البطريرك يوحنا العاشر مختتمًا زيارته الرعائيّة…



2019-05-11

البطريرك يوحنا العاشر مختتمًا زيارته الرعائيّة إلى القسم اللبناني من أبرشيّة عكار الأرثوذكسيّة ويزور رعايا عيدمون، النهريّة، رماح، شيخلار، العوينات وشدرا.
ويؤكّد "عكار حفرت بقلبه وقلب الكنيسة الأنطاكيّة، والجنة الحقيقة هي لغة التآخي".
وبلدية عيدمون تسلم غبطته مفتاح البلدة.

وكلمات وصفت الحادي عشر من شهر أيار هو يوم تاريخي في سجلات عكار.

١١ أيار ٢٠١٩
ليا عادل معماري، عكار

اختتم البطريرك يوحنا العاشر زيارته الرعائيّة إلى القسم اللبناني من أبرشيّة عكار الأرثوذكسيّة بعد زيارة دامت ٨ أيام متتالية بدعوة من راعي الأبرشيّة المتروبوليت باسيليوس (منصور).

تفقّد غبطته رعية عيدمون التي أعدّت له استقبالاً شعبيّاً حاشداً في ساحة البلدة وسط قرع الأجراس وإنشاد التراتيل وزغاريد النسوة.

أقام غبطته صلاة الشكر في كنيسة القدّيس جاورجيوس بمشاركة راعي الأبرشيّة المتروبوليت باسيليوس (منصور) والوفد الكنسي المرافق وكاهن الرعيّة الأب بطرس جبر بحضور القاضي طارق بيطار، رئيس البلديّة العقيد المتقاعد جوزيف عبود، إمام مسجد عيدمون الشيخ لؤي الحاج، ممثّل العشائر الشيخ راشد جعفر، وأصحاب العلماء والفضيلة، وأهالي البلدة وفعالياتها.

بعد الصلاة، ألقى كاهن الرعيّة الأب بطرس جبر كلمة قال فيها: "أنتم الراعي الصالح، تأتون لتفقّد خرافكم في هذه الرعيّة التي تعيش العيش المشترك مع إخوتنا. نحن نفتخر ونعتز بالقرابة الروحيّة بين كل أطياف عكار".

بعدها، ألقى رئيس البلدية جوزيف عبود كلمة قال فيها:
"عيدمون هذه البلدة الوديعة التي استقبلتكم بحفاوة كبيرة قد تباركت بقدومكم وعنايتكم لها. إن شعاركم البطريركي يا صاحب الغبطة لم يكن مجرد كلاماً بل أتى نتيجة لإيمانكم وقد ترجمتموه واقعًا على هذه الأرض الطيّبة.
وأضاف: "لقد ناديتم يا صاحب الغبطة بلغات المحبّة والعيش الواحد، وهذه هي ثوابتكم وأخلاقكم الشامخة، فنحن قوم لا نخاف ونؤمن أن الأوطان لا تبنى إلا بالمحبّة". مقدّماً لغبطته مفتاح بلدة عيدمون.

بعد ذلك، ألقى إمام مسجد عيدمون لؤي الحاج كلمة قال فيها:

"جئنا اليوم لنؤكّد رسالتنا التي أتيتم من خلالها يا صاحب الغبطة، جئنا لنؤكّد أن الأديان أتت لتهذْب المجتمع والإنسان".

ثم ألقى ابن الرعيّة رامي حداد كلمة قال فيها:
"نحن نهلل فرحاً بقدومكم وبحضوركم يا صاحب الغبطة، وزيارتكم أعطتنا تبريكاً مضاعفاً، منوّهًا بمسيرة المطران باسيليوس (منصور) النهضويّة".

ورد غبطته بكلمة جوابيّة قال فيها:

"نعم يا أحبّة نحن في عيدمون اليوم، في هذه الزيارة الرعويّة السلاميّة، نعيش بمحبّة كعائلة واحدة، واليوم أتينا كي نكون معكم وبينكم، وأعلموا أن الجنّة الحقيقيّة هي وجهة التآخي. من عيدمون أدعو لكم صاحب السيادة المطران باسيليوس أن يزيدكم خيرات. ونحن ثابتون في ديارنا، عكار الغالية على قلوبنا جميعًا، وهذا هو بلدنا بلد العطاء اللامتناهي". مقدّماً للكنيسة إنجيلاً مقدّساً.

