تذكار‭ ‬مولد‭ ‬النبيّ‭ ‬السابق‭ ‬المجيد‭…



06-24


 

تذكار‭ ‬مولد‭ ‬النبيّ‭ ‬السابق‭ ‬المجيد‭ ‬يوحنّا‭ ‬المعمدان‭ :

يروي‭ ‬الإصحاح‭ ‬الأوّل‭ ‬من‭ ‬إنجيل‭ ‬لوقا‭ ‬خبر‭ ‬ميلاد‭ ‬النبيّ‭ ‬يوحنّا‭ ‬المعمدان‭. ‬
والداه‭ ‬هما‭ ‬زكريا‭ ‬الكاهن‭ ‬وأليصابات‭. ‬كلاهما‭ ‬من‭ ‬سبط‭ ‬لاوي‭ .‬زكريا‭ ‬من‭ ‬فرقة‭ ‬أبيّا‭ ‬وأليصابات‭ ‬من‭ ‬بنات‭ ‬هرون‭ ‬ونسيبة‭ ‬والدة‭ ‬الإله.‭

146 ‬
ملاحظة:‭ ‬فرقة‭ ‬أبيّا‭ ‬هي‭ ‬الثامنة‭ ‬من‭ ‬الفرق‭ ‬الكهنوتيّة‭ ‬الأربع‭ ‬والعشرين‭ ‬التي‭ ‬توّلت‭ ‬خدمة‭ ‬الهيكل‭ ‬بالتناوب،‭ ‬أسبوعاً‭ ‬لكل‭ ‬فرقة‭.‬
كان‭ ‬زكريا‭ ‬وأليصابات‭ ‬بارّين‭ ‬أمام‭ ‬الله‭. ‬لكنْ‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لهما‭ ‬ذريّة‭ ‬لأنّ‭ ‬أليصابات‭ ‬كانت‭ ‬عاقرًا‭. ‬وتقدّمت‭ ‬بهما‭ ‬الأيّام‭. ‬رغم‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يكفّ‭ ‬زكريا‭ ‬عن‭ ‬الطلب‭ ‬إلى‭ ‬الله،‭ ‬لإيمانه‭ ‬برحمة‭ ‬وتعطّف‭ ‬الله‭ ‬وكثرة‭ ‬عطاياه‭.‬

فبينما‭ ‬كان‭ ‬زكريا‭ ‬يقوم‭ ‬بأداء‭ ‬الخدمة‭ ‬في‭ ‬نوبة‭ ‬فرقته‭ ‬أمام‭ ‬الله‭ ‬في‭ ‬الهيكل،‭ ‬على‭ ‬حسب‭ ‬عادة‭ ‬الكهنوت،‭ ‬أصابته‭ ‬القرعة‭ ‬أن‭ ‬يدخل‭ ‬إلى‭ ‬هيكل‭ ‬الربّ‭ ‬ويبخّر‭. ‬وقف‭ ‬أمام‭ ‬مذبح‭ ‬البخور‭ ‬محجوبًا‭ ‬عن‭ ‬أعين‭ ‬جمهور‭ ‬الشعب‭ ‬وهم‭ ‬يصلّون‭ ‬خارجًا‭ ‬وقت‭ ‬البخور‭. ‬في‭ ‬تلك‭ ‬اللحظات‭ ‬تراءى‭ ‬له‭ ‬ملاك‭ ‬الربّ‭ ‬واقفًا‭ ‬عن‭ ‬يمين‭ ‬المذبح‭. ‬اضطرب‭ ‬زكريا‭ ‬لمرأى‭ ‬الملاك‭ ‬ووقع‭ ‬عليه‭ ‬خوف‭. ‬
لكن‭ ‬الملاك‭ ‬طمأنّه‭: ‬‮«‬لا‭ ‬تخف‭ ‬يا‭ ‬زكريا‭ ‬لأنّ‭ ‬طلبتك‭ ‬قد‭ ‬سُمعت‭ ‬وامرأتك‭ ‬أليصابات‭ ‬ستلد‭ ‬ابنًا‭ ‬وتسمّيه‭ ‬يوحنّا‮»‬‭.‬
 
وتابع‭ ‬الملاك‭ ‬فقال‭ ‬لزكريا‭: ‬‮«‬إنّه‭ ‬يكون‭ ‬لك‭ ‬فرح‭ ‬وابتهاج‭ ‬وكثيرون‭ ‬سيفرحون‭ ‬بولادته‭ ‬لأنّه‭ ‬يكون‭ ‬عظيمًا‭ ‬أمام‭ ‬الربّ‭ ‬وخمرًا‭ ‬ومُسكرًا‭ ‬لا‭ ‬يشرب‭. ‬ومن‭ ‬بطن‭ ‬أمه‭ ‬يمتلئ‭ ‬من‭ ‬الروح‭ ‬القدس‭. ‬ويرّد‭ ‬كثيرين‭ ‬من‭ ‬بني‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬الربّ‭ ‬إلههم‭ ‬ويتقدّم‭ ‬أمامه‭ ‬بروح‭ ‬إيليا‭ ‬وقوّته‭ ‬ليردّ‭ ‬قلوب‭ ‬الآباء‭ ‬إلى‭ ‬الأبناء‭ ‬والعصاة‭ ‬إلى‭ ‬فكر‭ ‬الأبرار‭ ‬لكي‭ ‬يهيئّ‭ ‬للربّ‭ ‬شعباً‭ ‬مستعداً‮»‬‭ (‬14:1-17‭).‬
 
