البطريرك يوحنا العاشر يقيم صلاة الغروب في كنيسة…



2018-10-13


البطريرك يوحنا العاشر يقيم صلاة الغروب في كنيسة معهد اللاهوت - جامعة بلغراد- صربيا.
ويؤكّد أن "اللاهوت هو جوهرة الإنسان الحقيقيّة وعلى اللاهوتي أن يفرغ ذاته ويجعل الرّبّ ساكنًا في قلبه."

١٣تشرين الأول ٢٠١٨
ليا عادل معماري، صربيا

الشهادة والتجذّر، مفردتان تلخّصان صلاة غروب القدّيس حنانيا الرسول التي أقامها البطريرك يوحنا العاشر في كنيسة القدّيس يوحنا اللاهوتي في معهد اللاهوت التابع لجامعة بلغراد- صربيا، بحضور قداسة البطريرك إيريناوس، المتروبوليت بورفيريوس (زاغرب)، المطران يوحنا (شوماديا)، والمطران إيريناوس (باتشكا)، رئيس الشمامسة زلاتكو ماتيش نائب عميد معهد اللاهوت المطران إغناطيوس.

ومِن الجانب الكنسي الأنطاكيّ، المتروبوليت باسيليوس (منصور) مطران عكار وتوابعها للروم الارثوذكس، المتروبوليت جوزيف (زحلاوي) مطران نيويورك وسائر أميركا الشمالية، الأرشمندريت برثنيوس اللاطي، مدير دائرة العلاقات المسكونيّة والتنمية في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس الأرشمندريت الكسي شحادة، الأرشمندريت بروكوبيوس طيار، الشمّاس جورج يعقوب، د. الياس الحلبي، المحامي كارول سابا، وأساتذة معهد اللاهوت وطلابه.

اتسمت صلاة غروب القدّيس حنانيا الرسول بالصلاة البيزنطيّة بامتياز حيث تناغم فيها الترتيل العربي والصربي، وتداخلا بأصوات فاح منها عبير الثبات والشهادة للحق.

بعد الصلاة، ألقى رئيس الشمامسة ونائب عميد معهد اللاهوت زلاتكو ماتيش كلمة باسم عميد المعهد المطران إغناطيوس رحّب فيها بغبطته والوفد المرافق وقال:

"صاحب الغبطة، إنّها لفرحة كبيرة لوجودكم معنا ما يعطينا القوّة والرجاء، وليست صلاة الغروب سوى بركة كبيرة مِن غبطتكم، وستبقى راسخة ومتجذّرة في ذاكرتنا وذاكرة طلابنا."

أمّا البطريرك يوحنا فرد بكلمة شاكرًا وقائلًا:

"أشكركم يا صاحب القداسة البطريرك إيريناوس على دعودتكم لنا، وعلى رسالتكم المقدّسة لجامعة اللاهوت. إنّني أشكركم بإسمي وباسم كنيسة انطاكية، وأحيي رئيس الجامعة وعميد كلية اللاهوت والأساتذة والطلاب، ونؤكّد لكم جميعًا بأنّنا نشعر وإيّاكم عائلة واحدة، ووجودنا في قلب كليّة اللاهوت فهذا يعني الكثير، والكثير ما يجعلني أن أنتقل مِن معهد اللاهوت - بلغراد إلى معهد اللاهوت - البلمند."

وأضاف، "عندما نتكلّم عن اللاهوت، أي عن العلم الإلهيّ والتكلّم بالإلهيّات، ففي تقليدنا الأرثوذكسي إن اللاهوت النظري مرتبط بالحياة والواقعيّة. كما أن اللاهوت الحقيقي هو أن يفرغ الإنسان ذاته ويجعل الرّبّ يسوع ساكنًا في قلبه."

وتابع غبطته، "إن اللاهوتيّ ليس ذلك اللاهوتيّ الذي يتكلّم بفمه ولسانه عن الله وحسب، ولكن هو الذي يحيي المسيح ساكناً في قلبه وفي كلّ حواسه. ومِن هنا دعونا نؤكّد أهميّة التعاون بين كلتي اللاهوت في بلغراد والبلمند، كما أنّنا نعتز ونفتخر بأنّه لدينا الأرشمندريت بوركوبيوس طيار بينكم، ونأمل أن ترسلوا إلينا أيضاً من يمثّلكم مِن أجل توطيد أواصر العلاقات أكثر بين الكنيستين".

وفي الشق الإنسانيّ والوطنيّ، قال غبطته:
"لقد أتينا من أنطاكية وتحديدًا مِن مقر الكرسيّ البطريركيّ في دمشق، وتسمعون عما يحصل في منطقة الشرق الأوسط ولا سيّما في سورية، ولكن نؤكّد لكم أن أبناء الكنيسة الأنطاكيّة متمسّكون بإيمانهم، ومتجذّرون بأرضهم وعائلاتهم. 
كما أنّنا نشعر بما مرّت به صربيا مِن آلام إسوة بالآلام التي تمر بها ديارنا اليوم، ولكن ستبقى الكنيسة الأرثوذكسيّة شاهدة للحق."

هذا وقد نقل البطريرك يوحنا في كلمته محبّة أبناء الكنيسة الأنطاكيّة في بلدان الوطن والانتشار إلى الشعب الصربيّ محييًا طلاب المعهد الذين يأتون لكي يتعلّمون اللاهوت في هذه الجامعة، لأنّهم وجدوا في اللاهوت الجوهرة الحقيقيّة فتركوا كلّ شيء وانجذبوا إلى يسوع المسيح.
كما رفع غبطته الصلاة من أجل إحلال السلام وعيش الفرح الحقيقيّ.

وفي الختام، قدّم غبطته لرئيس الشمامسة زلاتكو ماتيش كتبًا مِن إصدار جامعة البلمند.