كما جرى تبادل للهدايا التذكاريّة والتمس الجميع بركته الأبويّة.

ومن بلدة عيدمون إلى النهريّة، حكاية الإيمان الراسخ والصمود قد تضاعفت، فأعد الأهالي لغبطته أمام كنيسة مار الياس استقبالاً شعبيّاً حاشداً، وأقيمت صلاة الشكر بمشاركة المطران باسيليوس والوفد الكنسي المرافق لغبطته وكاهن الرعيّة الأب الياس شبيب، في حضور اللواء ميلاد اسحق ممثّلاً قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، ورئيس البلديّة غابي اسحق وفعاليّات.

بعد الصلاة ألقى الأب الياس شبيب كلمة اعتبر فيها أن زيارة غبطته لعكار لهي حدث تاريخي، مستغرباً الصمت الدولي إزاء قضية اختطاف مطراني حلب، سائلاً الرب أن يريح قلب غبطته من هذا العبء الثقيل وان يفرح قلبه بعودتهما.

ثم كانت كلمتان لكل من رئيس البلديّة الذي رحّب باسم الأهالي "بهذه الزيارة العظيمة".

وضوميط اسحق الذي قال: "زيارتكم يا صاحب الغبطة منارة لكل أبناء هذه البلدة. فمجد أنطاكية أُعطي لكم"، منوّهًا بمسيرة المطران باسيليوس.

ثم قدمت له هدايا تذكاريّة من مجلس الرعيّة ومن البلدية ومن اللواء ميلاد اسحق.

وألقى غبطته كلمة قال فيها: "شيء عظيم للغاية أنكم بصبركم وجهدكم وتصميمكم لا زلتم تحافظون على عائلاتكم وتربّية أولادكم حسب مبادئ التقوى والصلاح. وفرحنا يزداد ونحن نشاهد بناء الكنيسة الجديد، ونأمل أن يكتمل، وهذا يدل على أننا لسنا خائفين، وصلاتنا يا أحبة هي صلاة من أعماق القلب، ومتجذرة في قلوبنا.

وأضاف: "عكار عظيمة، قوية، وكررنا هذا الكلام في أكثر من مكان، ونحن متجذّرون بأرضنا وبيوتنا مع كل أطياف هذا البلد، نحن والعائلة الواحدة نشهد للحق. وهذا ما يدل على أن المطران باسيليوس يعمل على بناء الإنسان ويسهر على خدمته".

ثم قدم البطريرك أيقونة العذراء مريم الى اللواء اسحق وإنجيلاً مقدّساً للكنيسة.

كما جرى تبادل للهدايا التذكاريّة.

ومن بلدة النهريّة، توجّه غبطته إلى بلدة رماح حيث عاش بعضاً من طفولته، في منزل جديه لأمّه، وكان له لقاء عائلي مع أبناء البلدة والرعيّة، سادته أجواء من الفرح حتى بات المكان أشبه بعرس أنطاكي طبعته لغة التأثر.

أقيم استقبال شعبي حاشد مهيب لغبطته والوفد الكنسي المرافق، عند مدخل كنيسة سيدة النجاة تعجز الكلمات عن وصفه حيث تعانقت السماء والأرض.

وذلك بحضور النائبين هادي حبيش ووهبي قاطيشا، الوزير السابق يعقوب صراف، ممثّل الوزير السابق اللواء أشرف ريفي حسن شندب، النائب السابق نضال طعمة، ممثّل قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون العقيد روبير فيداوي، راعي أبرشيّة عكار وتوابعها للروم الارثوذكس المتروبوليت باسيليوس (منصور)، مطران جبيل والبترون وتوابعهما سلوان (موسي)، أسقف صافيتا ديمتري شربك، كاهن الرعيّة الاب فؤاد جلاد، رئيس بلديّة رماح مطانيوس الراعي، وحشد كبير من أبناء البلدة والجوار.

