البطريرك يوحنا العاشر يزور المطرانية المارونية في…



2019-05-11

البطريرك يوحنا العاشر يزور المطرانية المارونية في القبيات، وبلدة عندقت، والبيرة تضع اسم غبطته على أرزة في ساحاتها. 
والبطريرك يوحنا يؤكد"رسالتنا هي رسالة سلام ولن نتخلى عنها حتى الممات". 
وكلمات نوهت أن" زيارة غبطته هي خارطة طريق روحية جديدة لعكار". 
١١ أيار ٢٠١٩ 
ليا عادل معماري، عكار 
في اليوم الثامن لزيارته الرعائية إلى القسم اللبناني من أبرشية عكار الأرثوذكسية، أقامت بلدة البيرة في عكار إستقبالا شعبيا للبطريرك يوحنا العاشر عند ساحة البلدة. 
كان في إستقبال غبطته وراعي الأبرشية المتروبوليت باسيليوس منصور والوفد المرافق، النائب السابق نضال طعمة، رئيس بلدية البيرة محمد وهبي، رئيس اتحاد بلديات الدريب الاوسط عبود مرعب، رئيس "حركة شباب عكار" خالد عبود مرعب وفعاليات. 
وعلى وقع موسيقى التعظيم وضع غبطته إكليلا من الزهر على النصب التذكاري لشهداء الجيش في البلدة، بمشاركة الفعاليات. 
بعد ذلك توجه الجميع الى ساحة العلم حيث غرس غبطته شجرة أرز حملت اسمه، ثم انتقلوا الى مسجد البيرة. 
وألقى يوسف وهبي كلمة ترحيبية أشاد فيها "بالضيف الكبير" و"بإنسانيتة وانفتاحه وعروبته". 
ثم ألقى رئيس حركة شباب عكار كلمة لفت فيها الى أن نعمة العيش الواحد هي التي تتميز بها عكار، مرحبا بالبطريرك في البيرة بلدة الاعتدال والتلاقي والحوار". 
كما تحدث إمام مسجد البلدة الشيخ محمد عوض مرعب كلمة أكد فيها أن" التعايش الحقيقي ليس طارئا أو مصطنعا ولم يعرف بلدنا إلا التعايش والتٱخي، كما أن القيادات الروحية في عكار لها الدور الأساس في نبذ التفرقة وبث روح السلام ولا نجد في كتاب الله لا عنف ولا تطرف". 
ورد غبطته بكلمة جدد فيها فرحه بما شاهده في عكار من محبة وطيبة وانفتاح وعيش متميز، شاكرا بلدة البيرة على حفاوة إستقبالها. ومؤكدا أن عكار هي عظيمة بشعبها المحب والراسخ بقيمه ووطنيته. 
وجرى تبادل للهدايا التذكارية. 
ومن بلدة البيرة، توجه موكب غبطته إلى دار مطرانية طرابلس المارونية في بلدة القبيات برفقة المطران باسيليوس منصور والوفد الكنسي المرافق، وكان في استقباله رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة والخوراسقف الياس جرجس، وكهنة الرعية، بحضور النواب، هادي حبيش، وهبي قاطيشا واسعد درغام، ممثل قائد الجيش العماد جوزاف عون اللواء ميلاد اسحق، الوزيرين السابقين فوزي حبيش ويعقوب الصراف، النائبين السابقين نضال طعمة وعبدالله حنا، ماري ضاهر ممثلة الوزير السابق مخايل ضاهر، الشيخ وليد اسماعيل ممثلا المفتي السابق زيد زكريا، الرئيس العام للٱباء الكرمليين الأب ريمون عبدو، رئيس اقليم كاريتاس- عكار الاب ميشال عبود، رئيس بلدية القبيات عبده عبده، الأخوات الراهبات، رؤساء اتحادات البلديات وفعاليات. 
وعلى وقع إنشاد التراتيل وقرع الاجراس، دخل غبطته الى كنيسة مار منصور دي بول في المطرانية، حيث اقيمت صلاة الشكر. 
