غبطة البطريرك يازجي: الشدّة تولّد الرجال ولن نرزح…



2014-10-04

في حوار صريح ومفتوح مع الثورة أون لاين.

غبطة البطريرك يازجي: الشدّة تولّد الرجال ولن نرزح تحت صعوبة الأيام التي نمر بها بل سنتجاوزها

كلّنا مجندين لحماية أرضنا وعرضنا وشرفنا وكرامتنا في هذا البلد، نحن جميعاً إما أن نقف سوية أو نقع سوية

مخطئ من يظن أن موضوع المسيحيين هو إحدى الأوراق التي يمكن أن يستخدمها للوصول إلى أهداف معينة

لن نكون مثل "تلاميذ" نذهب إلى قاعة ونستمع إلى دروس تقال لنا لا يمكن لنا أن نكون في هذا الموقع

ثورة أون لاين: التقت صحيفة الثورة أون لاين صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق للروم الأرثوذكس وأجرت معه حواراً مفتوحاً تناول القضايا العامة التي تمر بها بلادنا وما تمر به من أزمة، وكعادته تناول البطريرك يازجي هذه القضايا بكل صراحة ووضوح وشفافية، وفيما يلي نص الحوار:

اعتليتم السدة البطريركية في ظروف استثنائية، ما هو الدور الذي لعبته الكنيسة الأنطاكية الأرثوذكسية كجزء من النسيج السوري ، وما الذي قامت وستقوم به؟

بداية نود أن نتوجه لشعبنا السوري بأكمله ولأخوتنا المسلمين بشكل خاص بأحر التهاني بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك وكل عام وأنتم بخير،

البطريركية وشعبنا المسيحي الأرثوذكسي هو شريحة أساسية مكونة من شرائح البلد نحن سوريين أبناء هذا الوطن هنا ولدنا وآباؤنا وأجدادنا، والمسيحية انطلقت من هنا، ونشعر أننا مع كل أطياف البلد عائلة واحدة، فالبطريركية كما كانت عبر التاريخ ومازالت ورجاؤنا أنها ستبقى عنصراً أساسياً في العيش الكريم المشترك، في تثبيت كل القواعد والأسس الوطنية والتاريخية التي تجمعنا منذ أن كانت المسيحية في هذه الديار ومنذ أن أتى الإسلام نحن عشنا سوية وبنينا تاريخاً واحداً، ومستقبلنا هو مستقبل واحد دون شك.

من خلال متابعتكم وعلى عدة صعد،هل من جديد في قضية المطرانين المخطوفين؟

للأسف لا يوجد أخبار موثوقة عن أخوتنا المطارنة، يوجد أقاويل وروايات كثيرة، صلاتنا لهم أن يكونوا بسلام وصحة جسدية هم وكل مخطوف في هذا العالم، نتمنى أن يتم الإفراج عنهم قريباً وأن يكونوا بيننا، الآن وبعد سنة ونصف تقريباً، ووسط هذا التعتيم الكامل، هذا يجعلنا نتساءل ونوجه الكلام للمجتمع الدولي للحكومات للمنظمات للهيئات الدولية بأكملها لكل المراجع المختصة، أين شعارات حقوق الإنسان، من هذه اللامبالاة الكاملة في التعاطي مع الموضوع، وهذا الصمت المطبق، ومعظم الروايات والأقاويل التي تردنا لا أساس لها، كما يقول التعبير "وكأن الأرض انشقت وابتلعتهم" ولكن، نحن بلا شك نتابع القضية مع المراجع المختصة دون يأس وبكل استمرارية.

إذا أرادوا استخدام قضية خطف المطرانين كورقة لتفتيت المنطقة وتجزئتها، وإذا كان البعض يظن أن موضوع المسيحيين هو إحدى الأوراق التي يمكن أن يستخدموها للوصول إلى أهداف معينة، وإذا ظنوا أنهم يغذوا من خلال هذا الملف الأسلوب في تهويل المسيحيين وتخويفهم، نحن نقول لهم رغم صعوبة الظرف ورغم مرارة الأيام إنهم مخطئون تماماً، لأن ذلك لا يخيفنا ولا يدفعنا إلى تغيير رأينا أو أن نتنازل عن أي حق نحن متمسكون به. نحن كمسيحيين نعيش إلى جانب أخوتنا المسلمين في هذه الديار الكريمة لا شيء يفصلنا عنهم.