وعلى وقع التراتيل وأجراس الكنائس دخل غبطته الكنيسة وأقام صلاة شكر.

ألقى بعدها الأب فؤاد جلاد كلمة ترحيبيّة دعا فيها بالرحمة للسيّدة المرحومة روز والدة غبطته، كما صلى أن يفك الرب أسر المطرانين المخطوفين. قائلًا: "إن هذه اللحظات لن تتكرّر وهي تجمعنا من لبنان والمهجر في هذه البلدة للّقاء بكم على بساط المحبة والإخاء والإيمان العميق، تعلّمنا منكم أن نقول الكلمة في محلّها وأن نعوض عن الكلام بحسن الأفعال وأن نكون متعاونين". 

كما تحدّث عن مزايا غبطته وثوابته منوّهًا بإنجازات راعي الأبرشيّة المطران باسيليوس (منصور).

ثم ألقى رئيس بلديّة رماح مطانيوس الراعي كلمة قال فيها: "منذ سنوات كان يأتي الى رماح طفل صغير، بصحبة والديه وإخوته، كان يأتي مشتاقًا لتمضية عطلة الصيف في بيت جده لأمه، كان يدخل إلى هذه الكنيسة كأي طفل من رماح والفرحة تغمره. واليوم يأتي هذا الطفل الى بلدته رماح كرأس للكنيسة الأرثوذكسيّة الأنطاكيّة. دخل الكنيسة وهو رأسها ولكن بفرحة ذاك الطفل الصغير الذي كان يأتي زائراً لبيت جده. رماح فخورة وفرحة بوجود غبطتكم في كنيستها. رماح فخورة بأنّها احتضنت قسماً من ذكريّات الطفولة لديكم يا صاحب الغبطة".

أما القاضي السابق الياس موسي فقال باسم عائلة موسي:

"إنّه البطريرك الزاهد والمترفع والمتواضع الذي لا يهتم لمزايا الحياة الفانية، صاحب القلب الكبير، عارضاً لمحطات تاريخيّة جمعته به "كقريب وكأسقف وكمطران واليوم كبطريرك على الكرسي الأنطاكي".
وأضاف: "بلدتكم رماح تنعم ببركتم، وأبناء الجوار يفرحون بقدومكم وهذه هي أجواؤنا اليوم وهذه هي رماح".

ثم ألقى المطران سلوان (موسي) كلمة قال فيها: "أشكر الرب على هذه النعمة، ونحن نشكر الله وأهلنا لأننا تربينا في هذه الأرض ولنا جذور فيها، وأشكر كل الذين شاركونا بنعمة البركة التي حلّت بحضور غبطته في بلدتنا".

ورد غبطته بكلمة توجه في مستهلها بالأدعية القلبيّة بأن يبارك الله الجميع وأبناء العائلة الذين حضروا أيضاً، قائلاً: "إنّها ذكريات حلوة حيث تربينا في هذه البلدة التي نتذكر فيها تلك الأجواء وملاعب الطفولة والتربية الحسنة. إن البلدة اليوم تطورت وتحسنت، وندعو لكي تنمو وتتطور أكثر بالبركة الإلهيّة وبجهد أبنائها المجتهدين".

واستذكر حضور المتروبوليت الراحل أبيفانيوس ذات يوم إلى رماح وكيف طلب منه القراءة في الكتاب المقدّس.
وقال: "إنني أشكر الله على كل نعمه وأدعو لكم بالصحة والقوة وأن تذكرونا دائماً بصلواتكم التي نحتاج إليها دائماً في كنيستنا الأنطاكيّة العظيمة. وأنا أشهد شهادة حق للمطران باسيليوس (منصور) وبكل ما عاينته في المحطات الرعائيّة التي حضرناها في عكار، ولمست خلالها حضوره ومشاركته جميع الأبناء والأخوة من كل الطوائف. نشكر الرب وندعو لسيادته بالقوة وهو الساعي ليلاً ونهاراً بقسمي الأبرشيّة اللبناني والسوري ليقدّم كل الممكن لهذه الأبرشيّة المحروسة بالله ولمنطقة عكار بكل أبنائها".