ثم توجه والحضور الى القاعة الرئيسية للمطرانية، حيث أقيم احتفال بكلمة تعريف ألقاها ٱيلي سلوم. 
ثم ألقى رئيس بلدية القبيات عبده عبده كلمة قال فيها: 
"ما يزيدنا سرورا وفخرا، اننا اليوم في حضرة صاحب الغبطة يوحنا العاشر، أنطاكية التي لعبت دورا لامعا ومشرقا في التاريخ الانساني من خلال مدارسها واكاديميتها المشهورة التي رفدت حضارتنا العربية بالعلوم والفنون والفكر والفلسفة والمنطق، ومن خلال حركة ترجمة كبرى قام بها كبار المترجمين المسيحيين. 
وأضاف، إن زيارتكم تحمل ذات المعنى في الاخوة والانسانية التي نادت بها ادياننا السماوية ولا سيما المسيحية والاسلام. انها زيارة الراعي لرعيته متفقدا احوالها مستطلعا آمالها، مستشرفا مستقبلها، معاينا واقعها تماما كما كان السيد المسيح يجوب البلدات والقرى والمدن. إنها خارطة طريق رسالية صادقة فيها النموذج الامثل والقدوة الحسنة منذ توليكم سدة البطريركية اعلنتم عن عزمكم القيام بخطوات جريئة باتجاه تفعيل العمل المسيحي المشترك لتحقيق وحدة المسيحيين. 
وختم عبده، أننا يا صاحب الغبطة نتطلع الى الله لكي يرأف بأوطاننا ويلهم قياداته السياسية والاجتماعية والدينية الحكمة وسداد الرأي لقيادة سفينة الوطن الى بر الامان ليبقى وطننا عزيزا كريما سيدا حرا ومستقلا". 
بعد ذلك، قال المطران جورج بو جوده في كلمته: 
"يطيب لنا ويشرفنا أن نستقبلكم يا صاحب الغبطة في دار المطرانية المارونية - مركز مار منصور - في القبيات مع إخوتنا الكهنة وهذا الحضور الكريم ونغتنمها مناسبة نعبر لكم فيها عن كامل محبتنا وتقديرنا وإحترامنا لشخصكم الكريم ولصاحب السيادة المتروبوليت باسيليوس منصور كرد جميل له وشكر على ما قام به من ترحاب، عندما زار هذه المنطقة منذ سنوات غبطة أبينا البطريرك الكاردينال بشاره الراعي الكلي الطوبى". 
اضاف: "كما أردنا أن نعبر كذلك عن وحدتنا في الإيمان بشخص ذلك الذي يوحدنا بالرغم من إختلافنا في بعض الأمور التي نعتبرها ثانوية، مع أهميته، لأن من يوحدنا هو رأس الجسد الذي لا حياة للأعضاء بدونه، ربنا وإلهنا يسوع المسيح، الذي إحتفلنا بقيامته من بين الأموات في هذه الأيام الأخيرة، والذي وطئ الموت بالموت ليعيد الحياة للذين في القبور. 
وتابع، لقد أرادنا أن نكون واحدا كما أنه هو والآب واحد. وقد صلى لأجلنا ولأجل من قبلوا ويقبلون كلامه لنكون كلنا واحدا فيك أيها الآب مثلما أنت في وأنا فيك، لكي يؤمن العالم أنك أنت أرسلته ليجعلنا جميعنا واحدا كما أنه هو والآب واحد، ولكي تكون وحدتهم كاملة. 
وأضاف، لقد إستمررنا وبقينا معا رغم بعض الأحداث التاريخية وسوف نبقى كذلك أعضاء مترابطين في جسد واحد، لا تستطيع العين أن تقول للأذن لست بحاجة إليك، ولا اليد للرجل أن تقول لست بحاجة إليك. وإننا هنا في عكار، كما في كل لبنان نعيش هذه الوحدة على الصعيد الحياتي والإجتماعي في مختلف الظروف والمناسبات وأبناء شعبنا يعيشون هذه الوحدة في عائلاتهم وأعمالهم وكل مناسباتهم الإجتماعية. كما أننا نعيش هذه الوحدة الإجتماعية مع إخوتنا غير المسيحيين من إخوة سنيين وعلويين، إذ أننا نلتقي معا دوريا في اللقاء العكاري الذي نحاول من خلاله بث روح الوحدة بين أبناء الشعب الواحد حفاظا على بلادنا وعلى قيمنا المشتركة. فلبنان كما قال عنه البابا القديس يوحنا بولس الثاني ليس مجرد وطن كغيره من الأوطان، بل هو بلد رسالة للشرق والغرب والعالم". 
