الكنيسة الروسية الأرثوذكسية تحتفل بالذكرى العاشرة…



2019-01-31

الكنيسة الروسية الأرثوذكسية تحتفل بالذكرى العاشرة لتنصيب قداسة البطريرك كيريل في الكرملين- موسكو
والبطريرك يوحنا العاشر مشاركًا بالحضور الأنطاكي المتميز
الرئيس بوتين "يجب ألا تقع الكنيسة في فخ التجاذبات السياسية فيجب إبعادها" 

٣١كانون الثاني ٢٠١٩ 
ليا عادل معماري، موسكو 

أحيت الكنيسة الروسية الأرثوذكسية العظيمة والحيّة بإيمان شعبها الذكرى العاشرة لتنصيب قداسة البطريرك كيريل بطريركًا لموسكو وسائر روسيا. 

ثمار عشر سنوات لم يتم ذكرها بطريقة اعتيادية بل تم تأريخها وتسطيرها بأناشيد وتقارير وريبورتاجات توّجت سلّم الفضائل الأرثوذكسية التي خطها قداسة البطريرك كيريل. 

نعم، إنّها الأرثوذكسية التي تألقت بهذا التوهج الأرثوذكسي المهيب الذي توج الاحتفال الذي أقيم في قاعة الكرملين - موسكو. 

حضر الاحتفال الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين، بطريرك موسكو وسائر روسيا قداسة البطريرك كيريل، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق يوحنا العاشر، رئيس أساقفة بيتش متروبوليت بلغراد وبطريرك صربيا صاحب القداسة إيريناوس، وعدد من رؤساء الكنائس الأرثوذكسية ومطارنة وأساقفة وكهنة وشمامسة ورهبان وراهبات وفعاليات رسمية دبلوماسية دينية واجتماعية وإعلامية ضاقت بهم قاعة الكرملين الروسية. 

استهل الحفل الذي يشبه الفسيفساء التاريخية للعالم الأرثوذكسي بدخول موكب الرئيس بوتين والبطاركة الى قاعة الاحتفال وسط عدسات الكاميرات التي نقلت الحدث عبر الشاشات العملاقة كي يصل الصوت الأرثوذكسي إلى كل أنحاد العالم، الصوت الجميل الذي يزدان بالأرثوذكسية الحقة المنفتحة على الآخر والمتجذرة في إيمانها حتى الشهادة. 

بعد ذلك، اعتلى الرئيس فيلاديمير بوتين المنصة بتواضع وببسمة يجعلان الشعب الروسي يعيش في اطمئنان واستقرار. 

بداية، رحّب الرئيس بوتين بالبطاركة والوفود المشاركة وبالحاضرين على اختلاف فئاتهم. 

وتحدّث عن دور كنيسة روسيا في المجالات الروحية الوطنية والاجتماعية التي ازدانت بكوكبة من المشاريع والإنجازات التي طالت الأراضي الروسية كافة. 

وأسف الرئيس بوتين لتدخل السياسة في كثير من الأحيان في الشؤون الكنسية وما شهدته أوكرانية خير دليل على تدخّل السياسة، وبحسب الرئيس بوتين يجب ألا تقع الكنيسة ضحية التجاذبات وتكون عرضة للانقسامات بسبب عامل السياسة فيجب إبعادها عن كل الصراعات. 

كما هنأ قداسة البطريرك كيريل بالذكرى العاشرة لتنصيبه متمنيًا له دوام الصحة مِن أجل أن يقود كنيسة روسيا إلى بر الأمان وبمزيد من التألق. 

ومِن ثم، وجه قداسة البطريرك كيريل في كلمته رسالة شكر لكل من حضر وشارك في هذه الاحتفالات التي تقيمها كنيسة روسيا. 

وتطرّق إلى المشاريع والإنجازات التي سطرها خلال عشر سنوات ومستعرضًا المسألة الأوكرانية التي تشغل بال العالم الأرثوذكسي بحيث باتت همه الأول. 

وتحدّث عن الرؤى المستقبلية والأهداف التي يجب العمل بها من أجل وحدة العالم الأرثوذكسي مؤكّدًا أن الأرثوذكسية ستبقى ذلك الجسر المتين الذي يربط الشعب المؤمن ببعضه البعض رغم كل التحديات والضيقات. 

وعلى مدار ساعة ونصف، تفاعل الحضور مع التراتيل والأناشيد التي أدتها جوقة الكنيسة الروسية الأرثوذكسية المؤلفة من مئات الأفراد على مختلف الأعمار بحيث أبحرت التراتيل في عمق الأرثوذكسية وألهبت الحضور وسط مشاهد وفيديوهات فاح منها العبير الأرثوذكسي. 

كما تخلل الحفل عروض وفقرات لأبرز الاعمال والمشاريع الكنسية والاجتماعية والتربوية التي خطها وحققها قداسة البطريرك كيريل خلال عشر سنوات وسط انتظارات وتطلّعات مِن أن الكنيسة الروسية لن تعرف الخوف وستبقى نابضة بإيمان شعبها وشامخة بأرثوذكسيتها.