كما ذكر بإنجازات المثلث الرحمات بولس بندلي، واليوم بعهد المطران باسيليوس (منصور) تستكمل المسيرة وهنيئاً لكم بسيادته "فالكنيسة هي الشعب الطيب وهي قويّة بكم". 
ثم قدّم غبطته تاجاً مذهباً للمطران باسيليوس وإنجيلاً مقدّساً للكنيسة وصليباً مقدّساً لكاهن الرعيّة.

كما تسلّم غبطته هدية كنسية من الرعيّة، وسلم رئيس البلدية هدية كنسية للمطران باسيليوس.

وقد قدمت له عائلة موسي شمعدانين من الذهب للمباركة وإبريق الغسل مع صينية فضة، وهدية كنسية للمطران باسيليوس ومجموعة صور للمطران سلوان من الصغر حتى الكبر تجمعه وغبطته وأبناء العائلة والأقارب في بلدة رماح.

ثم زار البطريرك والعائلة مدافن جديه، حيث كانت صلاة، ثم وضع إكليلاً من الزهر على نصب الشهداء في البلدة.

كما افتتح غبطته المبنى البلدي الجديد. وجرى عرض فيلم وثائقي عن المستوصف المنوي إنشاؤه في البلدة.

من رماح، انتقل غبطته إلى كنيسة النبي إيليا في بلدة الشيخلار، حيث كان في استقباله النائب أسعد درغام، الوزير السابق يعقوب الصراف، الأب سيرافيم عوض كاهن الرعيّة، رئيس بلدية الشيخلار جوزيف عبود، وفعاليّات البلدة وذلك على وقع قرع الأجراس وحملة سعف النخيل والسجاد الأحمر وإنشاد التراتيل وتطيير حمام السلام.

بعد الاستقبال، أقام غبطته صلاة الشكر بمشاركة راعي الأبرشيّة المطران باسيليوس منصور والوفد الكنسي المرافق لغبطته وعدد من كهنة الرعايا.

وبعد صلاة الشكر ألقى الأب سيرافيم عوض كلمة رحب فيها بغبطته والحضور وقال: "في هذه المناطق دقت الأجراس فرحا، ابتهاجا بقدومكم، الشيخلار هي صورة عن أنطاكيّة، وستبقى".

وألقى موسى طعمة كلمة باسم أبناء البلدة، أكّد فيها عظمة هذه الزيارة وهذا اللقاء بين رأس الكنيسة الأنطاكيّة وأبناء رعيّته، قائلًا: "إن زيارتكم الرعائيّة الى أبرشيتنا التي يقود سفينتها المطران باسيليوس ستزيدنا تمسكا بهذه الارض، وهنا قبرنا وتاريخنا ولن نتخلّى عن كنيستنا المقدّسة، وقصة إيماننا ومحبّتنا لبعضنا البعض. هنا نعيش مع إخوتنا المسلمين لنبني معا ويدا بيد هذا الوطن".

كما كانت كلمة للدكتورة ريتا شدياق وهبة قالت فيها:
"ها نحن نجتمع اليوم سويًّا شيبًا وشبانًا لنرحب برجل الحكمة والتواضع، فقدوكم يعطينا الأمل والثبات والتمسك بأرض الآباء والأجداد".

ورد غبطته بكلمة جوابيّة قال فيها: 

"للحقيقة هذه الزيارة بركة ونعمة، ولقاؤنا مع بعضنا يعبر عما يختلج في قلبنا. ونحن فخورون بعكار وبأهلها وبكل هذه الوجوه التي نراها والتي تدل على عمق المحبة، وعلينا أن نحافظ على الطيبة والأصالة، ونحفظها بأحلى صورة، لنكون رسالة حق وسلام، منوها بمسيرة المتروبوليت باسيليوس وبعطائه". مقدماً للكنيسة إنجيلاً مقدّساً.

