البطريرك يوحنا العاشر يلتقي قداسة البطريرك كيريل



2019-01-29

البطريرك يوحنا العاشر يلتقي قداسة البطريرك كيريل ويؤكّد مِن موسكو "لا يمكن أن تحل مشكلة ما على حساب وحدة العالم الأرثوذكسي، ونحن نؤمن أن أرثوذكسيتنا جميلة وكنيستنا شامخة وستبقى".

٢٩ كانون الثاني ٢٠١٩
ليا عادل معماري، موسكو

طغت على اللقاء الذي جمع قداسة بطريرك موسكو وسائر روسيا كيريل وغبطة البطريرك يوحنا العاشر هموم وشجون الكنيسة الأنطاكية والروسية، لا سيما القضية الاوكرانية مِن جهة، وما تعانيه الكنيسة الأنطاكية وترزح تحت وطأته مِن آلام وتدمير وخطف مِن جهة ثانية.
حضر اللقاء مِن الجانب الروسي: 

المتروبوليت إيلاريون مسؤول العلاقات الخارجية في بطريركية موسكو وسائر روسيا، المتروبوليت سيرغي تشاشين، معتمد الكنيسة الروسية الأرثوذكسية لدى الكنيسة الأنطاكية في سورية الأب هيغومان أرساني سكولوف ولفيف من الٱباء الكهنة.

ومِن الجانب الأنطاكي: 

المتروبوليت باسيليوس (منصور) مطران عكار وتوابعها، المتروبوليت يعقوب (خوري) مطران بيونيس ٱيريس وسائر الأرجنتين، المتروبوليت نيفن صيقلي المعتمد البطريركي لكنيسة أنطاكية في روسيا، الأرشمندريت برثنيوس اللاطي، الشماس ملاتيوس شطاحي، الوزير والسفير الأسبق لدى روسيا والأستاذ في جامعة دمشق د. حسان ريشه، الأمين العام الأسبق لحركة الشبيبة الأرثوذكسية المهندس ريمون رزق، د. جورج غندور والإعلام البطريركي.

بداية اللقاء، رحّب قداسة البطريرك كيريل بغبطة البطريرك يوحنا العاشر والوفد المرافق وبهذه الزيارة التي تؤكّد عمق العلاقات المتينة والمتجذرة بين الكنيستين والروسية، منوّهًا بمواقف البطريرك يوحنا ودوره الريادي الذي يؤدّيه على صعيد الكنيسة الأنطاكية.

وأشار قداسته إلى أن زيارة غبطته الى موسكو تكتسي أهمية خاصة لا سيما أن الكنيستين تمرّان اليوم في ظروف صعبة مماثلة، مما يوجب تعاطف الكنائس مع بعضها البعض، وبالتالي فإننا نوجّه الشكر لغبطته لوقوفه وكنيسة أنطاكية إلى جانب كنيسة روسيا في ما يتعلق بالقضية الأوكرانية.

واستعرض قداسته الجهود المبذولة من قبل دولة وكنيسة روسيا تجاه سورية على مختلف الصعد، ومساندة الكنيسة الروسية كنيسة أنطاكية بالعمل على إعادة ترميم بعض الأماكن المقدسة، وفي طليعتها دير القديسة تقلا البطريركي في معلولا. بالإضافة الى مساعدة العديد من الأطفال ومعالجتهم، ناهيك عن التبادل العلمي بين روسيا وأنطاكية، ما يعزز تفاعل الخبرات والثقافات بين الطلاب، وما ينمي من العلاقات الثنائية بين الكنيستين.

وأبدى قداسته ارتياحًا كبيرًا للأعمال الإنسانية التي تقام في سوريا واعدًا بإعادة ترميم لبعض الكنائس في مناطق عربين والزبداني – سورية، وذلك استجابة لمطلب غبطة البطريرك يوحنا، متطلعًا إلى مزيد من العلاقات المتينة بين الكنيستين الأنطاكية والروسية.

أمّا غبطة البطريرك يوحنا العاشر فحملت كلمته جملة مواقف كنسية ووطنية، عبّر في مستهلها عن غبطته لوجوده في موسكو للمشاركة في الذكرى العاشرة لتنصيب قداسة البطريرك كيريل، هذه الفرحة التي تصبح فرحة مضاعفة مع ابتهاج وسرور أبناء الكنيسة الأنطاكية.

ومن ثم، شدد غبطته على عمق العلاقات التاريخية بين الكنيستين، هذه العلاقة التي تنمو وتزدهر بشكل مضاعف.

وأكّد أن هناك جراح في الكنيسة بالأخص في الجسم الأرثوذكسي سواء بالنسبة لما حصل في كنيسة أوكرانيا، أو تجاه ما حصل ويحصل في كنيسة أنطاكية. لكن وبالرغم مِن كل الجراحات التي انغمست بالألم الكبير مِن خطف وقتل وتدمير، نسمح لأنفسنا ونؤكّد أن الاوضاع في سورية باتت أفضل مِن السابق، وبتنا نعيش في جو مِن الأمان والاستقرار. 

هذا الارتياح يدفعنا لنقول: "أنّه مهما بلغت التحدّيات، نحن نؤمن أن أرثوذكسيتنا جميلة وكنيستنا شامخة وعظيمة، ولا يسعنا سوى أن نناشد، وسبق أن ناشدنا، رؤساء الكنائس الأرثوذكسية بأن يتم معالجة مشاكلنا بالحوار والتوافق والإجماع، لأنّه مِن المستحيل أن تحل مشكلة على حساب وحدة العالم الأرثوذكسي، هذه الوحدة التي تتطلّب مِنا رسالة محبة تعلو فوق كل شيء.

وأضاف غبطته، أردنا أن ننطق بالحق لأن الصمت لم يعد يجدي نفعًا في هذه الأيام، ونحن لن نيأس وسنبقى على رجاء."

كما شكر البطريرك يوحنا العاشر قداسة البطريرك كيريل والدور الروسي في مد يد المساعدة والمساندة لسوريا، مستعرضًا المشاريع الإنسانية والاجتماعية والتربوية التي تسعى الكنيسة إلى إنشائها بالرغم مِن الظروف الصعبة، وذلك إيمانًا مِنها أن المسيحيين هم نواة تلك الديار وعليهم أن يبقوا فيها وأن لا يهاجروا.

كما نوه غبطته للتبادل التربوي والثقافي بين الكنيستين مشيدًا بدور جامعة البلمند وما ينبثق عنها مِن نجاحات ضاهت العديد من الجامعات.
وفي الختام، جرى تبادل للهدايا التذكارية بين الكنيستين وسط آمال وتطلّعات أن تبقى الكنيسة الأرثوذكسية وحدة واحدة متماسكة.