الآتي من لدن الله".
وبعد ختم الصلاة، شارك المؤمنون بزياح أيقونة القدّيسين الشهيدين في الكهنة، وتبرّكوا منها في نهاية الزياح كما وُزعت عليهم كتيبات تتضمن سيرة حياتهما ونسخ عن أيقونتهما.