أما الأطفال فعبّروا بلغتهم البريئة عن محبتهم لغبطته.

ختاماً جرى تبادل للهدايا التذكاريّة والتمس الشعب المؤمن بركته الأبويّة. 

ومن الشيخلار إلى بلدة العوينات، توجّه موكب البطريرك يوحنا العاشر والوفد المرافق الى كنيسة السيّدة.

وأعد له أهالي البلدة استقبالاً مهيباً عند مدخلها وصولاً إلى باحة الكنيسة. فسار الجميع في مسيرة صلاة محاطين بغبطته.
بعد الاستقبال، أقام غبطته صلاة الشكر بمشاركة المطران باسيليوس (منصور)، أسقف صافيتا ديمتري شربك، رئيس دير سيدة البلمند البطريركي الأرشمندريت رومانوس الحناة، وعدد من الآباء الكهنة، بحضور الوزير السابق يعقوب الصراف، النائب السابق نضال طعمة، رئيس البلديّة جورج وهبة وفعاليّات البلدة.

بعد الصلاة، ألقى الأب الياس شبيب كلمة قال فيها:
"إن المنطقة مغتبطة اليوم بحضوركم إليها ومغمورة بمحبّتكم وقداستكم، وهذا هو عرس الفرح. أما أنتم يا صاحب السيادة المطران باسيليوس (منصور) فكم ضحيتم بوقتكم من أجل الأبرشيّة حتى باتوا يعرفونكم باسم مطران المشاريع".
أمّا غبطته فرد شاكراً وقائلاً: "نحن فخورون بكم وبصمودكم وتعلّقكم بالأرض، وصلاتي إلى ملاك الأبرشيّة كي تستمر بالعمل الذي تقوم به. فسيروا إلى الأمام وحافظوا على هذا الإرث العظيم".

ورفع غبطته الصلاة من أجل إحلال السلام في لبنان وسائر المنطقة، مقدّماً للكنيسة إنجيلاً مقدّساً.

كما قدّم أبناء الرعيّة لغبطته لوحة تسطّر صورته.
وفي الختام، التمس الجميع بركته الأبوية.

أما المحطة الختاميّة في القسم اللبناني من أبرشيّة عكار الأرثوذكسيّة، فرست عند بلدة شدرا الحدوديّة، وذلك برفقة المطران باسيليوس (منصور)، والوفد الكنسي المرافق لغبطته ولفيف من كهنة الرعايا، في حضور ممثّل رئيس الجمهورية اللبنانيّة العماد ميشال عون النائب أسعد درغام، النائبين هادي حبيش ووهبي قاطيشا، الوزير السابق يعقوب الصراف، النائب السابق نضال طعمة، قيادات عسكرية وأمنية وفاعليات من مختلف القرى والبلدات المجاورة.
وكان في استقبالهم عند مدخل البلدة رئيس البلديّة سيمون حنا وأعضاء المجلس البلدي، كاهن الرعيّة الأب يعقوب جبر ومجلس الرعيّة، ومخاتير وفاعليات البلدة، وحشد كبير من الأهالي الذين رفعوا الصور العملاقة واللافتات المرحبة بغبطته والمطران باسيليوس منصور.

بعد الاستقبال، وضع غبطته إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري لشهداء الجيش في شدرا، كما وضع تالياً حجر الأساس لحديقة شدرا العامة، في الباحة الخارجيّة لقصر عطية الجبور البلدي.

ثم انتقل غبطته إلى دير مار يعقوب قيد الإنشاء، وكان في استقباله المسؤول عن الدير الشمّاس جوزيف جبر، الذي قدّم شرحاً عن الدير ومراحل بنائه، وتسلّم إنجيلاً مقدّساً من غبطته.

بعد ذلك، سار الجميع في مسيرة صلاة سيراً على الأقدام، عانقتها الصلوات والتراتيل والشموع المضيئة وصولاً إلى باحة كنيسة النبي إيليا الغيور، حيث أقام غبطته صلاة الشكر على نية أبنائها.

