البطريرك يوحنا العاشر يقيم القدّاس الإلهي في…



2018-11-11

البطريرك يوحنا العاشر يقيم القدّاس الإلهي في كنيسة القدّيس إغناطيوس الأنطاكي – ليماسول- قبرص، ويؤكد من هناك "أن بلادنا هي بلاد جريحة وكنيستنا هي كنيسة شاهدة وشهيدة، وعلاقتنا مع الكنيسة القبرصية هي علاقة العائلة الواحدة".

11تشرين الثاني 2018 
ليا عادل معماري، ليماسول، قبرص

في إطار زيارته لمتروبوليتية ليماسول - قبرص للمشاركة في احتفالات مرور 1400 سنة على رقاد القدّيس يوحنا الرحيم شفيع مدينة ليماسول، أقام البطريرك يوحنا العاشر القدّاس الإلهي في كنيسة القدّيس إغناطيوس الأنطاكي (الأمطوش الأنطاكي)_ ليماسول_ قبرص. 

شارك غبطته في خدمة القدّاس متروبوليت ليماسول المطران أثناسيوس والأساقفة: موسى (الخوري)، أفرام معلولي (الوكيل البطريركي)، والأسقف نيقولاوس (أماثوس- قبرص)، والأرشمندريت إسحق بندلي وكيل المتروبوليت أثناسيوس، الأرشمندريت رومانوس الحناة رئيس دير سيدة البلمند البطريركي، الأرشمندريت برثنيوس اللاطي، الأرشمندريت ألكسي شحادة مدير دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، كاهن رعية القدّيسة هيلانة في باريس الأب بولس مراد، كاهن رعية القدّيس إغناطيوس الأنطاكي في ليماسول الأب ميشال سابا، الأرشيدياكون جراسيموس كباس (رئيس الشمامسة)، وشمامسة ورهبان.

وقد خدمت القدّاس جوقة الكنارة الروحية البطريركية التي أتت خصيصًا إلى ليماسول للمشاركة في احتفالات القدّيس يوحنا الرحيم ولمرافقة غبطة البطريرك يوحنا العاشر.

القدّاس أقيم بحضور السفيرة اللبنانية في قبرص السيدة كلود حجل، رجل الخير والمعطاء السيد عيسى عودة وعقيلته دوللي عودة، وعدد كبير من أبناء الرعية الأنطاكية في ليماسول_ قبرص.

ومن جوهرة ليماسول كنيسة القدّيس إغناطيوس الأنطاكي عبر البطريرك يوحنا العاشر في مستهل عظته الروحية عن محبته الكبيرة وشكره العميق للمطران أثناسيوس على دعوته لشخصه وللوفد المرافق ولكورال الكنارة الروحية البطريركي للمشاركة في احتفالات مرور 1400 سنة على رقاد القدّيس يوحنا الرحيم، وهذا ما يؤكد عمق العلاقات الطيبة والمتينة والأخوة التي تربط بين الكنيستين الأنطاكية والقبرصية وخصوصًا ليماسول ما يعطي شهادة فرح وسلام لكل العالم.

وتابع غبطته، عندما أنشدت ورتلت جوقة الكنارة الروحية البطريركية آتية من دمشق بدعوة من المطران أثناسيوس، شعرنا أننا أخوة في الكنيسة وواحد في المسيح يسوع مهما بعدت المسافات الجغرافية من جهة، وتأكيد تمسك شباننا وشباتنا بكنيستهم ومحبتهم للخدمة والعطاء الكنسي من جهة ثانية، ومن هنا أقول: "نحن ثابتون وباقون في ديارنا".

وفي الشق الروحي، حث البطريرك يوحنا العاشر الشعب المؤمن على التمسّك بوصايا الإنجيل وتطبيقها في حياتنا ومسلكنا وتصرفاتنا قائلًا:
"لا يكفي أن يحفظ الإنسان عن ظهر قلب الكتب المقدسة، بل عليه أن يعمل ويصنع ويتصرف بموجب الكلام الإلهي ووصايا الإنجيل لأن الإيمان القويم يفترض أن ينبع من الإنسان والحياة المستقيمة، وبالتالي علينا أن نؤدّي عمل الرحمة بحياتنا تجاه الآخر أيًّا كان هذا الآخر دون تمييز".

كما تحدّث غبطته عن علاقته الأخوية والصداقة المتينة التي تربطه بالمطران أثناسوس واصفًا إيّاه بمطران الخدمة والصمت والتنسّك والعمل الدؤوب، المطران الذي يخدم الموجوعين ويعطي الفقراء والمحتاجين بعطاء كبير، المطران الذي يقف إلى جانب الشبيبة ويحتضنها بمحبته ورعايته، المطران الذي يساعد بكل ما يستطيع ويمد يده للآخر.

وعن الوضع في سورية قال غبطته: "نشكر الرّبّ أن سورية قد تعافت بشكل طبيعي في غالبية أماكنها والتي بدأت تنعم بالاستقرار وبعيش الأخوة بين سائر أطيافها لأن شعبها هو شعب محب ومسالم وما جرى في دياره هي روح غريبة عن مجتمعه وثقافته وحضارته.

وأكّد غبطته، أن بلادنا هي بلاد جريحة بخلاف البلدان الأخرى التي تنهمك بالصراع على المصالح والقوى، ومن هنا نشدّد على أن كنيسة أنطاكية هي شاهدة للحق وشهيدة لما قدمته من شهداء في سبيل إيمانهم لكنها بقيت كنيسة حية نابضة بشعبها الذي يسير على خطى آبائه وأجداده.

وفي الختام، رفع غبطته الصلاة من أجل فلسطين والقدس الجريحة والعراق والأردن وسورية ولبنان وسائر المنطقة سائلاً الله أن يعيد كل المخطوفين، وعلى رأسهم مطرانا حلب بولس يازجي ويوحنا إبراهيم، باعثًا رسالة محبّة إلى أبناء الكرسي البطريركي في بلاد الوطن والانتشار مؤكّدًا أنهم في قلبه دائمًا."

وشكر غبطته الأب ميشال سابا كاهن الرعية على جهوده وعطاءاته في سبيل خدمة الكنيسة وشعبها الطيّب، آملًا أن يصار قريبًا إلى إفتاح مركز بطريركي أنطاكي في ليماسول بجانب كنيسة القدّيس إغناطيوس الأنطاكي."

بعد ذلك، شكر الأب ميشال سابا غبطته على كلماته الأبويّة الطيّبة متمنيًّا له العمر المديد.

وفي الختام، التمس أبناء الرعية بركة البطريرك يوحنا العاشر وأقيمت مأدبة محبّة على شرفه والمطران أثناسيوس والوفد المرافق.