m1


أكثر من أربعة عشر قرنا من التعايش الأخوي بين شتى الطوائف في المنطقة ولم تعصف على مر التاريخ مثل هذه الأزمة بالمنطقة، ألا تحتاج هذه المرحلة الاستثنائية إلى خطوات استثنائية؟

كلنا مجندين لحماية أرضنا وعرضنا وشرفنا وكرامتنا في هذا البلد، نحن جميعاً إما أن نقف سوية أو نقع سوية، يسألونا اليوم ما رأيكم يا صاحب الغبطة بموضوع "حماية المسيحيين" ، في الحقيقة هذا تعبير جديد على مسامعنا، نفاجأ دائما عند الحديث عنه، نحن عشنا تاريخاً واحداً وبنينا حضارة مشتركة، ولنا مستقبل واحد، ربما نختلف أحياناً عبر التاريخ كما تختلف العائلة الواحدة فيما بينها، ولكن تبقى العائلة عائلة واحدة، عندما سئل رحمه الله فارس الخوري عن موضوع "حماية المسيحيين"، اعتلى حينها منبر المسجد الأموي وقال: أنا كعضو برلمان مسيحي أرفض الحماية الفرنسية أو الانكليزية وأطلب حماية أخوتي المصلين معي في هذا الجامع، هذا هو تاريخنا وهذا ما نبقى نؤكد عليه دائماً، هناك أشخاص كثيرون لهم أهداف أخرى يحاولون نشر أفكار أخرى، ولكن الشدة تولد الرجال ونحن لا نخاف.

نحن كبطريركية أنطاكية متجذرة في هذه الأرض، والكنيسة المريمية التي بقربنا عمرها مئات السنين، تشهد على أصالة وعراقة العيش المشترك والوجود المسيحي والإسلامي وعيشنا المشترك مع بعضنا البعض.

من حيث الفكر في عظاتنا وكتاباتنا وأحاديثنا وفي لقاءاتنا في الداخل والخارج، في الغرب في أمريكا وروسيا، مع الكنائس مع غير الكنائس، نوضح أولاً هذه الحقيقة، وهذا مهم جداً، أن تجعل الآخر يعرف حقيقة ما يجري، ولا نتركه لتضليل الإعلام المضلل، وليس فقط نقل الصورة المحقة، وإنما نقل الموقف على الأرض، فلا نكتفي بالتنظير والفكر، نحاول قدر المستطاع أن نكون إلى جانب شعبنا، نعزيه نقويه نساعده حتى بأموره الحياتية وليس المعنوية فحسب، فالتعزية متعددة الألوان والأشكال، ممكن أن تكون روحية أو نفسية أو مادية إلى ما هنالك، ويسرني أن أقول أننا كبطريركية نساعد الجميع، مسلمين ومسيحيين، مادياً وإنسانياً، دون السؤال عن الاسم، عن طريق دائرة العلاقات في البطريركية والتي تعنى بالأمور الوقفية والمالية والروحية والرعائية والكنسية وشؤون الإغاثة والمساعدات، كل نوع عمل له دائرة تهتم به.

عزفتم عن المشاركة في مؤتمر الدفاع عن المسيحيين في( واشنطن) بشكل شخصي خلافاً لموقف البطاركة ، ما هي وجهة نظركم ؟ وما الرسالة التي أردتم توجيهها للرأي العام من خلال استنكافكم عن الحضور؟

سؤال مهم ودقيق، وهناك ملاحظة يجدر أن أذكرها، وهو اعتذاري عن الحضور شخصياً في مؤتمر يحمل عنوان "الدفاع عن المسيحيين"، نحن لا نذهب إلى مكان ما، ليتم الدفاع عن المسيحيين في سورية، وهذا سبق وتكلما عنه من حيث المبدأ، كما أن المعطيات التي كانت بين أيدينا وبين أيدي المعنيين بالموضوع تشير إلى كثير من الغموض وعدم الوضوح، لأهداف هذا اللقاء وعنوانه، وماذا سينجم عنه، ما هي الرسالة التي ستطلب فيه، كل هذه التساؤلات جعلتني أعتذر شخصياً عن الحضور وطلبنا من أخينا المطران جوزيف زحلاوي وهو دمشقي الأصل وهو مطران كنيستنا في أمريكا طلبنا منه أن يمثلنا في هذا المؤتمر، وهذه رسالة مهمة جداً لأننا عندما نريد أن نتكلم عن المسيحيين في الشرق في سورية في لبنان في المنطقة فنحن المعنيون والملف ليس بأيدي الآخرين، ولن نكون مثل "تلاميذ" نذهب إلى قاعة ونستمع إلى دروس تقال لنا، لا يمكن لنا أن نكون في هذا الموقع.