بعد الصلاة، ألقى الأب جبر كلمة، رحّب فيها بغبطته والحضور والفعاليّات المشاركة قائلًا: "اليوم يا صاحب الغبطة، ليس يومًا عاديًّا في شدرا. لأنه من اليوم وصاعدًا، سنتذكّر أن الحادي عشر من شهر أيار، هو يوم تاريخي يؤرّخ لزيارة أوّل بطريرك لكنيستنا، تعطينا يا صاحب الغبطة الثبات، وأبناء شدرا حملوا سعف النخيل فرحين بقدوم أبيهم إليهم. قلبنا مطمئن لأن أبناء أنطاكية تحت رعايتكم وإشرافكم، كما أنّنا لا ننسى أبانا وراعينا باسيليوس (منصور)، الذي بذل ويبذل ما بوسعه، من أجل إنجاح هذه الزيارة".

وبدوره، توجّه رئيس البلدية سيمون حنا إلى غبطته بالقول: "غبطة أبينا البطريرك، أيّها الراعي الصالح الآتي باسم الرب، شدرا بكل أبنائها يغمرهم الفرح، بأن ختام جولتكم الرعويّة لعكار قد رست في هذه البلدة الوادعة، وكم نحن محظوظون بوجودكم بيننا، ومتلهفّون لبركتكم السلاميّة، بحضور المتروبوليت باسيليوس (منصور) والمطارنة والآباء الكهنة".

وأضاف: "أهلًا بكم في بلدتنا المتواضعة الحالمة بقدومكم المبارك، الذي سيزيدنا إيمانًا، ومحطة سنذكرها ما حيينا. وأعلم يا صاحب الغبطة، بأن هذه اللحظات العظيمة سنتركها إرثاً جميلاً مباركًا لأجيالنا القادمة... فباسم المجلس البلدي وأهلنا في البلدة، أرحّب بكم أجمل ترحيب، ونشكر الله بأنّنا من هذا الجيل، الذي واكب زيارتكم لبلدتنا ومنطقتنا".

وتابع: "إننا نغتنمها فرصة أيضًا، في حضور المتروبوليت الحبيب باسيليوس (منصور)، الذي له أياد بيضاء وإنجازات مشهودة، تستحق منّا جميعاً كل ثناء، ونحن نشهد كما شهدتم، على مدى النجاح الذي تحققه المدرسة الوطنيّة الأرثوذكسيّة، ونحلم بإنشاء فرع لها في بلدتنا، التي هي من كبريات البلدات الأرثوذكسيّة في عكار، فأولادنا يستحقون اكتساب خبرات هذا التألق".

وختم: "صاحب الغبطة، أنتم بالكلمة التي تنطقون، تكرّسون قيم التآخي وقيم السماحة، وما أحوجنا اليوم، في عكار، كما في كل لبنان، إلى الخطاب الروحي الهادف والملتزم القيم الروحيّة. عكار هذه المحافظة الفتية تكبر بمحبتكم، يا صاحب الغبطة، وتحتاج مؤازرتكم والتوصية بها في مراكز القرار".

وألقى الدكتور نعمة الديب، كلمة رعيّة بلدة شدرا قال فيها: "صاحب الغبطة، إنه لكسب روحيّ ومعنويّ وفكريّ كبير! وإنّه لشرف عظيم! أن يتحلّق جمهورنا، حول صاحب الغبطة، حامل الوديعة الأنطاكيّة المقدّسة، بكل ثقة وأمانة ومسؤوليّة، منذ تسلّمك السدّة البطريركيّة".

أضاف: "بقدومكم إلينا في هذه الأمسية السعيدة، تتألّق بلدتنا شدرا، فرحًا وابتهاجًا، ومعكم يا صاحب الغبطة، نستحضر صفحات روحيّة وتاريخيّة مشرقة، من تاريخ شدرا والتي أكسبتنا التجذّر في الأرض، والتعلّق بالهويّة المسيحيّة والعربيّة، على مر العصور والأزمان.

