البيان الختامي لمؤتمر الوحدة الأنطاكية



2014-06-28

البيان الختامي
لمؤتمر الوحدة الأنطاكية:
أبعادها ومستلزماتها

احتضنت التلة البلمندية ما بين 25 و 28 حزيران 2014 المؤتمر الأنطاكي العام الذي دعا إليه صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر بمشاركة آباء المجمع واحتضانهم، والذي تمحور حول الوحدة الأنطاكية في أبعادها ومستلزماتها. شارك في المؤتمر مطارنة الكرسي الأنطاكي وأساقفته، ووفود كنسية من أبرشيات الكرسي الأنطاكي في الوطن وجميع بلاد الانتشار. كذلك، حضر المطران بولس (يازجي) مطران حلب، في صلوات المؤتمرين الذين تضرعوا إلى الله أن أن يعيده إلى كنيسته وشعبه.

واستقبل المؤتمر بفرح كبير في جلسته الافتتاحية أصحاب الغبطة بطاركة الشرق الذين خاطبوا المؤتمرين بكلمات حية، استلهمت التراث الأنطاكي المشترك وميراث القديسين، وركزت على الشهادة الانجيلية الواحدة للمسيحيين في أرض الكنيسة الأنطاكية التي ينتمي إليها الجميع. وقد شكل حضور أصحاب الغبطة تدعيماً للمحبة الأخوية وتأكيداً على خدمة الإنسان في "سائر المشرق" حيثما أقامهم الله رعاة لـشعبه. وقد تلقف المؤتمرون الرؤى التي تضمنتها هذه الكلمات، فأكدوا على ضرورة السعي من أجل اتخاذ خطوات لاهوتية ورعائية تبين حضور المسيح بكلّيته في الأسرة الأنطاكية الواحدة وتكون نموذجاً للوحدة المرجوة على صعيد العالم المسيحي.

وخاطب صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر المؤتمِرين بكلمات أبوية، تضمنت رؤيته وتطلعاته، وركزت على أن المؤمنين هم كنز الكنيسة وأن الكنيسة بشر أولاً قبل أن تكون حجراً. وشدد أن الوحدة الأنطاكية التي تشكل موضوع المؤتمر، لا تعني أن أبناء الكنيسة مشتتون، ولكنها دعوة لهم لأن يشدوا أواصر وحدتهم ويذيبوا ضعفاتهم في سبيل تقويتها. وحضهم على التفكير بتدعيم التواصل والتقارب بين أرجاء كنيسة واحدة يلدها جرن المعمودية الخلاصي وتجمعها الكأس الواحدة. وأكد على أن عمل الكنيسة هو ورشة يشارك فيها الجميع، إكليروساً وشعباً.

وتمحور المؤتمر حول مواضيع خمس تناولت تفعيل التشاور في الرعايا والأبرشيات وتعزيز التكامل بين الأبرشيات، وتنمية الأوقاف والتعاضد المالي، والعمل الاجتماعي والحضور المجتمعي والتواصل من خلال أوراق عمل ألقاها متخصصون ونوقشت في مجموعات عمل خلصت إلى تقديم اقتراحات وتوصيات ترفع إلى آباء المجمع المقدس لدراستها والاستعانة بها في التخطيط المستقبلي للكرسي الأنطاكي.

وشدد المؤتمر على أن مشاركة أبناء الكنيسة الأنطاكية الفاعلة في لقاءٍ عامٍّ كهذا ووسط الظروف التي نعيشها في المشرق إنما هو تعبيرٌ عن الدور الأساسي والفعال لأبنائنا فيه ورسالةٌ للجميع بأنهم باقون في المشرق، في أُخوة حياة مع المسلمين، ومنتمون إليه في زمنٍ تشظّى فيه الانتماء إلى الوطن وقويت فيه رياح ايديولوجياتٍ أخرى، من تطرفٍ وتكفيرٍ وإرهابٍ، ايديولوجيات غريبةٍ عن ماضي وحاضر هذا المشرق. ودعا المؤتمرون الأسرة الدولية إلى النظر بعين الحق إلى ما يجري في المشرق عموماً وبخاصةٍ في سوريا وناشدوا الجميع بذل الجهد الأقصى لإحلال السلام فيها ضمانةً لسلام المشرق والعالم أجمع. ودعوا إلى صون السلم والاستقرار في لبنان وإلى العمل على ملء سدة الرئاسة فيه. ونادوا الجميع وقف النزف الحاصل في العراق مصلين من أجل سلام فلسطين والأردن ومصر والعالم أجمع.

وناشد المؤتمرون المجتمعين العربي والدولي، وجميع الهيئات الفاعلة والضمائر الحية لتكثيف الجهود من أجل إطلاق جميع المخطوفين ولاسيما المطرانين يوحنا (ابراهيم) وبولس (يازجي) اللذين مضى على اختطافهم ما يزيد عن السنة وسط صمت عالمي ومحلي مخزٍ.

وكان المؤتمر مناسبة جرى فيها وضع حجر الأساس لـ "مركز جامعة البلمند الطبي" وتدشين المبنى الجديد التابع للمقر البطريركي، وذلك استكمالاً للدور الذي تؤديه كنيسة أنطاكية في خدمة إنسان هذا المشرق.

وشكر المؤتمرون صاحب الغبطة وآباء المجمع المقدس الذين أتاحوا لهم فرصة اللقاء في جو من المحبة والإلفة، وثمنوا على دور الأسرة البلمندية، ديراً وجامعة وثانوية ومعهد لاهوت، وجميع الذين ساهموا في إنجاح هذا المؤتمر.

وعايد المؤتمرون إخوتهم المنتشرين في جميع أنحاء العالم بحلول عيد القديسين بطرس وبولس شفيعي الكرسي الأنطاكي.