هناك من يتعمد دفع أبناء سورية عامة إلى التفكير بالهجرة وترك الوطن من خلال ممارسات إرهابية على مناطق محددة، معلولا نموذجاً، ما هو الدور الذي تقوم به الكنيسة لدفع أبناء الوطن إلى زيادة التمسك بأرضهم ووطنهم والحد من انتشار مثل هذه الأفكار بين الشباب خاصة؟

نحن دائما ننادي بالبقاء والثبات في أرضنا، هنا بيوتنا وعائلاتنا ونشجع الجميع رغم صعوبة الحياة والظروف القاسية التي نمر بها، ولكن نحث دائماً ونشجع على الثبات في الأرض، يسرني أن أذكر أننا حضرنا منذ يومين حفل تخرج لطلاب الشهادة الثانوية الذين نالوا الشهادة السنة الماضية من مدرسة الآسية، والتي تتبع للبطريركية، وقد ترك لقاؤهم أثراً عميقاً في داخلي، حوالي أربعين إلى خمسين طالب حضروا حفل تخرجهم مع أهاليهم، وخاصة الابتسامة التي كانت على وجوههم والجو الذي خلقوه، وقد ذكرت لهم إننا اليوم نبعث برسالة للعالم أجمع أننا باقون، ورغم كل الظلمة المحيطة بنا، بوجودكم بفرحكم باحتفالكم تخترقون جدار الظلمة، وهذا الحدث هو نور يدل كم نحن متمسكون بأرضنا.

وفي نفس الوقت نحاول نحن –ككنيسة- أن نساعد الشباب بطريقة عملية مادياً واقتصادياً، قدر إمكانياتنا التي تبقى في النهاية محدودة، كما نسعى لإيجاد فرص عمل، بما يساعد الشباب على ارتباطهم ببلدهم، وتخفيف معاناتهم، ونحن متفائلون.

ولقاءاتنا مع الشباب تجري بشكل دائم، كنائسنا مفتوحة، وكل كنيسة فيها قاعات للاجتماعات للأخويات، للسيدات، للشباب والبنات، ومدارس الأحد والتعليم المسيحي، هذه النشاطات قد تتقلص أحياناً نتيجة الظروف، ولكن هي موجودة ومستمرة.

في شهر آب الماضي قمت بزيارة إلى الوادي، ويوجد لدينا كنائس كثيرة في تلك المنطقة، في الوادي وصافيتا وكفارين وغيرها، بقينا شهراً كاملاً، من قرية إلى قرية من كنيسة إلى كنيسة، التقينا الكبار والصغار، الشباب والكهول، الرجال والنساء، مسلمين ومسيحيين، بحضور شيوخ المساجد وأبناء القرية، وهدف هذا النشاط أن نكون إلى جانب شعبنا، وأن ندفعه ليكون عنده الرجاء والأمل، وأن لا نرزح تحت صعوبة الأيام التي نمر بها، بل نتجاوزها.

هل هناك تنسيق بين الزعماء الروحيين والعلماء من أصحاب الفكر المعتدل من أجل مواجهة الانحراف في عقائد عامة الناس والذي  تطفو نتائجه على السطح من خلال مشاهد قطع الرؤوس وتقطيع الأوصال، وهل هناك اتجاه لعقد مؤتمرات على مستوى الشرق الأوسط لوضع خطط عملية لهذه المواجهة؟

بالطبع هناك عمل مشترك مسيحي إسلامي للوصول إلى الإيمان الصحيح، هذه المشاهد تعكس انعدام الوجدان والضمير الإنساني ولا نربطها بالدين لأنها بعيدة كل البعد عنه، عندما يتم ذلك تحت اسم الله فهذا غاية في الانحراف، كما ذكرنا نحن أولاد البلد نعرف تماماً ما هو الإسلام السمح والحق ومن هم إخوتنا المسلمين، وهذا أيضاً ما يقولونه هم، ودائما نحن ننقل هذه الصورة إلى الغرب، فهم يعرفون عن الإسلام نظرياً بينما نحن هنا نعيش، وهذا بلا شك تشويه لصورة الدين.

نحن نعيش في هذه الأيام الكريمة في ذكرى تضحية ابراهيم أبي الآباء، حيث يعبر تقديم القربان أو الأضحية عن الإيمان بالرب، والخضوع له وأنك أسلمت نفسك لله، ثم توزعها على الناس الفقراء والمحتاجين كي يأكلوا منها، ولا ترسلها إلى السماء، هذا يعني أننا حين نقول عن مسلم إنه متدين يحتفي بعيد الأضحى فنحن نقصد ما يلي؛ أنه يقدم قرباناً لله تعبيراً عن الإيمان به والخضوع له وهذا الإيمان يشدك إلى أخيك الإنسان، فهو يهبها في النهاية إلى أخيه الإنسان الفقير المحتاج، كي يتمكن من تناول اللحم إن كان قد تعذر عليه ذلك، فإذاً لا يوجد دين ولا مبدأ إنساني، يقبل بالأمور التي تحدث وخاصة للأسف تحت شعار الدين، هذا مرفوض من المسلمين ومن المسيحيين، وأصبحنا نتيجة التطرف الأعمى نستخدم كلمة المعتدلين، بعدما فرضت علينا الأحداث قاموساً جديداً، وعلى كل حال نحن كلينا على تعاون ولقاء وتواصل مع بعضنا البعض، مع سماحة المفتي أحمد بدر الدين حسون الذي تربطنا به أخوة فبيته بيتنا وبيتنا بيته، نحن على حال واحد مع أخوتنا العلماء أصحاب الفضيلة والسماحة، وحتى عربياً مثل فضيلة شيخ الأزهر وكل من فيه ناموس الله، وأي إنسان يعمل ضميره والناموس الإلهي في داخله، فالجميع يرفضون التطرف كمؤمنين بالرب في سورية والمنطقة، ولكن بات واضحاً أن السياسة هي من يكمن وراء هذه التصرفات وليس الدين، ونرجو أن يفتح الناس قلوبهم لله، وأن يهتدوا، ويعرف ذلك الإنسان عندما يمسك السيف ويقول "الله أكبر" ويذبح أخيه، كما يذبح الدجاج، أين هو وأين يسير.

أقيمت عدة مؤتمرات ولقاءات في سورية ولبنان وغيرها وقد شاركنا في بعضها، على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وخرجنا دائماً بتوافق الجميع دون استثناء، مسلمين ومسيحيين على نبذ التطرف وعدم قبوله، من المهم جداً أن يسمع صوت الحق، وأن تقال الحقيقة وأن يعلن هذا الموقف للدول والمنظمات الدولية، في مجلس الكنائس العالمي في جنيف أقيم أكثر من مؤتمر، وهذه المؤتمرات لم تحمل طابعاً سياسياً، وإنما كانت لقاءات إنسانية كنسية تتبنى حقوق الإنسان.

كثر الحديث اليوم عن أن مواجهة التنظيمات المتطرفة مثل "داعش" وأخواتها تحتاج قبل كل شيء إلى فكر مضاد، ما هي رؤيتكم لهذا الفكر؟

لا يمكن أن نعطي لذلك الطابع الديني فما يقال عن "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، الجميع بما فيهم المسلمون يرفضون هذا الكلام عملياً، نرجو من الدول والهيئات المعنية بالموضوع أن توقف مصادر تمويل "داعش" وأمثالها، وأن يوقفوا إرسال السلاح لهذه التنظيمات، وإيقاف دعمهم معنوياً ولوجستياً، فإذا كانوا جادين في سعيهم للقضاء على هذه الروح المتطرفة، عليهم أن يوقفوا الدعم المادي والعسكري واللوجيستي لهم، هذه الرسالة التي أوجهها، وبعد ذلك يتركوا الباقي علينا.

