أغابي وإيريني وشيونية البتولات الشهيدات



04-16

16-4 عاشت هؤلاء العذارى أيام الإمبراطور الروماني ذيوكليسيانوس (284-305م). وقد كنَّ أخوات بالجسد من مدنية تسالونيكية, بنات والدَين من علِّية القوم. فلما كنَّ للمسيح فإنهنَّ غادرنَ موطنهنَّ عندما انطلقت شرارة الاضطهاد للمسيحيّين. وقد أتينَ إلى جبل بقرب بحيرة وكنَّ بمعيَّة كاهن مسنّ أسمهُ زويلوس.
لم يطُل الوقت حتَّى تمَّ القبض على العذارى, بعد وفاة الأب الروحي لهنَّ زويلوس. وقد حاول ذيوكليسيانوس أن يستميل الفتيات الثلاثة إليه بالإطراء ووعدهنَّ بأن يزوِّجهنَّ إلى قوم أغنياء وأن ينعم عليهنَّ بهدايا سخيَّة إن قدَّمنَ الإكرام للأوثان فأبين وقاومن.
أمر دولسيتيوس بتعرية العذارى, وفي نيَّته أن يخرجهنَّ إلى الشوارع, على هذا النحو. وإذ شرع الجند بتنفيذ الأمر أضحت أثواب الأخوات الداخلية قاسية كالجلد ولمَّا يتمكنوا من تمزيقها أو إزاحتها.
كل هذا جعل دولسيتيوس يبدو في عين مولاه غير كفوء للمهمَّة فأستبدله بآخر يُدعىَ سيسينيوس. هذا بعد الوعيد والتهديد حكم على أغابي وخيونية بالموت حرقاً, فيما أبقىَ على إيريني عسىَ أن يستردها متى عاينت ما سيحدث لأختيها.
أُلقيت أغابي وخيونية في النار فأسلمتا الروح. أما إيريني فلم تذعن لذلك. وبقيت مصرَّة على إيمانها. لذلك أمر سيسينيوس الجنود ليستقنها إلى بيتٍ للدعارة.
في الطريق شاء الرب الإله أن ينجيّ أمته من هذه التجربة المرَّة فأرسل ملائكته القدّيسين بلباس الجنود وأخذو إيريني إلى قمة جبل. وقد حاول سيسينيوس وعسكره استعادة الفتاة ففشلوا. سدّ عليهم الرب الإله الطريق. أخيراً سدَّد أحد الجنود سهماً في اتجاهها فأصابها وانضمت إلى أختيها. هي أيضاً جاءت القديسة أنستاسيا وأخذت رفاتها وضمَّختها بالطيب ووارتها الثرى مع أختيها, اللتين سبقت ودفنتهما.