ورد غبطته بكلمة جوابية شاكرا وقائلا: 
"أنا سعيد جدا يا صاحب السيادة المطران جورج بو جودة وأننا معكم وفي القبيات، ونحن نفتخر بكم وبأهلها كفخرنا بكل عكار واهلها التي تعيش كعائلة واحدة. 
وأضاف، قبل وصولنا الى هنا، توقفنا عند اهلنا في بلدة البيرة، وأعد لنا أخوتنا المسلمين إستقبالا وزرنا المسجد سويا فرحين، فهذه هي عكار الحبيبة العظيمة. وأوجه من هنا تحية خاصة للبطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي وندعو له بالعمر الطويل وهو الاخ العزيز والغالي. 
وتابع، إن الحديث عن العيش الواحد ليس جديدا ، لان هذا ما نعيشه، ولذلك صلاتي الى الرب ان يزيد ابناء عكار مسلمين ومسيحيين بكل المحبة والخير. ونهنىء اخوتنا المسلمين بهذا الشهر المبارك، فاننا ككنيسة وكمجتمع الى جانب بعضنا البعض، وهذا ما نعمل لاجله دائما. وسنبقى ثابتون بأرضنا لأننا لسنا ضيوفا فيها بل نحن أصحاب حق. كما أننا ندين كل الأعمال الارهابية الغريبة عن تاريخنا ومجتمعنا." 
كما تقدم بالشكر من المطران منصور على هذه الشراكة الموجودة بين شخصه وكل الاحبة في هذه المنطقة، وهذه هي الرسالة السلامية". 
ثم قدم غبطته الى المطران جورج بو جودة أيقونة السيدة العذراء، كما قدم أيقونة الى النائب حبيش الذي شكر غبطته لعاطفته ومحبته، منوها بزيارته الرعوية القيمة لعكار. 
كما قدم المطران جورج بو جودة هدية من خشب السنديان للبطريرك يوحنا الذي تسلم ايقونة ايضا من رئيس البلدية عبده وايقونة من الدكتور انطوان ضاهر باسم هيئة التيار الوطني الحر في القبيات. 
وفي الختام، إلتمس الجميع بركته الأبوية وجرى تبادل للصور التذكارية. 
ومن مطرانية بينو، توجه غبطته إلى بلدة عندقت التي أعدت إستقبالا حاشدا لغبطته. 
وكان في إستقباله والمطران منصور والوفد المرافق النواب: هادي حبيش، وهبة قاطيشا، أسعد درغام، الوزير السابق يعقوب الصراف، رئيس بلدية عندقت عمر مسعود، الأب سيمون الراسي، الأخوات الراهبات، وجمهور كبير من المؤمنين. 
بعد الإستقبال، دخل غبطته إلى كابيلا قلب مريم الطاهر ورفع الجميع الصلاة على نية البلدة. 
وألقى رئيس البلدية عمر مسعود كلمة رحب فيها بغبطته والوفد المرافق قائلا: 
" لقد صمدت هذه البلدة يا صاحب الغبطة أيام الحرب وكذلك بقيت صامدة أيام السلم، وصورة عكار الجميلة هي نابعة من عيشنا المشترك ومحبتنا لبعضنا البعض". 
ورد غبطته بكلمة جوابية قائلا: 
"نحن فخورون أننا معكم في عندقت، ونؤكد لكم أننا عائلة واحدة، وما من شيء يبعدنا عن بعضنا، وسنبقى ثابتين رغم الضيقات". 
وفي الختام، جرى تبادل للهدايا التذكارية.