فيما يخص الفكر أود أن أوضح أن جديدنا هو قديم، هذه الثوابت الوطنية والدينية التي عشناها في هذا البلد، أتى على ذهني ما حدث سنة 1919م حينما جاءت الهيئة الدولية التي أرسلتها عصبة الأمم وقتئذ إلى سورية، كي تخير المسيحيين بناء على حقوق الإنسان بين الانتدابين الفرنسي أو الانكليزي، وكان اللقاء هنا في هذه البطريركية بحضور البطريرك الراحل غريغوريوس الرابع، سألوه حينها: ماذا تختار يا صاحب الغبطة الانتداب الفرنسي أم الانكليزي؟ فكان جوابه أني أختار الانتداب الوطني، أنا أنتدب أخي وابن بلدي، هذا الانتداب الذي أريده... فالجديد الذي نريد أن نقوله هو قديم، ليس قديماً بمعنى البالي، بل الأصيل الذي عمره آلاف السنين، المغروس في قلوبنا، الذي رضعناه من صدور أمهاتنا، سوية مسلمين ومسيحيين، نتمسك ونتشبث به، هذا القديم هو مثل الخمر المعتق، كلما قدم كلما تجوهر.

هذه الدموية التي تحمل النفس الطائفي تم زرعها بعناية فائقة من خلال ضخ إعلامي مدروس، ألا نحتاج اليوم إلى برامج وخطط إعلامية مضادة تنشر الوعي وتعمل على إنشاء جيل جديد محصن مؤمن بالأخوة الوطنية قولاً وفعلاً، وما دوركم في صنع هذه المادة الإعلامية؟

الإعلام والتواصل يلعب دوراً أساسياً، وهنا في سورية الإعلام تنشط وبات له دور كبير وما لقاؤنا إلا دليل على ذلك، ونحن على تعاون وتجاوب وتفاعل دائم مع وسائل الإعلام الأساسية، وكمؤسسة كنسية نؤكد على دور الإعلام، والإعلام الكنسي بالنسبة لنا هو إعلام وطني، كما ذكرت لكم زرنا وادي النصارى لفترة شهر تقريباً، قلت لأحبائي حينها إني لم آت هنا للصلاة فقط، لا يمكن أن أقلص هدفي من الزيارة وأحصره في الصلاة فحسب، يمكنني أن أؤدي واجبي الديني في كنيسة المريمية التي لا يفصلني عنها سوى 30 ثانية، أنت تقيم الصلاة وتفتح قلبك على خالق الكون سيد السماء والأرض، ليجعلك في شركة مع أخيك الإنسان، وأنت في حدث وطني وليس في حدث روحي فحسب، وبالتالي الزيارة في شكلها زيارة كنسية، بطرك يزور كنيسته رعيته وكنائسه في الوادي، ولكن هو في الحقيقة حدث وطني بكل ما لهذه الكلمة من معنى، تمت تغطيته من جميع وسائل الإعلام، ونحن ككنيسة أنطاكية لدينا موقع على الانترنت، خاص بالبطريركية يهدف لنشر كل أخبار البطريركية، التواصل مع كل من يريد التعرف على الكنيسة تاريخها ونشاطاتها، ولدينا صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ويوجد راديو مستمر على مدار ال24 ساعة على موقع البطريركية، وبالطبع نستخدم كل هذه الوسائل الحديثة بما فيها الإعلام المسموع والمرئي ونسخرها لنقل الحقيقة.

 

كلمة أخيرة لغبطة البطريرك:

يجب أن ننتبه جداً لموضوع اللغة واستخدامها فهذا يقول انا مسلم وهذا يقول انا مسيحي، كنا نمر منذ فترة قرب جزيرة أرواد في طرطوس، قلت لهم انظروا إلى جزيرة أرواد أيام الاستعمار الفرنسي حولوها إلى سجن وضع فيه كل المواطنين الأبطال الذين عملوا من أجل الاستقلال ومن جميع الطوائف دون تمييز، نقرأ عن فارس الخوري وشكري القوتلي، لم يكتب أحد أنهم كانوا مسلمين أو مسيحين، بل ذكروا في التاريخ على أنهم سوريين...

أجرى الحـوار:  هانـي نقشـبندي وميسـون حـداد.