شكّ‭ ‬زكريا‭ ‬بكلام‭ ‬الملك‭ ‬فأُخرِس‭ ‬إلى‭ ‬اليوم‭ ‬الذي‭ ‬تحقّق‭ ‬فيه‭ ‬مولد‭ ‬يوحنا‭.‬
 
فلمّا‭ ‬تمّت‭ ‬أيام‭ ‬أليصابات‭ ‬ولدت‭ ‬ابناً‭ ‬وسمع‭ ‬جيرانها‭ ‬وأقرباؤها‭ ‬أنّ‭ ‬الربّ‭ ‬عظّم‭ ‬رحمته‭ ‬لها‭ ‬ففرحوا‭ ‬معها‭. ‬وفي‭ ‬اليوم‭ ‬الثامن‭ ‬جاؤوا‭ ‬ليختتنوا‭ ‬الصبيّ‭ ‬وأرادو‭ ‬أن‭ ‬يسمّوه‭ ‬باسم‭ ‬أبيه‭ ‬زكريا‭. ‬فأجابت‭ ‬أمّه‭ ‬وقالت‭: ‬لا‭ ‬بل‭ ‬يُسمّى‭ ‬يوحنّا‭. ‬

وبعد‭ ‬جدل‭ ‬أومأوا‭ ‬إلى‭ ‬أبيه‭ ‬ماذا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يسمّى‭  ‬فكتب‭ ‬على‭ ‬لوح‭: ‬‮«‬اسمه‭ ‬يوحنّا‮»‬‭. ‬وللحال‭ ‬انفتح‭ ‬فمه‭ ‬وتكلّم‭ ‬وبارك‭ ‬الله‭ ‬وامتلأ‭ ‬من‭ ‬الروح‭ ‬القدس‭ ‬وتنبّأ‭: ‬‮«‬وأنتَ‭ ‬أيّها‭ ‬الصبيّ‭ ‬نبيّ‭ ‬العليّ‭ ‬تُدعى‭ ‬لأنك‭ ‬تتقدّم‭ ‬أمام‭ ‬وجه‭ ‬الربّ‭ ‬لتعدّ‭ ‬طرقه‭. ‬لتعطي‭ ‬شعبه‭ ‬معرفة‭ ‬الخلاص‭ ‬بمغفرة‭ ‬خطاياهم‮»‬‭(‬‮٧٦‬‭:‬‮١‬‭-‬‮٧٧‬‭).‬
 
وأمّا‭ ‬الصبيّ‭ ‬فكانت‭ ‬يد‭ ‬الربّ‭ ‬معه،‭ ‬وكان‭ ‬ينمو‭ ‬ويتقوّى‭ ‬بالروح‭ ‬وكان‭ ‬في‭ ‬البراري‭ ‬إلى‭ ‬يوم‭ ‬ظهوره‭ ‬لإسرائيل ‭)‬‮٨٠‬‭:‬‮١‬).


مكان‭ ‬ولادته‭:‬
 
يُذكر‭ ‬بناءً‭ ‬لشهادة‭ ‬الشمّاس‭ ‬ثيودوسيوس،‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬السادس‭ ‬الميلادي،‭ ‬أنّ‭ ‬يوحنّا‭ ‬وُلِدَ‭ ‬في‭ ‬عين‭ ‬كارم‭ ‬الحالية‭ ‬التي‭ ‬تبعد‭ ‬سبعة‭ ‬كيلومترات‭ ‬إلى‭ ‬الغرب‭ ‬من‭ ‬أورشليم‭.‬

 
طروبارية‭ ‬للنبي‭ ‬يوحنا‭ ‬المعمدان‭ ‬باللحن‭ ‬الرابع
 
أيها‭ ‬النبي‭ ‬السابق‭ ‬لحضور‭ ‬المسيح،‭ ‬إننا‭ ‬لا‭ ‬نستطيع‭ ‬نحن‭ ‬المكرمين‭ ‬إياك‭ ‬بشوقٍ،‭ ‬أن‭ ‬نمدحك‭ ‬بحسب‭ ‬الواجب،‭ ‬لأن‭ ‬بمولدك‭ ‬الشريف‭ ‬الموقر،‭ ‬انحلّ‭ ‬عُقْر‭ ‬أمّك،‭ ‬ورباط‭ ‬لسان‭ ‬أبيك،‭ ‬وكُرز‭ ‬للعالم‭ ‬بتجسد‭ ‬ابن‭ ‬الله‭.‬

 
قنداق‭ ‬باللحن‭ ‬الثالث
 
إن‭ ‬العاقر‭ ‬قبلاً‭ ‬تلد‭ ‬اليوم‭ ‬سابق‭ ‬المسيح،‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬كمال‭ ‬كل‭ ‬النبؤّات،‭ ‬لأن‭ ‬الذي‭ ‬تقدَمتْ‭ ‬فكرزَتْ‭ ‬بهِ‭ ‬الأنبياءُ،‭ ‬قد‭ ‬وضعَ‭ ‬هو‭ ‬يَدهُ‭ ‬عليهِ‭ ‬في‭ ‬الأردن،‭ ‬فظهر‭ ‬نبيَّاً‭ ‬كارزاً‭ ‬بكلمة‭ ‬الله‭ ‬وسابقاً‭ ‬لهُ‭.‬