جواباً على رسالة البطريرك المسكوني حول التطورات…



2019-01-09


جواباً على رسالة البطريرك المسكوني حول التطورات الكنسية في أوكرانيا،
البطريرك يوحنا العاشر:

"نناشدكم التمهّل وعدم المسارعة إلى اتخاذ قرار لا يحظى بتوافق الكنائس المستقلة ونستحلفكم دعوة رؤسائها. لا يعقل أن ننهي إنشقاقاً على حساب وحدة الكنائس".

البلمند، ٩ كانون الثاني ٢٠١٩.

تلقى البطريرك يوحنا العاشر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس رسالة من البطريرك المسكوني برتلماوس الاول بطريرك القسطنطينية بتاريخ ٢٤ كانون الأول ٢٠١٨، لإعلامه بمُجرَيات أزمة الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا وبأنّ كلاً من السيد فيلاريتوس والسيد مكاريوس، قد تقدما منه بطلبات لجوء متكررة، وكذلك بأنه قد تلقى طلبات متكررة من الدولة الاوكرانية، مكتوبة وشفهية، تختص بمنح كنيسة بلدهم نظام الاستقلال الاداري الداخلي، اي الإستقلال الذاتي.

كما أعلَم قداستُه البطريركَ يوحنّا العاشر أنّ المجمع المقدس للكرسي القسطنطيني، والذي برأي قداسته، يعود له حصراً مسؤولية منح الإستقلال الذاتي للكنائس، قرر إعادة الاشخاص المذكورين، ومن معهم إلى درجات رئاسة الكهنوت والكهنوت التي كانت لهم سابقاً، وإلى الشركة الكنسية. ومن ثم ألغى قداسته الكتاب الصادر عن سلفه الدائم الذكر(ديونيسيوس الرابع) سنة 1686 والذي يعطى بموجبه بطريرك موسكو الإذن بسيامة متروبوليت كييف المنتخب من المجمع الاكليركي – العلماني، وطلب البطريرك برثلماوس من البطريرك يوحنا الاعتراف بكنيسة أوكرانيا المستقلة.

أنقر هنا لقراءة نص رسالة قداسة البطريرك المسكونيّ كاملاً 

بدوره، ردّ البطريرك يوحنا العاشر على رسالة البطريرك المسكوني برتلماوس الأول بتاريخ ٣١ كانون الأول ٢٠١٨، بأنه على اطلاع على المجريات والتطورات المتعلقة بالكنيسة الارثوذكسية في الدولة الأوكرانية. وعبّر عن قلقه، ليس فقط بسبب الشرخ الذي سببته في الكنيسة الارثوذكسية، وإنّما ايضاً بسبب تجاهل آراء الكنائس الارثوذكسية المحلية، معبراً عن مشتهاه أن يرى وحدة العالم الارثوذكسي تتثبت وتتوطّد في عهد قداسته. كما ناشد قداستَه التمهّل وعدم المسارعة إلى اتخاذ أي قرار لا يحظى بتوافق الكنائس الارثوذكسية المستقلة، اذ لا يعقل أن ننهي انشقاقاً على حساب وحدة العالم الارثوذكسي.

وقد اعتبر غبطته أنه من الأفيد لسلام الكنيسة ووحدتها، وللشهادة الأرثوذكسية الواحدة في عالمنا اليوم، تعليق هذه الاجراءات وتأجيلها، حتى تتم دراسة المسألة الاوكرانية وإيجاد حل أرثوذكسي جامع له.

وخلص بمخاطبة قداسته بالقول: "نستحلف قداستكم دعوة إخوتكم رؤساء الكنائس الارثوذكسية لتدارس هذه الامور لصون كنيستنا من المخاطر التي لن تؤدي إلى السلام والوئام لا في اوكرانيا ولا في العالم الارثوذكسي".

وفيما يلي نص رسالة البطريرك يوحنا العاشر

الأخ الكلي القداسة، بطريرك القسطنطينية-رومية الجديدة والبطريرك المسكوني، المحبوب جداً بالمسيح يسوع الإله، وشريك ضعتنا في الخدمة، السيد برثلماوس، يغمرنا الفرح ونحن نقبّل أُخوّتكم الجليلة في الرب ونقول،

نتوجّه إليكم في هذه الأيام المباركة، أيام التجسد الإلهي، بأحرّ الأدعية أن تكونوا بموفور الصحّة والعافية وأن تحمل السنة القادمة رحمات الرب وبركاته على العالم الأرثوذكسي والعالم أجمع.
أيها الأخ الحبيب،

لقد تلقينا رسالتكم المؤرّخة في ٢٤ كانون الأول ٢٠١٨ والتي تعلمونا فيها بالتطوّرات المتعلّقة بالكنيسة الأرثوذكسيّة في الدولة الأوكرانية، والتي نحن على اطلاع على مجرياتها، ولا نخفي على محبتكم أنها قد أقلقتنا ليس فقط بسبب الشرخ الذي سبّبته في الكنيسة الأرثوذكسيّة، ولكن أيضاً بسبب ما رافقها من تجاهل لآراء الكنائس الأرثوذكسية المحليّة.
الكلي القداسة،

نؤكد لكم، وانطلاقاً من محبتنا لشخصكم الكريم، أن مشتهانا هو أن نرى وحدة العالم الأرثوذكسي تتثبّت وتتوطد في عهدكم الميمون، وإذ يبدو من رسالتكم أنكم قد عقدتم العزم على الاستمرار في إجراءات منح الاستقلال الذاتي وإنهائها يوم عيد الظهور الإلهي، فإننا نناشدكم التمهّل وعدم المسارعة إلى اتخاذ أي قرار لا يحظى بتوافق الكنائس الأرثوذكسيّة المستقلّة. إذ لا يُعقل أن نُنهي انشقاقاً على حساب وحدة العالم الأرثوذكسي.

نودّ في رسالتنا هذه أن نعبّر لكم بمحبّة أخويّة، أننا ما زلنا نعتبر أنّه من الأفيد لسلام الكنيسة ووحدتها، وللشهادة الأرثوذكسية الواحدة في عالمنا اليوم، تعليق هذه الإجراءات وتأجيلها، حتى تتمّ دراسة المسألة الأوكرانية وإيجاد حلّ أرثوذكسي جامع لها.

لذلك نستحلف قداستكم بدعوة إخوتكم رؤساء الكنائس الأرثوذكسية لتدارس هذه الأمور لصون كنيستنا من المخاطر التي لن تؤدي إلى السلام والوئام لا في أوكرانيا ولا في العالم الأرثوذكسي.
محبتنا لكنيستنا الأرثوذكسيّة ولشخصكم المحبوب دفعتنا أن نسطّر هذه الكلمات مع رجائنا أن نرى العالم الأرثوذكسي موحّداً، وخاصّة في عهدكم الميمون، يشهد لحقيقة ربنا يسوع الذي تجسد من أجل خلاص العالم.

أختم كلماتي بأطيب الأدعية من دمشق محمَّلة بمحبة أبناء كنيسة أنطاكية.
دمشق، ٣١ كانون الأول ٢٠١٨.