مرقس الإنجيلي الرسول



04-25

مرقس كلمة لاتينية معناها طارق أو مطرقة. واسمه العبري يوحنا ومعناه الله حنان.

واجتمع له الاسمان معًا في (أع 12:12، أع 25:12، أع 37:15). markos نشأ في أسرة يهودية متدينة في بلدة القيروان إحدى الخمس مدن الغربية في ليبيا، وأمه تدعى مريم التي كانت إحدى المريمات التي تبعت السيد المسيح، وأبوه أرسطوبولس (ابن عم زوجة بطرس الرسول)، كما أن القديس مرقس هو ابن أخت برنابا الرسول (كو10:4). هو الذي ورد في التراث أنه كاتب الإنجيل الثاني المعروف باسمه. وقد ذكر أن مرقص استمد إنجيله من بطرس الرسول. وتبين المصادر أن الإنجيل وضع بناء لطلب أهل رومية الذين رغبوا في أن يكون لهم سجل مدوّن لما سبق أن سمعوه من الرسول بطرس. القدّيس الرسول مرقص، هو ابن أخت الرسول برنابا، يشار إلى أن بطرس الرسول كان عارفاً بعائلة مرقص منذ وقت مبكر. فمن سفر أعمال الرسل نعلم أن بطرس بعدما أخرجه ملاك الرب من السجن قصد البيت الذي اعتاد كثير من التلاميذ والمؤمنين أن يجتمعوا فيه للصلاة، هذا البيت هو "بيت مريم أم يوحنا الملقب مرقص". وبداية خدمة مرقص مع بولس كانت بعدما استكمل برنابا وبولس الخدمة في أورشليم. يومذاك أخذا معهما مرقص في طريق عودتهما إلى إنطاكية. وأخذا معهما مرقص إلى قبرص خادماً، ومذ ذاك أخذ يساهم في عمل الكرازة. ثم  رجع إلى أورشليم رافضاً مرافقتهما إلى آسيا الصغرى، ثم عاد وامتدّ إلى هناك وصار معروفاً عند الكثيرين من مؤمني آسيا الصغرى. وهذا الانطباع يستشف من رسالة بطرس الرسول الأولى التي وجهها إلى المتغرّبين من شتات البنطس وغلاطية وكبدوكية وآسيا وبيثينية. وفيها يبلغهم سلام مرقص عليهم. الإنجيلي مرقص كان أول من أرسل إلى مصر ونادى هناك بالإنجيل الذي كتبه وأسّس الكنائس في الأسكندرية أولاً، وهو الذي أسّس الكرسي الإسكندري. وادّعت مدينة أكويليا، شمالي إيطاليا، ادّعت أن مرقص هو الذي أسّس الكنيسة فيها. و بجانب كرازته للديار المصرية، كرز في اليهودية وفي جبل لبنان وفي أنطاكية (سوريا) (أع 27:11-30، أع15:12، أع 37:15)، وفي قبرص (أع 4:13، 5، أع 39:15) إلى أن وصل برجة بمفيلية (أع13:13)، أيضًا كرز في روما مع بولس الرسول (فل24، 2تي11:4). ويفيد القدّيس الشهيد دوروثاوس الصوري، أن القدّيس مرقص قضى شهيداً في الإسكندرية. وقد ورد أن جسد القدّيس كان محفوظا في فوكولوس في كنيسة بنيت عام 310 م. ومن المرجح أن جسده بقي يكرم هناك في القرن الثامن الميلادي، أيام المسلمين، لكن جماعة من البندقية الإيطالية سرقته ونقلته إلى بلادها في حدود العام 815 م. راهب فرنسي، اسمه برنابا، قصد الشرق رحّالة عام 870 م، ذكر أن جسد القدّيس مرقص لم يكن في الإسكندرية، يومذاك، لأن البنادقة نقلوه إلى جزرهم. يشار إلى أن مرقص الإنجيلي هو شفيع البندقية الإيطالية. وقد خربت الكنيسة الأساسية التي أودعت فيها رفات القدّيس عام 976 م, فإن البازيليكا التي أعيد بناؤها تحتوي رفاته وفسيفساء مميّزة عن حياة القدّيس وموته ونقل رفاته. والقدّيس مرقص الإنجيلي شفيع لصنّاع الزجاج وكتاب العدل ومربي الأبقار الأسبان والأسرى. ويشار أيضا إلى ان رمز إنجيل مرقص هو الأسد المجنّح. وهذا الاختيار, لأن إنجيل مرقص تكلّم على الرفعة الملكية للمسيح ولأن مستهّل القول فيه هو عن يوحنا المعمدان صوت صارخ في البرّية.