الفتية السبعة القدّيسون الذين في أفسس:



10-22
الفتية السبعة القدّيسون الذين في أفسس:

jeunesكان هؤلاء السبعة أخوة وقد وردت أسماؤهم في التراث، وهم: يمفليخس ويوحنا ومرتينس وأنطونينوس ومكسيميليان (مكسيميليانوس) وديونيسيوس وقسطنطين. وقد فرّوا في زمن الاضطهاد من وجه عمّال الإمبراطور واختبأوا في مغارة في أفسس. وإذ عرف الوالي بأمرهم سدّ عليهم المغارة، فقضوا فيها شهداء.
 
هناك روايات خارقة تناقلتها الأجيال بشأنهم. فهؤلاء السبعة هم الذين درجت تسميتهم في التاريخ بـ "أهل الكهف"، قد قيل عنهم إنهم ماتوا ولم تبل أجسادهم، ثم عادوا إلى الحياة من جديد بعد حوالي مئتي عام.

وحسب هذه الرواية كان استشهادهم في زمن الإمبراطور الروماني داكيوس (251م) وانبعاثهم في زمن الإمبراطور البيزنطي ثيودوسيوس الصغير (408-450م).

تفيد الخدمة الليتورجية الخاصة بهم، في هذا اليوم، أن هؤلاء الإخوة كانوا ذوي مناصب عالمية جعلتهم من أصحاب الكرامة والمجد. لكنّهم طرحوا عنهم اعتبارات البشر وامتثلوا لأمر الله عندما كان عليهم أن يختاروا بين الله والقيصر "الجائر الأثيم". وقد اختبأوا في المغارة ولم يبرحوا فيها متضرعّين إلى الرّب المحب البشر أن يمنحهم قوة واقتداراً.

لكن الرّب الإله، لأحكام يعلمها هو وحده، جعلهم يرقدون كلهم بسلام. ثم بعد ثلاث مئة واثنتين وسبعين سنة بعثهم من التراب بتضرّعات الملك التقّي الحسن العبادة. أما شهادة ذلك فحاجة الملك إلى برهان حسيّ يثبت فيه صحة عقيدة القيامة في وجه من كانوا ينكرونها.
وتقول خدمة صلاة المساء أيضاً إنهم لم يشعروا بشيء عندما رقدوا ولم يشعروا بشيء عندما انبعثوا.

على أن مصادر أخرى تفيد أن أجسادهم طيلة هذه المدة بقيت سالمة من الفساد طريّة وحسب، ولا تتحدث عن قيامة لهم من بين الأموات.

مهما يكن من أمر، فإن وجه العجب الذي جعل الكنيسة تحفظ تذكارهم اليوم هو إيثارهم الموت على نكران الرّب يسوع.

وكلّ ما عدا ذلك من تفاصيل، صادقاً كان أو مبالغاً فيه، فلا يزيد من قداستهم ولا ينقص منها.

هناك عيد آخر لهؤلاء الفتية السبعة تقيمه الكنيسة في اليوم الرابع من شهر آب من كلّ عام.