القدّيس حنانيا الرسول



10-01

حنانيا رأفة الله

" إذا كان المثل الشائع يقول إن أردت أن تعرف نعمة الله عليك أغمض عينيك، المسيحيّة تقول إن أردت أن تعرف نعمة الله عليك إفتح عينيك لتشاهد أن الله تجسّد وصار إنسانًا من أجلك "

هو حنانيا، التلميذ المذكور في الإصحاح التاسع من سفر أعمال الرسل. كان في دمشق عندما جاءها شاول – الذي صار بولس الرسول فيما بعد- وكان شاول قد انطلق من أورشليم مزوداً برسائل من رئيس الكهنة إلى الجماعات اليهودية في دمشق حتى إذا ما وجد أناساً تبعوا يسوع المسيح، رجالاً ونساء، ساقهم موثقين إلى أورشليم، لأن اليهود

 هناك كانوا يعودون في شؤونهم الناموسية إلى رئيس الكهنة في أورشليم.

وفي الطريق ظهر الرب يسوع لشاول في نور من السماء فسقط شاول على الأرض وسمع صوتاً يقول له: "شاول، شاول لماذا تضطهدني؟!"

bapteme-de-st-paul

فارتعد وتحيّر جداً. ثم سأل: "يا رب ماذا تريد أن أفعل؟!"،  فقال له الرب أن يدخل إلى المدينة فيقال له ماذا ينبغي أن يفعل. فدخل، وكان لثلاثة أيام لا يأكل ولا يشرب ولا يبصر منظراً رسولاً من عند الله وهو يصلي.

هذا الرسول الذي بعث به الرّب يسوع المسيح إلى شاول هو إياه حنانيا الذي نحتفل بتذكاره اليوم.

جاء في سفر أعمال الرسل أن الرّب قال لحنانيا في رؤيا أن يذهب إلى الزقاق المسمّى المستقيم، وهو الذي يطل عليه مقرّ البطريركية اليوم، ويسأل في بيت المدعو يهوذا عن رجل طرسوسي اسمه شاول رأى في رؤيا رجلاً اسمه حنانيا داخلاً وواضعاً يده عليه لكي يبصر.

فتهيّب حنانيا الأمر، للوهلة الأولى، لأن شاول كان معروفاً في المدينة كلّها كم من الشرور صنع بالقدّيسين الذين في أورشليم، وإنّه جاء إلى دمشق بنيّة القبض على المزيد من المؤمنين وزجّهم في السجون بأمر من رئيس الكهنة.

لكن الرّب هدّأ من روع حنانيا قائلاً له: " اذهب، لأن هذا لي إناء مختار ليحمل اسمي أمام أمم وملوك بني إسرائيل، لأني سأريه كم ينبغي أن يتألم من أجل اسمي".

فمضى حنانيا كما أمره الرّب ودخل البيت ووضع يديه على شاول قائلاً: "  أيها الأخ شاول، قد أرسلني الرّب يسوع الذي ظهر لك في الطريق الذي جئت فيه لكي تبصر وتمتلئ من الروح القدس ".

فللوقت وقع من عيني شاول شيء كأنّه قشور فأبصر في الحال، وقام فاعتمد وتناول طعاماً فتقوّى.

هذا كل ما يذكره سفر أعمال الرسل عن حنانيا.

لكن، ورد في التراث أنه أحد الرسل السبعين وأنه جُعل أسقفاً على دمشق وبشّر بالكلمة في بيت جبرين الفلسطينية ،وأتى بالعديد من الوثنيين إلى الإيمان، وأعطاه الله موهبة صنع العجائب. ويقال أن عمله البشاري في بيت جبرين كلّفه حياته وأنه مات رجماً.