زيارة أخوية



2019-06-02

صاحب القداسة البطريرك إيريناوس وصاحب الغبطة يوحنا العاشر الكلي الطوبى والجزيلي الاحترام في زيارة أخوية لقداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، وصاحب الغبطة البطريرك يوسف (العبسي) في دمشق.
وكلمات أكدت أن"الكنائس في سورية تربطها أواصر القربى الروحية المتينة والشهادة الإنجيلية المشتركة".
صاحب القداسة البطريرك إيريناوس"علينا أن نتعظ من التاريخ ونتقوى".
٢حزيران ٢٠١٩
ليا عادل- دمشق

في اليوم الثاني لزيارته الرسمية السلامية إلى كنيسة أنطاكية في دمشق، زار صاحب القداسة إيريناوس بطريرك الصرب، برفقة صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر، وعدد من السادة المطارنة والأساقفة والٱباء الكهنة الأجلاء من الجانبين الأنطاكي والصربي، صاحب الغبطة يوسف (العبسي) بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك في الدار البطريركية- حارة الزيتون- دمشق.
كان في استقبالهم صاحب الغبطة البطريرك العبسي والسادة المطارنة من الكنيسة الملكية الكاثوليكية والأخوات الراهبات ومؤمنين.

بعد الاستقبال، دخل الجميع إلى صالون البطريركية وجرى تبادل الكلمات الترحبية والشكرية.

بداية، ألقى صاحب الغبطة البطريرك يوسف (العبسي) كلمة قال فيها:

"أحييكم وأرحب بكم مع صحبكم الكرام في هذه الدار البطريركية الدمشقية، كرسي كنيسة أنطاكية للروم الملكيين الكاثوليك، التي تكن لشخصكم الكريم وللكنيسة المقدسة، التي أوكل الله إليكم رعايتها، التقدير والمحبة والاحترام".
وتابع غبطته: "الكنيسة، التي ترعونها في صربيا، هي حصن من حصون الأرثوذكسية والمسيحية، عاشت إيمانها وحافظت عليه، بالرغم من الصعاب والتجارب الكثيرة والمتنوعة، التي مرت بها، خرجت ونهضت منها، معطية مثالا قويا وناصعا عن الشهادة المسيحية الإنجيلية المطلوبة من المؤمنين بالرب يسوع المسيح. وما حيوية الشباب، بنوع خاص التي تشهدها كنيستكم، سوى دليل من دلائل أخرى على ذلك".
وأضاف: "غبطة السيد البطريرك، إن شهادتنا الواحدة باتت اليوم أكثر إلحاحا في عالم يبتعد عن الله وعن القيم الإنجيلية. علينا أن نكثر من الجهود التي تسقط ما يفرق وتقوي ما يجمع. عالم اليوم يختلف عما كان عليه، ويتطلب منا أن نجدد شهادتنا وخطابنا وعلاقاتنا وغير ذلك، متطلعين إلى الأمام ومشددين على الأهداف الكبيرة بنوع خاص".
وأشار غبطته أيضا: "أن الكنيسة الملكية الكاثوليكية تربطها بكنيسة الروم الأرثوذكس في دمشق أواصر قرابة متينة ومحبة شديدة ناصعة مجردة وشهادة إنجيلية مشتركة. كما أننا نقيم كلنا معا مع إخوتنا المسلمين، شركائنا في الوطن، علاقات طيبة ودية مبنية على مبدأ المواطنة، على التفاهم والانفتاح والتعاون ومواجهة المصير الواحد وبناء المستقبل الواحد، ونعمل كلنا معا من أجل النهوض ببلدنا بعد المحنة التي عصفت به".

أما قداسته فرد بكلمة جوابية قال فيها:

"أشكركم يا صاحب الغبطة على كلماتكم الطيبة النابعة من القلب، والوحدة، التي تحدثتم عنها، ضرورية بالنسبة إلينا، ونصلي من أجل تحقيقها، كما أنتم تصلون، وعلينا أن نتساعد مع بعضنا ونكون كنيسة واحدة، ونعيش كلمات الإنجيل أمام ربنا، لأن علاقتنا الجيدة والمتينة مع بعضنا البعض تؤثر على شعبنا، وإذا ما تحدثنا عن كنيستنا في صربيا فهي تعيش مع الكنيسة الكاثوليكية عائلة واحدة ويدا بيد".

في ختام اللقاء، قدم صاحب القداسة البطريرك إيريناوس أيقونة القديس سابا الصربي هدية تذكارية لصاحب الغبطة البطريرك يوسف (العبسي) الذي قدم، بدوره، لقداسته هدية تذكارية، عبارة عن صليب مقدس وعلبة موزاييك من صنع دمشقي تحوي بروكار حرير.