وختم: "إذا كانت عكار تعاني الحرمان المزمن، من إقامة المؤسسات والمشاريع الإنمائيّة والعمرانيّة، بيد أنها تغتني روحيًّا وإنسانيًّا، بفضل رعاة الأبرشيّة والكهنة والشمامسة وجمهور العلمانيين المؤمنين، فرعيّتنا المحروسة من الله، على تواصل وتعاون دائمين مع صاحب السيادة المتروبوليت باسيليوس (منصور)، منذ تسلّمه الأمانة، خلفًا للمثلث الرحمات المطران بولس بندلي".

بدوره، قال النائب وهبة قاطيشا: "شدرا اليوم مغتبطة جداً، وسرورها عظيم، باستقبال رسول بولس الرسول في ديارها".

أضاف: "زيارتكم غبطة البطريرك، تزيدها رسوخًا بإيمانها برسالة سيّدنا يسوع المسيح، القائمة على التضحية بالذات، من أجل إنقاذ الآخرين من الخطيئة، على نشر رسالة المحبّة والسلام والتآخي، وما تشهده اليوم غبطتك من تنوع في الحضور، ليس سوى إثبات لرسالة المحبة، التي نعمل على نشرها، فوق ربوع وطننا. هذا الجمع المتنوّع كباقة الزهور، ليس سوى نموذج عن لبنان كله".

وختم: "نشكرك سيّدنا على ختام زيارتك لعكار في شدرا، إذ جعلتنا نستذكر سيّدنا يسوع المسيح، في أولى عجائبه في عرس قانا الجليل، عندما ترك الخمرة الجيّدة لنهاية الاحتفال؛ فشكراً لأنّك تركت لشدرا أطيب البركات في نهاية جولتك الرعويّة".

ثم قدم النائب قاطيشا لغبطته هديّة تذكاريّة.

من جهته، شكر غبطته الحضور والفعاليّات المشاركة قائلاً: "أشكر الرب من أعماق قلبي على هذه الأيام، التي قضيتها معكم في عكار. عكار هي في قلب الكنيسة الأنطاكيّة، وإن كانت في الشمال اللبناني، فهي في قلب لبنان. لقد سررت بوجودي معكم في شدرا، وما يسمع من كلمات طيّبة تنبع من القلب. نشكر الرب أنّنا رأينا وجوه إخوتنا في عكار. رأينا الوجوه المبتسمة".

وأضاف: "نعم عندما نتحدّث عن شدرا، نتحدّث عن الإيمان الأرثوذكسيّ والأصالة، وهذا ما تحمله عكار في بلداتها. ونتوجه بالتهنئة لإخوتنا في شهر رمضان".

وتابع: "إن كنيستكم الأنطاكيّة هي كنيسة ضاربة في التاريخ، استمدّت إيمانها من القدّيسين. نحن هنا، حيث أراد الرب، أن نكون في هذه الديار، رغم وعورة الدرب في هذه الأيام. ونحن فخورون بعكار وبشدرا، وما شاهدت في عكار، هو شهادة في نفوس أبناء عكار وشدرا. وبمقدار ما نكون متحابين، بمقدار ما نؤدي رسالتنا بمحبّة".

ودعا للمطران باسيليوس بالصحة والعمر الطويل، آملاً أن يكون دير مار يعقوب نموذجًا روحيًّا يرى خلاله المؤمن وجه يسوع.

وختم: "أترك عكار وعكار في قلبي وقلب الكرسي الأنطاكي وقلب راعي الأبرشيّة. وإن كل ما قمنا به هو لمجد الله". مقدماً للكنيسة إنجيلاً مقدّساً.
كما تسلّم هدايا كنسية ورمزيّة من رئيس البلدية ومن مجلس الرعيّة عربون محبّة وتقدير.

ومع زيارته الرعائيّة إلى بلدة شدرا الحدوديّة، أنهى غبطته زيارته الرعائيّة إلى عكار التي كان قد بدأها في الرابع من شهر أيار ٢٠١٩ والتي حملت أكثر من جولة ومحطة تفقّدية تركت بصمات روحية تؤرخ لها عكار في سجلاتها التاريخيّة.