البطريرك يوحنا العاشر يتفقّد رعايا القدّيس…



2018-09-13

البطريرك يوحنا العاشر يتفقّد رعايا القدّيس نيقولاوس في مشغرة وجب جنين والقدّيس جاورجيوس في القرعون.

ويشدّد مِن هناك على ضرورة التشبث بالأرض ولقيا الآخر والعمل مِن أجل الإنسان.

ليا عادل معماري، زحلة

١٣ أيلول ٢٠١٨

" أيّها الآتي إلينا ثبّت فينا الوحدة والوئام"، عنوان طبع زيارة البطريرك يوحنا العاشر الرعائيّة إلى بلدة مشغرة في البقاع الغربي، يرافقه راعي أبرشيّة زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس المتروبوليت أنطونيوس (الصوري)، المطران نيفن صيقلي، والأساقفة لوقا الخوري، ثيودور غندور وآباء كهنة وشمامسة.

في مشغرة، أعد أبناء البلدة لغبطته استقبالًا شعبًّيا حاشدًا أمام كنيسة القدّيس نيقولاوس للروم الأرثوذكس، حيث ترجّل غبطته ودخل إلى الكنيسة وسط اقواس النصر ونثر الأرز والورود واللافتات المرحّبة والمهلّلة للآتي باسم الرّب.

بعد ذلك، أقام غبطته صلاة الشكر على نيّة أبناء البلدة مقدّما للكنيسة كأسًا مقدّسًا.

وتلى كاهن الرعيّة الأب متري الحصان كلمة ترحيبيّة بغبطته مؤكّدًا أن مشغرة ارتدت لباس الفرح مع قدومه وشهدت على عرس المحبّة والتلاقي ثم، اقيم حفل استقبال في صالون الكنيسة بحضور فعاليّات البلدة على اختلاف كنائسهم وطوائفهم وحشد كبير من المؤمنين.

وتوالى على الكلام كلّ مِن رئيس البلديّة جورج الدبس، وفضيلة الشيخ امام عباس ديبي، والأساتذة نزيه حجار ومحمد الخشن سحمر، محسن حمود وجميعهم أكّدوا أن مشغرة بلدة مستقيمة في الانفتاح والتلاقي، بحيث خطفت الأضواء مع قدوم غبطته، وكلّ ما هو على أرضها قد تهلّل. ولكن هذه البلدة تحتاج إلى الكثير مِن الانماء للنهوض في ظروفها المعيشيّة نحو خلاص الإنسان.

بدوره، رد البطريرك يوحنا العاشر بكلمة جوابيّة شاكرًا وقائلًا:
"لا عتمة في مشغرة إنما تسطع منها الأنوار دائمًا، هذه الأنوار المنبثقة من وجوه أبنائها ومحبّتهم لبعضهم البعض تدل على التاريخ الواحد والحضارة الواحدة التي تجمع بيننا دون تمييز. هذا هو تاريخنا المشترك، هكذا كنّا وسنبقى."

في ختام الاستقبال، قدّم أبناء الرعيّة لغبطته هدايا تذكاريّة عربون محبّة وتقدير ملتمسين بركته الأبويّة.
ومِن بلدة مشغرة، سلك موكب البطريرك يوحنا العاشر والوفد المرافق الطريق المؤديّة إلى بلدة قرعون، قرعون المُحبّة، التي ازدانت بصورة غبطته وأقواله الصائبة نحو تفّعيل المحبّة ولقيا الآخر، حيث أعد له أبناء البلدة على اختلاف طوائفهم صغارًا وكبارًا، شيبًا وشبابًا، مسيحيين ومسلمين استقبالًا يليق بمقامه الكنسّي الكبير بعنوان "بقلوب ملؤها المحبّة، وأفئدة تنبض بالمودة "أهلًا بك في بلدتك القرعون في ساحة العيش المشترك"، وبهذا العنون بدأ عرس القرعون الذي ازدان بالكلمات المرحبّة مِن ائئمة وفعاليّات البلدة، وذلك قبل إقامة صلاة الشكر في كنيسة القدّيس جاورجيوس.