من ثم، توجه صاحب القداسة البطريرك إيريناوس وصاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر والوفد الكنسي المرافق لهما إلى كنيسة القديس جاورجيوس للسريان الأرثوذكس- دمشق. كان في استقبالهم قداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني والسادة المطارنة والٱباء الكهنة الأجلاء، وحشد من المؤمنين.
على وقع عزف فرق الكشافة، دخل اصحاب القداسة والغبطة إلى الكنيسة وأقاموا صلاة الشكر على نية الشعبين الأنطاكي والصربي وإحلال السلام في ربوع سوريا وصربيا، بحضور القائم بأعمال السفارة الصربية في سوريا سعادة السفير ميلان فياتوفيتش، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الأوسط الدكتور ثريا بشعلاني.

بداية،ألقى صاحب القداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني كلمة قال فيها:
"ببالغ المحبة والفرح، نرحب بكم، صاحب القداسة بطريرك صربيا وبصحبكم الأكارم، مصلين أن تكون زيارتكم هذه سبب بركة لكل أبناء سوريا الذين يرون في زيارتكم بوارق أمل بعودة زيارة رموز دينية إلى بلدنا العريق في القدم والغني بالإرث الروحي لأتباع مختلف الأديان، خاصة الإرث المسيحي العظيم الذي سبغ مدينة دمشق، أقدم عاصمة مأهولة في العالم".
وتابع قداسة البطريرك أفرام: "نرحب بكم باسم أبناء كنيستنا الأنطاكية السريانية الذين حافظوا على الأمانة المسيحية، متمسكين بإيمانهم بالسيد المسيح، مواجهين الضيقات والاضطهادات المتتالية منذ اعتناقهم الإيمان على أيدي هامتي الرسل مار بطرس ومار بولس والرسل الٱخرين، حتى يومنا هذا. هم يشهدون للسيد المسيح بأعمالهم وبدمائهم. فأضحت كنيستنا تدعى بحق أم الشهداء".
وأضاف: "نرحب بكم، باسم أبناء هذا الوطن العزيز سوريا الذين مل زالوا يعانون من ظلم وطغيان قوى عظمى ودول متجبرة ساندت مجموعات تكفيرية متطرفة وقوى إرهابية، أرادت أن تدمر بلدنا والقضاء على نمط العيش المشترك الذي عرفت به سوريا منذ القدم، مما يذكرنا بما مررتم به في بلدكم العزيز في تسعينيات القرن الماضي، وما زال الشعب الصربي العريق يعاني من ٱثار تلك الحرب المدمرة، وما زالت الكنيسة الصربية تواجه التحديات الكبيرة، خاصة في كوسوفو. إن مسيحيي سوريا يعيشون اليوم ٱثار هذه الحرب المدمرة التي كان أحد أهدافها اقتلاع المسيحية من هذه الأرض التي تباركت بأقدام السيد المسيح، فدخل الخوف والقلق قلوب الكثيرين، مما دفعهم إلى البحث عن أماكن أكثر أمانا. إن حادثة خطف مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا إبراهيم كانت رسالة قوية للمسيحيين، تحضهم على هجر أرض الٱباء والأجداد. هذه هي السنة السادسة لغياب هذين الحبرين النبيلين، والعالم 
لا يحرك ساكنا، وكأن الأمر لا يعني أحدا رغم مناشدتنا. لكننا مع صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر لم ولن نفقد الأمل بعودتهما إلى أبرشيتهما".

مقابل ذلك، رد صاحب القداسة إيريناوس بكلمة شاكرا وقائلا:
"نشكركم باسمي واسم أبناء كنيسة صربيا والوفد المرافق على كلماتكم الطيبة النابعة من القلب، لا سيما عندما تحدثتم عن معاناة الشعب الصربي والحروب التي ألمت به. تجمعنا يا صاحب القداسة وحدة المحبة والإيمان بيسوع المسيح. لقد كنا عبر التاريخ كنيسة واحدة، لكن الظروف السياسية أبعدتنا. بالتالي علينا أن نجتمع دائما ونتحاور لنحل كل مشاكلنا وأمورنا العالقة لأن قوتنا هي في وحدتنا".
وتابع قداسته: "نرفع صلاتنا من أجل سورية الذي عانى شعبها، ويعاني كما الشعب الصربي. نعم، خسرنا الكثير من الشهداء، ودمرت الكنائس، لكننا بقوة صبرنا وإيمانا انتصر صوت الحق. لكن يبقى الأهم ألا ننسى تلك الأيام الصعبة؛ ألا ننسى كيف تعذبنا، بل أن نتعظ من التاريخ كي لا نخسر بعضنا".

بعد تلاوة الكلمات، قدم صاحب القداسة البطريرك إيريناوس أيقونة القديس سابا الصربي لقداسة البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، الذي قدم، بدوره، أيقونة السيدة العذراء مريم لصاحب القداسة البطريرك إيريناوس، وهدايا تذكارية للوفد الصربي.

منن ثم، وضع صاحبا القداسة البطريكان إيريناوس وأفرام الثاني وصاحب الغبطة البطرك يوحنا العاشر إكليلا من الورد على النصب التذكاري لشهداء "سيفو السريان".
بعدها، انتقل الجميع إلى صالون البطريركية، والتمس الشعب المؤمن بركة صاحب القداسة البطريرك إيريناوس.