١٤٠٠ سنة على رقاد القدّيس يوحنا الرحيم، وكورال…



2018-11-09

1400 سنة على رقاد القدّيس يوحنا الرحيم، وكورال الكِنَّارَةُ الروحية يرتل في ليماسول.
البطريرك يوحنا العاشر "وجود الكورال في ليماسول هو دليل على تمسّك شبابنا بكنيستهم ومحبّتهم للخدمة رغم الضيقات."

9 تشرين الثاني 2018 
ليا عادل معماري، ليماسول، قبرص 

لمناسبة مرور 1400 سنة على رقاد القدّيس يوحنا الرحيم شفيع مدينة ليماسول، أحيت جوقة الكِنَّارَةُ الروحيّة أمسية بيزنطيّة مرتّلة في مطرانية ليماسول_ قبرص بقيادة الشمّاس ملاتيوس شطاحي، وذلك بدعوة مِن متروبوليت ليماسول المطران أثناسيوس، بحضور غبطة البطريرك يوحنا العاشر الذي زيّن الأمسية بكلماته الطيّبة التي أذهلت الحضور.

أمسية الكِنَّارَةُ الروحيّة أتت في إطار المشاركة بالاحتفالات المخصصة بعيد القدّيس يوحنا الرحيم. 

وحضر الأمسية مِن الجانب الأنطاكي: 

الأساقفة موسى (الخوري)، أفرام (معلولي - الوكيل البطريركي)، رئيس دير سيّدة البلمند البطريركيّ الأرشمندريت رومانوس الحنّاة، الأرشمندريت برثنيوس اللاطي، كاهن الرعيّة الأنطاكيّة في ليماسول الأب ميشال سابا، كاهن رعيّة القدّيسة هيلانة في باريس الأب بولس مراد، رئيس الشمامسة الأرشيدياكون جراسيموس كباس.

ومِن الكنيسة القبرصيّة الأسقف نيقولاوس (أماثوس)، وكيل المطران مورفو الأرشمندريت فوتيوس، الأرشمندريت اسحق بندلي، وعدد مِن الرهبان وفعاليّات مدينة ليماسول وحشد كبير من المؤمنين.

على مدار ساعتين ونصف، تفاعل الحضور الكنسي والشعبي مع الأداء المتميّز لجوقة الكِنَّارَةُ الروحيّة التي أنشدت تراتيل متعدّدة باللغتين العربيّة واليونانيّة، والتي تعود ألحان البعض منها إلى القرن العشرين، والبعض الآخر مستوحى مِن القرن السابع عشر، بالإضافة إلى أداء أغنيتين متميّزتين في التلحين والتأليف.

استهلت الأمسية الاحتفالية بكلمة ترحيبيّة ألقاها الأرشمندريت اسحق بندلي رحّب بها بالبطريرك يوحنا العاشر والوفد الكنسيّ المرافق لغبطته، كما حيّا كورال الكِنَّارَةُ الروحيّة فردًا فردًا مثنيًّا على مشاركة الجوقة في احتفالات عيد القدّيس يوحنا الرحيم شفيع مدينة ليماسول.

ومِن ثم، ألقى متروبوليت ليماسول المطران أثناسيوس كلمة رحّب بها بغبطة البطريرك يوحنا العاشر مشدّدًا على عمق العلاقات الطيّبة التي تسود بين الكنيستين واصفًا البطريرك يوحنا ببطريرك المحبّة والأخوّة والانفتاح، شاكرًا الكورال على أدائه المتميّز والراقي والغني بالإرث الأنطاكيّ وعشقه للترتيل البيزنطي.

بعد ذلك، تحدّث الكاتب جورج كثريوتي عن كتاب القدّيس يوحنا الرحيم الذي أعدّه ليصار إلى إعلانه وتوزيعه في هذه المناسبة العظيمة إحياءً لذكرى رقاده 1400 سنة، متحدّثًا بإسهاب عن مضمون الكتاب وتفاصيله.

مقابل ذلك، رد البطريرك يوحنا بكلمة جوابيّة حملت جملة مواقف وثوابت كنسيّة ووطنيّة عبّر في بدايتها عن سعادته لوجوده في مدينة ليماسول بين أبنائه مِن الرعيّة الأنطاكيّة وسط أخوة تجمعه مع متروبوليت ليماسول المطران أثناسيوس والرهبان المقيمين في متروبوليتيّة ليماسول، مؤكّدًا أن متروبوليتيّة ليماسول قد شهدت في عهد المطران أثناسيوس تطوّرًا وازدهارًا روحيًّا وفكريًّا. هذا الازدهار الذي ينمو مِن الغرس الصالح المغروس بشخص المطران أثناسيوس وبحكمته وروحانيّته وصمته ومحبّته للناس وللشبيبة.

وفي الشق الكنسي، شدّد غبطته على عمق العلاقات الأخويّة التي تربط بين الكنيستين الأنطاكيّة والقبرصيّة الأرثوذكسيّة متطرّقًا إلى درب الآلام الطويل التي تمر به كنيسة أنطاكية في سوريّة والمنطقة، مِن تهجير وخطف وتدمير للحجر والبشر ودور العبادة والكنائس والأديرة. 

لكن وبالرغم مِن كل ذلك، فإن كنيسة أنطاكية هي شهيدة وشاهدة للحق والإيمان النابض الذي لا ينطفئ مِن قلوب أبنائها رغم الضيقات وعتمات الدهر.

واضاف غبطته، إذا ما تعمّقنا اليوم بوجود كورال الكِنَّارَةُ الروحيّة في قبرص لهو دليل على تمسّك الشبّان والشابات بلغتهم ومحبتهم لكنيستهم وللخدمة والعطاء، وهذا هو فعل التحدّي والإيمان والنور تجاه العواصف وقساوة العيش. 

وأوضح، لا زال مسلسل الإرهاب يتنقّل في منطقتنا وسط تعتيم على ملف مطراني حلب بولس يازجي ويوحنا إبراهيم، وانتهاكات مستمرّة لحقوق الإنسام وتفشّي الكراهية والحقد، ولكنّنا وبالرغم مِن ذلك، إنّنا باقون وثابتون في ديارنا حتى الموت.

كما تحدّث غبطته عن زيارة القبارصة إلى كنائس وأديرة سورية وعشقهم لعراقة وقداسة تلك الأديرة التي بقيت صامدة رغم الغمامة السوداء.
وفي الختام، شكر غبطته المطران أثناسيوس على محبته، كما هنأ كورال الكِنَّارَةُ الروحية على أدائه المتميز متمنيا" له المزيد من الإزدهار والعطاء. 

وفي الختام، جرى تبادل للصور التذكاريّة والتمس الجميع بركة البطريرك يوحنا العاشر ومتروبوليت ليماسول المطران أثناسيوس.