بعد ذلك، خاطب البطريرك يوحنا العاشر أبناء القرعون معبّرًا عن تأثّره العميق لحفاوة استقبالهم ومحبّتهم ولوجوده بينهم محييا محبّتهم لبعضهم البعض، وعيشهم تحت سقف هذه البلد عائلة واحدة ويدًا واحدة.

وتوجّه إلى العالم بأسره قائلاً:

"تعالوا وانظروا وتعلّموا مِن هذه المشهديّة الروحيّة الوطنيّة المحبّة والاخلاص للإنسان والوطن، مناشدًا المسؤولين وكلّ من هم في موقع القرار بالعمل على كشف مصير مطراني حلب بولس ويوحنا."

بعد الاستقبال، أقام غبطته صلاة الشكر في كنيسة القدّيس جاورجيوس بحضور فعاليّات البلدة ومجلس بلديتها ومؤمنين، مقدّما لكاهن الرعّية الأب بولس الحداد كأسًا مقدّسًا للكنيسة.

وبدوره، سرد الأب بولس حكاية القرون مع التاريخ والنضال والإيمان والصمود. وفي ختام الزيارة، التمس الشعب المؤمن بركة البطريرك يوحنا العاشر الأبويّة.

مِن القرعون، واصل البطريرك يوحنا العاشر زيارته الرعائيّة إلى بلدة جب جنين في البقاع الغربي، حيث كان في استقباله نائب رئيس مجلس النوّاب دولة الرئيس إيلي الفرزلي وعقيلته السيّدة اولغا الفرزلي، النائب آيلي ديميرجيان، رئيس بلديّة جب جنين، رئيس ومجلس البلديّة وفعاليّات البلدة وجمهور مِن المؤمنين.

ومِن ساحة البلدة، سار البطريرك يوحنا العاشر في مسيرة شعبيّة محاطًا بالإكليروس والمؤمنين، وذلك على وقع قرع الأجراس وعزف فرق الكشافة وصولًا إلى كنيسة القدّيس نيقولاوس، حيث أقام صلاة الشكر على نيّة البلدة، ومقدّمًا لكاهن الرعيّة الاب متري الحصان كأسًا مقدّسًا.

وكانت كلمة للسيّدة ليليان معلوف حنا تحدّثت فيها عن دور المرأة على الصعيد الروحيّ والاجتماعيّ مرحبّة بغبطته على أرض جب جنين.

تلتها كلمة عفويّة للأب طوني رزق كاهن رعيّة الروم الملكيين الكاثوليك في جب جنين واصفًا غبطته بأنّه بطريركًا للجميع دون استثناء.
وبلفتة مليئة بالاحترام والتقدير لشخص غبطته، قدّم دولة الرئيس إيلي الفرزلي وعقيلته السيّدة اولغا أيقونة للبطريرك يوحنا تحمل صورة شفيعه القدّيس يوحنا.

وعبّر دولة الرئيس إيلي الفرزلي عن سروره وغبطته لوجود البطريرك يوحنا في هذه المنطقة التي تتعطّش للقياه ولمواقفه وثوابته الكنسيّة.

مقابل ذلك، ألقى غبطته كلمة قال فيها:
"أوافيكم بسلام المسيح، السلام مِن القلب إلى كلّ فرد منكم مسيحيين ومسلمين دون تمييز. ودعوني أشدّد على بعض الثوابت وهي: أنّنا لا نخاف رغم الأوجاع والضيقات باقون ومتجذّرون، هنا ولدنا، هنا سنعيش وهنا سنموت، ولن نسمح للرياح العاتية أن تهزّ اتّحادنا مع بعضنا بعض، وسنحافظ على تاريخنا وحضارتنا ومحبّتنا لبعضنا البعض."

بعد ذلك، قدّم غبطته كأسًا مقدّسًا للكنيسة.

وفي الختام، التمس الشعب المؤمن بركة البطريرك يوحنا العاشر الأبويّة.