القدّيس إفروسينوس الطبّاخ



09-11

القدّيس إفروسينوس الطبّاخ القرن التاسع:

اسمه يعني المتهلّل وشديد الابتهاج. 

سيرته:‬
هو‭ ‬إنسان‭ ‬قرويّ‭ ‬بسيط‭. ‬جاء‭ ‬إلى‭ ‬أحد‭ ‬الأديرة‭ ‬فاستخدموه‭ ‬مساعدًا‭ ‬للطبّاخ‭. ‬كانوا‭ ‬يكلّفونه‭ ‬بأقبح‭ ‬الأشغال‭ ‬المطبخية،‭ ‬وكان‭ ‬لبساطته،‭ ‬موضع‭ ‬استخفاف‭ ‬وتهكّم،‭ ‬فكان‭ ‬يحتمل‭ ‬سخرية‭ ‬الآخرين‭ ‬منه،‭ ‬ويقابلهم‭ ‬بتعفّف‭ ‬ووداعة‭ ‬لا‭ ‬يتزعزعان‭.‬

 

كاهن‭ ‬يرى‭ ‬أوفروسينوس‭ ‬في‭ ‬الحلم‭:‬
وحدث‭ ‬أن‭ ‬كاهنًا‭ ‬في‭ ‬الدير‭ ‬اعتاد‭ ‬الصلاة‭ ‬إلى‭ ‬الله‭ ‬ليريه‭ ‬البركات‭ ‬التي‭ ‬يذخرها‭ ‬للذين‭ ‬يحبّونه.
وذات‭ ‬ليلة‭ ‬فيما‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الكاهن‭ ‬نائمًا،‭ ‬بدا‭ ‬له‭ ‬كأنّه‭ ‬حُمل،‭ ‬في‭ ‬الحلم،‭ ‬إلى‭ ‬الفردوس،‭ ‬وأودع‭ ‬حديقة‭ ‬ممتلئة‭ ‬من‭ ‬أجمل‭ ‬الأشجار‭ ‬وأشهى‭ ‬الثمار.
euphrosynos450

في‭ ‬وسط‭ ‬هذه‭ ‬الحديقة‭ ‬كان‭ ‬أوفروسينوس‭ ‬يأكل‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬البركات‭ ‬ويفرح‭ ‬مع‭ ‬الملائكة‭. ‬

اقترب‭ ‬منه‭ ‬الكاهن‭ ‬ودار‭ ‬بينهما‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭:‬
‭ - ‬الكاهن‭: ‬أين‭ ‬نحن،‭ ‬هنا،‭ ‬يا‭ ‬أوفروسينوس؟
‭ - ‬أوفروسينوس‭: ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬موطن‭ ‬مختاري‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬طالما‭ ‬رغبت‭ ‬في‭ ‬معاينته‭. ‬أمّا‭ ‬أنا‭ ‬فأقيم‭ ‬هنا‭ ‬بإحسان‭ ‬الله‭ ‬الذي‭ ‬شاء‭ ‬أن‭ ‬يغفر‭ ‬لي‭ ‬ذنوبي.
‭ - ‬الكاهن‭: ‬أبإمكاني‭ ‬أن‭ ‬آخذ‭ ‬معي‭ ‬بعض‭ ‬ثمار‭ ‬هذه‭ ‬الحديقة؟

فتناول‭ ‬أوفروسينوس‭ ‬ثلاث‭ ‬تفّاحات‭ ‬ووضعها‭ ‬في‭ ‬معطف‭ ‬الكاهن‭.‬

 

استيقاظ‭ ‬الكاهن‭:‬
في‭ ‬تلك‭ ‬اللحظة‭ ‬بالذّات،‭ ‬صحا‭ ‬الكاهن‭ ‬من‭ ‬نومه‭ ‬على‭ ‬صوت‭ ‬الجرس‭ ‬يدعوه‭ ‬إلى‭ ‬صلاة‭ ‬السحر.


وإذ‭ ‬كان‭ ‬ينفض‭ ‬عن‭ ‬عينيه‭ ‬غبار‭ ‬النوم‭ ‬ظانًا‭ ‬أنّه‭ ‬خرج،‭ ‬لتوّه،‭ ‬من‭ ‬حلم،‭ ‬أحس‭ ‬بأن‭ ‬في‭ ‬جيبه‭ ‬شيئًا‭ ‬ثقيلاً،‭ ‬فمد‭ ‬يده،‭ ‬وإذا‭ ‬به‭ ‬يكتشف‭ ‬التفّاحات‭ ‬الثلاث‭ ‬تفوح‭ ‬منها‭ ‬رائحة‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬شم‭ ‬مثلها‭ ‬من‭ ‬قبل‭.‬

أسرع‭ ‬الكاهن‭ ‬إلى‭ ‬الكنيسة‭ ‬فإذا‭ ‬به‭ ‬يرى‭ ‬أوفروسينوس‭ ‬واقفًا‭ ‬في‭ ‬مكانه‭ ‬المعتاد،‭ ‬فأقترب‭ ‬منه‭ ‬وسأله‭ ‬أين‭ ‬كان‭ ‬في‭ ‬الليل،‭ ‬فقال‭ ‬له‭: ‬في‭ ‬الدير،‭ ‬فأصرّ‭ ‬عليه‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬أجابه‭: ‬كنت‭ ‬في‭ ‬الحديقة‭ ‬حيث‭ ‬عاينت‭ ‬الخيرات‭ ‬التي‭ ‬يذخرها‭ ‬الله‭ ‬لمختاريه‭. ‬لقد‭ ‬أراد‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬يكشف‭ ‬لك‭ ‬هذا‭ ‬السر‭ ‬من‭ ‬خلالي،‭ ‬أنا‭ ‬غير‭ ‬المستحق.

فنادى‭ ‬الكاهن‭ ‬الأخوة‭ ‬الرهبان‭ ‬وحدّثهم‭ ‬عن‭ ‬حلمه‭ ‬وعن‭ ‬أوفروسينوس‭ ‬والتفّاحات‭ ‬الثلاث،‭ ‬وشرع‭ ‬يريهم‭ ‬إياها. ‬


وكان‭ ‬الجميع‭ ‬يقلبون‭ ‬التفّاحات‭ ‬ويشمّونها‭ ‬ويصغون‭ ‬إلى‭ ‬الكاهن. ثم‭ ‬سأل‭ ‬احدهم‭ ‬أين‭ ‬هو‭ ‬أوفروسينوس‭ ‬الآن؟‭ ‬فبحثوا‭ ‬عنه‭ ‬فلم‭ ‬يجدوه. ‬

كان  إفروسينوس‭ ‬قد‭ ‬خرج،‭ ‬سرًا،‭ ‬ليهرب‭ ‬من‭ ‬مجد‭ ‬الناس‭. ‬ولم‭ ‬يعرف‭ ‬له،‭ ‬بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬أثر‭.‬